تستضيف العاصمة السعودية، (الاثنين)، «المنتدى العالمي للمدن الذكية»، الذي يجمع نخبة من خبراء العالم في مجال بناء المدن الذكية والذكاء الاصطناعي؛ لتشكيل رؤية لمستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية، ورسم قواعد أساسية تدعم خطط تطويرها؛ لتحقيق تنمية حضرية مستدامة بما يعزز جودة الحياة.
وقال مساعد مدير «مركز المعلومات الوطني لتقنيات التعرف المتقدم والهوية الرقمية» في «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، هذام التويجري، لـ«الشرق الأوسط»، «إن المنتدى يقدم الدعم المباشر والكبير لجهود الحكومات حول العالم لتبني نماذج مبتكرة وحلول ذكية، تسهم في رفع مستوى الخدمات والسلامة العامة في المدن الذكية».
وأوضح التويجري أن «الحدث يعزز الاستدامة البيئية، وذلك ضمن جهود المملكة للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، وترسيخ قيم الاستدامة وجعلها جزءاً من ثقافة المجتمع».
تحفيز رجال الأعمال
ويركّز المنتدى على تحفيز رجال الأعمال للمشارَكة والاستثمار في تبني حلول ذكية تدعم الابتكار، وتحقق التوازن بين متطلبات الإنسان، وازدهار المدن اقتصادياً، إضافة للسعي لإيجاد بيئة آمنة تمتزج فيها مقومات الحياة العصرية كافة، وتنعم بخدمات رقمية تحقق رفاهية السكان.
وتابع مساعد مدير مركز المعلومات الوطني لتقنيات التعرف المتقدم، أن «المنتدى يستهدف تحسين مستويات السلامة، وتخفيض استهلاك الطاقة، وزيادة فرص العمل، وتطوير التعليم، وتحسين مستوى الرعاية الصحية، والنقل».
وأشار إلى أن المملكة تكثف جهودها للارتقاء بواقع المدن الذكية وتطويرها لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، الرامية إلى تحقيق جودة الحياة من خلال النهوض بمستوى الخدمات المقدمة في المدن.
وأضاف التويجري أن دخول 4 مدن سعودية، لأول مرة، ضمن مؤشر «آي إم دي» للمدن الذكية، يثبت التزام المملكة بأن تصبح رائدة عالمياً في هذا المجال، عبر تسخير مخرجات التكنولوجيا والاستفادة منها في تعزيز الحياة الحضرية والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
المراتب العالمية
وكشف عن تقدم العاصمة، الرياض، إلى المرتبة الـ30 عالمياً ضمن مؤشر «آي إم دي» للمدن الذكية (الثالثة عربياً). كما جاءت مكة المكرمة في المرتبة الـ52 (الرابعة عربياً)، وجدة في المرتبة الـ56 (الخامسة على مستوى الدول العربية) والمدينة المنورة في المركز الـ85 (السادسة عربياً).
وأكد التويجري أن هذه النتائج المبهرة تحققت؛ نتيجةً لتبني التقنيات الذكية لتحسين مستوى المعيشة والاستدامة، مما يوضح نهج التفكير المستقبلي للمملكة في التنمية الحضرية والرقمنة.
وأفصح عن وجود عديد من المبادرات الإيجابية التي تقوم بها مختلف الجهات ذات الاختصاص؛ مثل المنصة الوطنية للمدينة الذكية في «سدايا» التي تظهر نهجاً شاملاً ومتعدد التخصصات لتعزيز مستوى الخدمات في المدن من خلال أنظمة متقدمة تكفل تحسين المشهد الحضري في مختلف مدن المملكة، والمساهمة في التخطيط لبناء مدن خضراء قائمة على البيانات، والابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الممارسات المستدامة
وأكمل التويجري أن المبادرات تسعى لأن تكون هناك مدن خالية من التشوهات البصرية، والازدحام، وتدعمها جهود متواصلة تهدف إلى تطوير المناطق السكنية بالتكنولوجيا الذكية والممارسات المستدامة لتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية من جهة، والعنصر البشري من جهة أخرى.
إلى ذلك، يستعرض المنتدى الذي يجمع ما يزيد على 80 متحدثاً من 40 دولة، أحدث ما وصلت إليه دول العالم، ومنها المملكة، من تقدم في مشروعات بناء المدن الذكية في ضوء رؤية السعودية، وتحقيقاً لأهداف «التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030».
ويُقدم «المنتدى العالمي للمدن الذكية»، الذي تنظمه «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، تحت شعار «حياة أجود» خلال يومي 12 و13 فبراير (شباط) الحالي، عدداً من الحلول الرقمية المبتكرة لتحقيق أعلى مستويات التنمية في المدن مثل: معالجة مظاهر التشوه البصري، والازدحام في الطرق، والتخطيط العمراني الفعال للحاضر والمستقبل.
ويسعى الحدث إلى إثراء موضوع مستقبل المدن الذكية من كل جوانبها، وإيجاد بيئة جاذبة اجتماعياً واقتصادياً وسياحياً، حيث يعد أول منتدى عالمي للمدن الذكية يُنظم في المملكة، ويهدف إلى تشكيل رؤية طموحة للمستقبل، باستخدام الحلول الذكية ورسم قواعد أساسية تدعم خطط تطوير المدن؛ لتحقيق تنمية حضرية مستدامة.