الرياض تجمع خبراء العالم لتشكيل مستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية

التويجري لـ«الشرق الأوسط»: الحدث يعزز جهود المملكة للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري

تمكنت «سدايا» من تحقيق عدد من الإنجازات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي جعلت  السعودية تتبوأ أعلى المراتب في المؤشرات العالمية (الشرق الأوسط)
تمكنت «سدايا» من تحقيق عدد من الإنجازات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي جعلت السعودية تتبوأ أعلى المراتب في المؤشرات العالمية (الشرق الأوسط)
TT

الرياض تجمع خبراء العالم لتشكيل مستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية

تمكنت «سدايا» من تحقيق عدد من الإنجازات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي جعلت  السعودية تتبوأ أعلى المراتب في المؤشرات العالمية (الشرق الأوسط)
تمكنت «سدايا» من تحقيق عدد من الإنجازات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي جعلت السعودية تتبوأ أعلى المراتب في المؤشرات العالمية (الشرق الأوسط)

تستضيف العاصمة السعودية، (الاثنين)، «المنتدى العالمي للمدن الذكية»، الذي يجمع نخبة من خبراء العالم في مجال بناء المدن الذكية والذكاء الاصطناعي؛ لتشكيل رؤية لمستقبل المدن باستخدام الحلول الذكية، ورسم قواعد أساسية تدعم خطط تطويرها؛ لتحقيق تنمية حضرية مستدامة بما يعزز جودة الحياة.

وقال مساعد مدير «مركز المعلومات الوطني لتقنيات التعرف المتقدم والهوية الرقمية» في «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، هذام التويجري، لـ«الشرق الأوسط»، «إن المنتدى يقدم الدعم المباشر والكبير لجهود الحكومات حول العالم لتبني نماذج مبتكرة وحلول ذكية، تسهم في رفع مستوى الخدمات والسلامة العامة في المدن الذكية».

وأوضح التويجري أن «الحدث يعزز الاستدامة البيئية، وذلك ضمن جهود المملكة للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، وترسيخ قيم الاستدامة وجعلها جزءاً من ثقافة المجتمع».

تحفيز رجال الأعمال

ويركّز المنتدى على تحفيز رجال الأعمال للمشارَكة والاستثمار في تبني حلول ذكية تدعم الابتكار، وتحقق التوازن بين متطلبات الإنسان، وازدهار المدن اقتصادياً، إضافة للسعي لإيجاد بيئة آمنة تمتزج فيها مقومات الحياة العصرية كافة، وتنعم بخدمات رقمية تحقق رفاهية السكان.

وتابع مساعد مدير مركز المعلومات الوطني لتقنيات التعرف المتقدم، أن «المنتدى يستهدف تحسين مستويات السلامة، وتخفيض استهلاك الطاقة، وزيادة فرص العمل، وتطوير التعليم، وتحسين مستوى الرعاية الصحية، والنقل».

وأشار إلى أن المملكة تكثف جهودها للارتقاء بواقع المدن الذكية وتطويرها لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، الرامية إلى تحقيق جودة الحياة من خلال النهوض بمستوى الخدمات المقدمة في المدن.

وأضاف التويجري أن دخول 4 مدن سعودية، لأول مرة، ضمن مؤشر «آي إم دي» للمدن الذكية، يثبت التزام المملكة بأن تصبح رائدة عالمياً في هذا المجال، عبر تسخير مخرجات التكنولوجيا والاستفادة منها في تعزيز الحياة الحضرية والنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.

المراتب العالمية

وكشف عن تقدم العاصمة، الرياض، إلى المرتبة الـ30 عالمياً ضمن مؤشر «آي إم دي» للمدن الذكية (الثالثة عربياً). كما جاءت مكة المكرمة في المرتبة الـ52 (الرابعة عربياً)، وجدة في المرتبة الـ56 (الخامسة على مستوى الدول العربية) والمدينة المنورة في المركز الـ85 (السادسة عربياً).

وأكد التويجري أن هذه النتائج المبهرة تحققت؛ نتيجةً لتبني التقنيات الذكية لتحسين مستوى المعيشة والاستدامة، مما يوضح نهج التفكير المستقبلي للمملكة في التنمية الحضرية والرقمنة.

وأفصح عن وجود عديد من المبادرات الإيجابية التي تقوم بها مختلف الجهات ذات الاختصاص؛ مثل المنصة الوطنية للمدينة الذكية في «سدايا» التي تظهر نهجاً شاملاً ومتعدد التخصصات لتعزيز مستوى الخدمات في المدن من خلال أنظمة متقدمة تكفل تحسين المشهد الحضري في مختلف مدن المملكة، والمساهمة في التخطيط لبناء مدن خضراء قائمة على البيانات، والابتكار في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الممارسات المستدامة

وأكمل التويجري أن المبادرات تسعى لأن تكون هناك مدن خالية من التشوهات البصرية، والازدحام، وتدعمها جهود متواصلة تهدف إلى تطوير المناطق السكنية بالتكنولوجيا الذكية والممارسات المستدامة لتحقيق التوازن بين الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية من جهة، والعنصر البشري من جهة أخرى.

إلى ذلك، يستعرض المنتدى الذي يجمع ما يزيد على 80 متحدثاً من 40 دولة، أحدث ما وصلت إليه دول العالم، ومنها المملكة، من تقدم في مشروعات بناء المدن الذكية في ضوء رؤية السعودية، وتحقيقاً لأهداف «التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030».

ويُقدم «المنتدى العالمي للمدن الذكية»، الذي تنظمه «الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)»، تحت شعار «حياة أجود» خلال يومي 12 و13 فبراير (شباط) الحالي، عدداً من الحلول الرقمية المبتكرة لتحقيق أعلى مستويات التنمية في المدن مثل: معالجة مظاهر التشوه البصري، والازدحام في الطرق، والتخطيط العمراني الفعال للحاضر والمستقبل.

ويسعى الحدث إلى إثراء موضوع مستقبل المدن الذكية من كل جوانبها، وإيجاد بيئة جاذبة اجتماعياً واقتصادياً وسياحياً، حيث يعد أول منتدى عالمي للمدن الذكية يُنظم في المملكة، ويهدف إلى تشكيل رؤية طموحة للمستقبل، باستخدام الحلول الذكية ورسم قواعد أساسية تدعم خطط تطوير المدن؛ لتحقيق تنمية حضرية مستدامة.


مقالات ذات صلة

وزير الطاقة السعودي يدشن مصانع جديدة لتعزيز توطين القطاع

الاقتصاد وزير الطاقة أثناء جولته في أحد المصانع الجديدة (الشرق الأوسط)

وزير الطاقة السعودي يدشن مصانع جديدة لتعزيز توطين القطاع

افتتح وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، مصنعَين متخصصَين في مجالات الطاقة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من الأعمال الإنشائية في إحدى البوابات بموقع «إكسبو أوساكا 2025» (الشرق الأوسط)

مساعٍ بين «الرياض» و«طوكيو» للتوسع في تكنولوجيا التعدين والطاقة النظيفة والهيدروجين

أبدت طوكيو جهوزيتها لتوسيع التعاون النوعي مع الرياض في مجالات التقنيات الحساسة الجديدة وتكنولوجيا الطاقة النظيفة، وتصنيع الهيدروجين الأخضر والأمونيا، مع العمل…

فتح الرحمن يوسف (طوكيو)
الاقتصاد الدكتور سعد البراك خلال مشاركته إبان توليه حقيبة النفط في الكويت بندوة «أوبك» الدولية في فيينا بالنمسا بشهر يوليو 2023 (إ.ب.أ) play-circle 02:09

رجل الأعمال الكويتي سعد البراك: استثمرت في تقنيات المستقبل... وتكامل الخليج ضرورة استراتيجية

رجل الأعمال الكويتي وزير النفط والشؤون الاقتصادية والاستثمار السابق بالكويت الدكتور سعد البراك يأمل في ايجاد تقنيات تواجه تحديثات المستقبل

مساعد الزياني (الكويت)
الاقتصاد جانب من عمليات الكشف عن الثروات المعدنية في السعودية التي تشهد توسعاً بهذا القطاع (الشرق الأوسط)

نمو اكتشاف المعادن في السعودية يجذب المستثمرين ويعزز القطاع

سجلت السعودية ارتفاعاً ملحوظاً في المعادن المكتشفة إذ وصلت كميات الذهب إلى نحو 140 مليون أوقية بزيادة 40 مليون أوقية.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يعقد اجتماعه في مكة المكرمة بحضور 300 رجل أعمال (الشرق الأوسط)

«مجلس الأعمال السعودي - اليمني» يتطلع للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية المشتركة

ضمن السعي لتحقيق التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة، يقود «مجلس الأعمال السعودي - اليمني» برئاسة الدكتور عبد الله بن محفوظ مبادرة «رؤية سعودية وتنمية يمنية».

أسماء الغابري (جدة)

الدولار يسجل مكاسب شهرية تتجاوز 2 % مع اقتراب نهاية العام

أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)
TT

الدولار يسجل مكاسب شهرية تتجاوز 2 % مع اقتراب نهاية العام

أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)
أوراق من الدولار الأميركي في أحد البنوك في وستمنستر (رويترز)

مع اقتراب نهاية العام، تراجع نشاط التداول في الأسواق المالية، في حين يظل التركيز الأساسي للمستثمرين منصباً على توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة. واستقر الدولار الأميركي قرب أعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية عند 108.15 نقطة، مسجلاً مكاسب شهرية تتجاوز 2 في المائة.

ومنذ أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في الاجتماع الأخير للسياسة النقدية هذا العام إلى تخفيض محدود في أسعار الفائدة خلال العام المقبل، ارتفعت توقعات الأسواق إلى ما يعادل نحو 35 نقطة أساس من التيسير النقدي لعام 2025، وفق «رويترز».

وأدى هذا التوجه إلى تعزيز عوائد سندات الخزانة الأميركية وصعود الدولار، ما أثقل كاهل السلع والمعادن النفيسة، وفي مقدمتها الذهب. وارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 2.6 نقطة أساس ليصل إلى 4.613 في المائة، مسجلاً مكاسب شهرية تقارب 40 نقطة أساس حتى الآن. وبالمثل، صعد العائد على السندات لأجل عامين إلى 4.3489 في المائة.

وقال توم بورشيلي، كبير الاقتصاديين الأميركيين لدى «بي جي آي إم» للدخل الثابت: «في ظل التيسير المحدود الذي أقره الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر (كانون الأول)، نتوقع أن يتجاهل البنك اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يناير (كانون الثاني)، بانتظار بيانات إضافية قبل اتخاذ أي خطوات جديدة بشأن دورة التيسير». وأضاف: «مع التحول نحو تيسير أكثر تحفظاً وتركيز الاحتياطي الفيدرالي على جوانب التفويض المزدوج، ستتحول أنظار السوق بشكل أكبر نحو البيانات الاقتصادية المرتقبة في العام المقبل».

وقدّمت البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة صورة مختلطة، حيث سجلت طلبيات السلع المعمرة انخفاضاً بنسبة 1.1 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما يشير إلى تباطؤ محتمل في قطاع التصنيع. بالإضافة إلى ذلك، تراجع مؤشر ثقة المستهلك إلى 104.7 في ديسمبر مقارنةً بـ111.7 في الشهر السابق، ما يعكس ازدياد المخاوف لدى المستهلكين.

وكانت لهذه المؤشرات تأثير محدود على الدولار في ظل بيئة التداول الهادئة. ومع تقدم موسم العطلات، يتوقع المشاركون في السوق أن تظل أحجام التداول منخفضة، مما قد يؤدي إلى تحركات سعرية ضعيفة.

في المقابل، تكبّد الدولار الأسترالي والنيوزيلندي خسائر كبيرة أمام الدولار الأميركي، حيث تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.5 في المائة إلى 0.6238 دولار، وانخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.58 في المائة إلى 0.5646 دولار. كما هبط اليورو بنسبة 0.18 في المائة إلى 1.0399 دولار، بينما استقر الين الياباني قرب أدنى مستوياته في 5 أشهر عند 157.35 مقابل الدولار.

وفي سوق العملات الرقمية، واصلت «بتكوين» خسائرها، متراجعة بنسبة 0.37 في المائة إلى 98071 دولاراً، بعد أن كانت قد تجاوزت حاجز 100 ألف دولار سابقاً، متأثرة بتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي التشددية. وفي سياق آخر، كشف وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف عن أن الشركات الروسية بدأت استخدام «بتكوين» والعملات الرقمية الأخرى في المدفوعات الدولية، استجابة للتعديلات التشريعية التي تهدف إلى مواجهة العقوبات الغربية.