السعودية تنهي أول مسح شامل لتطوير قطاع السياحة الساحلية في البحر الأحمر

الخطيب: «رحلة العقد» تعكس حجم التنوع البيولوجي في الوجهة

وزير البيئة والمياه والزراعة يطلع على اكتشافات رحلة العقد على هامش المنتدى (الشرق الأوسط)
وزير البيئة والمياه والزراعة يطلع على اكتشافات رحلة العقد على هامش المنتدى (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تنهي أول مسح شامل لتطوير قطاع السياحة الساحلية في البحر الأحمر

وزير البيئة والمياه والزراعة يطلع على اكتشافات رحلة العقد على هامش المنتدى (الشرق الأوسط)
وزير البيئة والمياه والزراعة يطلع على اكتشافات رحلة العقد على هامش المنتدى (الشرق الأوسط)

أنهت الحكومة السعودية «رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر»، وهو أول مسح شامل بهدف تقديم تصور واضح عن بيئات الوجهة السعودية ودراسة أنواع الثدييات والتنوع الأحيائي والخصائص البيئية، إضافة إلى تقديم خرائط أحيائية للشعب المرجانية والحشائش البحرية، في خطوة نحو تطوير قطاع السياحة الساحلية في الوجهة السعودية.

استغرقت الرحلة 19 أسبوعاً بمشاركة 126 باحثاً على متن سفينتي الأبحاث العالمية «أوشن إكسبلورر»، والوطنية «العزيزي»، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إضافة إلى مشاريع نيوم وآمالا والبحر الأحمر.

عوائد اقتصادية وبيئية

وقال وزير السياحة، أحمد الخطيب، إن «رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر» تعكس التنوع البيولوجي الفريد والحياة البحرية الغنية والثروات الطبيعية التي تحظى بها المملكة.

وبيّن أن الرحلة تؤكد حرص الحكومة على حماية الحياة الطبيعية للبحر الأحمر، ودعم استكشافاتها العلمية، وتعزيز تجاربها السياحية لعوائد اقتصادية وبيئية مستدامة.

ونظّم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، برعاية وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن الفضلي، الأحد، في الرياض، ندوة تحت عنوان «رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر»، تستهدف مناقشة تفاصيل الرحلة البحرية لاستكشاف بيئات البحر الأحمر وتنوعه الأحيائي وخصائصه البيئية.

وتتضمن الندوة، التي تناقش نتائج هذه الرحلة والدروس المستفادة منها، بحضور مجموعة من العلماء والباحثين، عدداً من المحاضرات والجلسات الحوارية التي تتناول ممارسات الحفاظ على الموائل البحرية وضمان استدامتها والاستفادة من تنوعها.

تشكيل المشهد البيئي

وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الدكتور محمد قربان، أن الندوة تعكس التزام المملكة بالحفاظ على البيئة واستدامتها، وحرصها على دعم الجهود العالمية لتحقيق التنمية البيئية.

وبيّن أن الندوة تجسد حرص المركز على تنمية الحياة الفطرية وازدهارها وفق أفضل التجارب والممارسات العالمية الرائدة التي تساهم في تشكيل المشهد البيئي بما يتواكب مع الاستراتيجية الوطنية للبيئة وأهداف مبادرة السعودية الخضراء ومستهدفات «رؤية 2030».

وأضاف الدكتور قربان: «الدراسات والأبحاث ستساهم في تعزيز فهمنا للبيئة البحرية وتوحيد الجهود لحمايتها وتنميتها، في ظل حرص المركز على وضع خطة لحفظ ونشر البيانات للاستفادة منها في الأبحاث وتطوير الأعمال».

وذكر أن تنظيم هذه الندوة سيساهم في غرس الوعي بأهمية الحفاظ على بيئة البحر الأحمر وتنوعه البيولوجي الفريد.

كشف أسرار البحر الأحمر

وكان المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية قد أطلق رحلة البحر الأحمر الاستكشافية من ميناء جدة الإسلامي لعمل أول مسح شامل لمناطق لم تسبق دراستها تبدأ من منطقة عفيفي جنوب البحر الأحمر حتى خليج العقبة شمالاً، مع إنتاج مواد وثائقية وإعلامية عن هذه المناطق، بهدف تقديم تصور واضح عن بيئات البحر الأحمر، ودراسة أنواع الثدييات والتنوع الأحيائي والخصائص البيئية، إضافة إلى تقديم خرائط أحيائية للشعب المرجانية والحشائش البحرية والسلاحف البحرية وغيرها من الكائنات التي يزخر بها البحر الأحمر.

هذه المبادرة تفتح المجال لآفاق أوسع في استكشاف الحياة البحرية وأسرارها، وقد حرص المركز على انخراط باحثيه من الكوادر الوطنية حديثي التخرج في العلوم البحرية لتدريبهم على أفضل الممارسات العلمية. كما أعدّ المركز خطة لحفظ ونشر البيانات للاستفادة منها في مجال الأبحاث وتطوير الأعمال. وقد توصل الباحثون الذين شاركوا في رحلة العقد إلى عدد من الاكتشافات الهامة. من أبرزها؛ اكتشاف عدد من الثقوب الزرقاء في جنوب المملكة، وتسجيل 4 أنواع جديدة من المرجان لم تُعرف من قبل في العالم.

كما اكتشفوا كتلة حيوية ضخمة من أسماك Lantern Fish على عمق يصل إلى 1000 متر، إضافة إلى جبل بركاني في مياه الجنوب يزيد ارتفاعه عن 200 متر وعلى عمق 400 متر، إلى جانب كثير من الاكتشافات المذهلة التي سبرت أغوار البحر وكشفت كثيراً من أسراره.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

أميركا توسّع لائحتها السوداء ضد الشركات الصينية

حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

أعلنت الولايات المتحدة، أنها وسّعت مجدداً لائحتها السوداء التي تحظر استيراد منتجات من منطقة شينجيانغ الصينية، أو التي يُشتبه في أنها صُنعت بأيدي أويغور يعملون قسراً.

وقد اتُّهمت نحو 30 شركة صينية جديدة باستخدام مواد خام أو قطع صنِعَت أو جمِعَت بأيدي أويغور يعملون قسراً، أو بأنها استخدمت هي نفسها هذه العمالة لصنع منتجاتها.

وبهذه الإضافة، يرتفع إلى 107 عدد الشركات المحظورة الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة، حسبما أعلنت وزارة الأمن الداخلي.

وقالت الممثلة التجارية الأميركية، كاثرين تاي، في بيان: «بإضافة هذه الكيانات، تواصل الإدارة (الأميركية) إظهار التزامها بضمان ألّا تدخل إلى الولايات المتحدة المنتجات المصنوعة بفعل العمل القسري للأويغور أو الأقليات العرقية أو الدينية الأخرى في شينجيانغ».

وفي بيان منفصل، قال أعضاء اللجنة البرلمانية المتخصصة في أنشطة «الحزب الشيوعي الصيني» إنهم «سعداء بهذه الخطوة الإضافية»، عادّين أن الشركات الأميركية «يجب أن تقطع علاقاتها تماماً مع الشركات المرتبطة بالحزب الشيوعي الصيني».

يحظر قانون المنع الذي أقرّه الكونغرس الأميركي في ديسمبر (كانون الأول) 2021، كل واردات المنتجات من شينجيانغ ما لم تتمكّن الشركات في هذه المنطقة من إثبات أن إنتاجها لا ينطوي على عمل قسري.

ويبدو أن المنتجات الصينية ستجد سنوات صعبة من التصدير إلى الأسواق الأميركية، مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية تزيد على 60 في المائة على السلع الصينية جميعها، وهو ما أثار قلق الشركات الصينية وعجَّل بنقل المصانع إلى جنوب شرقي آسيا وأماكن أخرى.

كانت وزارة التجارة الصينية، قد أعلنت يوم الخميس، سلسلة من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد، بما في ذلك تعزيز الدعم المالي للشركات وتوسيع صادرات المنتجات الزراعية.

وكانت التجارة أحد المجالات النادرة التي أضاءت الاقتصاد الصيني في الآونة الأخيرة، في وقت يعاني فيه الاقتصاد من ضعف الطلب المحلي وتباطؤ قطاع العقارات، مما أثقل كاهل النمو.

وقالت الوزارة، في بيان نشرته على الإنترنت، إن الصين ستشجع المؤسسات المالية على تقديم مزيد من المنتجات المالية؛ لمساعدة الشركات على تحسين إدارة مخاطر العملة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين السياسات الاقتصادية الكلية للحفاظ على استقرار اليوان «بشكل معقول».

وأضاف البيان أن الحكومة الصينية ستعمل على توسيع صادرات المنتجات الزراعية، ودعم استيراد المعدات الأساسية ومنتجات الطاقة.

ووفقاً للبيان، فإن الصين سوف «ترشد وتساعد الشركات على الاستجابة بشكل نشط للقيود التجارية غير المبررة التي تفرضها البلدان الأخرى، وتخلق بيئة خارجية مواتية لتعزيز الصادرات».

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز»، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تفرض تعريفات جمركية تصل إلى 40 في المائة على وارداتها من الصين في بداية العام المقبل، مما قد يؤدي إلى تقليص نمو الاقتصاد الصيني بنسبة تصل إلى 1 نقطة مئوية.