اليابان تفقد لقبها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لألمانيا

مع انزلاق العملاق الآسيوي بشكل غير متوقع إلى الركود

فقدت اليابان مكانتها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا مع انزلاق العملاق الآسيوي بشكل غير متوقع إلى الركود (رويترز)
فقدت اليابان مكانتها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا مع انزلاق العملاق الآسيوي بشكل غير متوقع إلى الركود (رويترز)
TT

اليابان تفقد لقبها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لألمانيا

فقدت اليابان مكانتها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا مع انزلاق العملاق الآسيوي بشكل غير متوقع إلى الركود (رويترز)
فقدت اليابان مكانتها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا مع انزلاق العملاق الآسيوي بشكل غير متوقع إلى الركود (رويترز)

فقدت اليابان مكانتها ثالث أكبر اقتصاد في العالم لصالح ألمانيا، مع انزلاق العملاق الآسيوي بشكل غير متوقع إلى الركود.

إذ أعلنت اليابان، التي كانت ثاني أكبر اقتصاد في العالم، عن ربعين متتاليين من الانكماش يوم الخميس؛ حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4 في المائة على أساس سنوي في الربع الرابع بعد انكماش منقح بنسبة 3.3 في المائة في الربع الثالث.

وجاء الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع أقل بكثير من توقعات النمو بنسبة 1.4 في المائة في استطلاع أجرته «رويترز» لآراء الاقتصاديين.

وأظهرت بيانات حكومية أن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لليابان لعام 2023 وصل إلى 4.2 تريليون دولار، مقارنة بـ4.5 تريليون دولار لألمانيا، وفقاً للأرقام التي تم الكشف عنها الشهر الماضي، وفق «رويترز».

وبذلك، تكون ألمانيا تجاوزت اليابان لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تراجع الانخفاض الحاد في قيمة الين.

وانخفض الين بأكثر من 18 في المائة في عامي 2022 و2023 مقابل الدولار، بما في ذلك نحو 7 في المائة في العام الماضي فقط، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن بنك اليابان، على عكس المصارف المركزية الكبرى الأخرى، حافظ على أسعار الفائدة السلبية.

يعتمد الاقتصادان الياباني والألماني بشكل كبير على الصادرات، وعلى الرغم من أن كليهما يواجه عقبات كبيرة، فإن اليابان تعاني أكثر من ألمانيا بسبب النقص الحاد في العمالة لديها وانخفاض عدد سكانها.

ومن المتوقع أن تتفوق الهند بمجتمعها الشاب ومعدلات نموها المرتفعة لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة والصين في وقت لاحق من هذا العقد.

ويحذر بعض المحللين من انكماش آخر في الربع الحالي، حيث يشير ضعف الطلب في الصين وتباطؤ الاستهلاك وتوقف الإنتاج في وحدة تابعة لشركة «تويوتا موتور كورب» إلى مسار مليء بالتحديات نحو التعافي الاقتصادي.

وقال كبير الاقتصاديين التنفيذيين في معهد «داي - إيتشي» لأبحاث الحياة يوشيكي شينكي: «الأمر اللافت للنظر بشكل خاص هو التباطؤ في الاستهلاك والإنفاق الرأسمالي، وهما ركائز أساسية للطلب المحلي. سيظل الاقتصاد يفتقر إلى الزخم في الوقت الحالي مع عدم وجود محركات رئيسية للنمو».

وبينما لا يزال العديد من المحللين يتوقعون أن يقوم بنك اليابان بالتخلص التدريجي من التحفيز النقدي الضخم هذا العام، فإن البيانات الضعيفة قد تلقي بظلال من الشك على توقعاته بأن ارتفاع الأجور سيدعم الاستهلاك ويبقي التضخم بشكل دائم بالقرب من هدفه البالغ 2 في المائة.

وقال كبير الاقتصاديين في وكالة «موديز أناليتيكس»، ستيفان أنجيريك، إن «الانخفاضين المتتاليين في الناتج المحلي الإجمالي وثلاثة انخفاضات متتالية في الطلب المحلي هي أخبار سيئة، حتى لو كانت المراجعات قد تغير الأرقام النهائية على الهامش. هذا يجعل من الصعب على المصرف المركزي تبرير رفع أسعار الفائدة، ناهيك عن سلسلة من الزيادات».

الحاجة إلى نمو قوي للأجور

وشدد وزير الاقتصاد يوشيتاكا شيندو على الحاجة إلى نمو قوي للأجور لدعم الاستهلاك الذي وصفه بأنه «يفتقر إلى الزخم» بسبب ارتفاع الأسعار.

وقال شيندو، في مؤتمر صحافي بعد صدور البيانات، عندما سُئل عن تأثير ذلك على سياسة بنك اليابان: «بناءً على فهمنا، فإن بنك اليابان ينظر بشكل شامل إلى بيانات مختلفة، بما في ذلك الاستهلاك والمخاطر الاقتصادية، لتوجيه السياسة النقدية».

وظل الين مستقراً بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الضعيفة، ليقترب من أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر. كما انخفضت عوائد السندات الحكومية اليابانية بعد تراجع توقعات بعض المتداولين بشأن تحول مبكر في سياسة بنك اليابان. وارتفع مؤشر «نيكي» للأسهم إلى أعلى مستوياته في 34 عاماً؛ حيث دعمت البيانات تأكيدات بنك اليابان الأخيرة على أن تكاليف الاقتراض ستظل منخفضة حتى بعد إنهاء أسعار الفائدة السلبية.

ووفقاً لكبيرة استراتيجيي السندات في «ميتسوبيشي يو إف جيه مورغان ستانلي سيكيوريتيز»، ناومي موغوروما: «يجعل ضعف الطلب المحلي من الصعب على بنك اليابان التحول نحو التشديد النقدي». وأضافت: «ارتفع عائق إنهاء أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)».

وانخفض الاستهلاك الخاص، الذي يشكل أكثر من نصف النشاط الاقتصادي، بنسبة 0.2 في المائة، مقابل توقعات السوق بزيادة قدرها 0.1 في المائة؛ حيث أدى ارتفاع تكاليف المعيشة والطقس الدافئ إلى عزوف الأسر عن تناول الطعام في الخارج وشراء ملابس الشتاء.

وانخفض الإنفاق الرأسمالي، وهو محرك رئيسي آخر للنمو في القطاع الخاص، بنسبة 0.1 في المائة، مقارنة بالتوقعات بارتفاع قدره 0.3 في المائة. وتقلص كل من الاستهلاك والإنفاق الرأسمالي للربع الثالث على التوالي.

وأظهر استطلاع ربع سنوي أن الشركات الكبرى تتوقع زيادة الإنفاق الرأسمالي بنسبة كبيرة تبلغ 13.5 في المائة في العام المنتهي في مارس. لكن المحللين يشيرون إلى تأخير في الاستثمار الفعلي بسبب ارتفاع تكاليف المواد الخام ونقص العمالة.

وأظهرت أحدث بيانات طلبيات الآلات، التي تعد مؤشراً رئيسياً على الإنفاق الرأسمالي، انكماشاً في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما أثار الشكوك حول رأي بنك اليابان بأن الاستثمار القوي سيدعم الاقتصاد.

وأسهم الطلب الخارجي، أي الصادرات ناقص الواردات، بنسبة 0.2 نقطة مئوية في الناتج المحلي الإجمالي، حيث ارتفعت الصادرات بنسبة 2.6 في المائة عن الربع السابق.


مقالات ذات صلة

«المركزي الألماني» يحذر: الرسوم الجمركية الأميركية تهدد النمو في البلاد

الاقتصاد عرض جوي للحاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)

«المركزي الألماني» يحذر: الرسوم الجمركية الأميركية تهدد النمو في البلاد

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الاثنين، إن ألمانيا معرَّضة بشكل خاص للرسوم الجمركية الأميركية التي قد تحدّ من النمو لسنوات مقبلة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد غروب الشمس خلف محطة توليد الطاقة بالفحم «شولفن» في جيلسنكيرشن بألمانيا (أ.ب)

ألمانيا تبحث عن هويّة اقتصادية جديدة بعد خمس سنوات من الركود

تعاني ألمانيا من أزمة في نموذجها الاقتصادي الذي كان يعتمد على الغاز الطبيعي الرخيص من روسيا والصادرات المربحة إلى الصين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أمام مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

رسوم ترمب الجمركية تهدد منطقة اليورو بالانهيار

في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، يواجه الاقتصاد الأوروبي تهديداً كبيراً نتيجة السياسات الحمائية التي يتبناها الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أفق منطقة المصارف خلال غروب الشمس في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

ركود اقتصاد منطقة اليورو خلال الربع الأخير يعمّق المخاوف بشأن تعافي النمو

ظل اقتصاد منطقة اليورو راكداً في الربع الأخير، فقد فضل المستهلكون توخي الحذر وتجميد الإنفاق؛ مما يعزز المخاوف من تأخر التعافي المتوقع منذ فترة طويلة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا))
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا والحي المالي في لندن (رويترز)

تباطؤ نمو الأعمال البريطانية في بداية 2025 مع استمرار صعوبات التوظيف

شهد النشاط الاقتصادي في الأعمال البريطانية نمواً بطيئاً فقط في بداية عام 2025، مع استمرار التراجع في التوظيف والتفاؤل، في حين ارتفعت ضغوط الأسعار.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تراجع صافي أرباح «زين السعودية» للاتصالات 53 % خلال 2024

شعار شركة «زين» للاتصالات (موقع الشركة الإلكتروني)
شعار شركة «زين» للاتصالات (موقع الشركة الإلكتروني)
TT

تراجع صافي أرباح «زين السعودية» للاتصالات 53 % خلال 2024

شعار شركة «زين» للاتصالات (موقع الشركة الإلكتروني)
شعار شركة «زين» للاتصالات (موقع الشركة الإلكتروني)

انخفض صافي ربح «شركة الاتصالات المتنقلة (زين السعودية)»، خلال عام 2024، بنسبة 53 في المائة، إلى 596 مليون ريال (159 مليون دولار)، مقارنة مع 1.26 مليار ريال (336 مليون دولار) في عام 2023.

وعزت الشركة الانخفاض، في بيان على موقع «سوق الأسهم السعودية الرئيسية (تداول)»، إلى «ارتفاع المصاريف التشغيلية بمعدل 2.5 في المائة، وبمبلغ 66 مليون ريال (17.6 مليون دولار)، وزيادة مصاريف خسائر الائتمان المتوقعة بـ203 ملايين ريال (54 مليون دولار).

كما شملت المدة المماثلة مكاسب من صفقة بيع وإعادة تأجير جميع أبراج الاتصالات البالغ عددها 8069 برجاً والمعترف بها بالكامل خلال عام 2023، بمبلغ إجمالي قدره 1.1 مليار ريال (293 مليون دولار)».

في المقابل، حققت «زين السعودية» أعلى إيرادات في تاريخها، حيث بلغت 10.4 مليار ريال (2.7 مليار دولار) في العام الماضي بنسبة نمو بلغت 5 في المائة مقارنة مع عام 2023، التي وصلت حينها إلى 9.9 مليار ريال (2.6 مليار دولار). وجاء ذلك نتيجة النمو في إيرادات كل من خدمات الجيل الخامس، ومبيعات الجملة، وشركة «تمام للتمويل» وقطاع الأعمال.

وتراجعت ربحية السهم إلى 0.66 ريال في العام الماضي، مقارنة مع 1.41 ريال في عام 2023.