بدأت شركة «أسفار» السعودية للاستثمار السياحي أعمالها لتطوير الوجهات السياحية في البلاد، وستكون بعض المرافق في منطقتَي الباحة وينبع (غرب المملكة) جاهزة لاستقبال الزوار بداية العام القادم.
و«أسفار» هي إحدى شركات «صندوق الاستثمارات العامة» التي أعلن إنشاءها في يوليو (تموز) الماضي من أجل الاستثمار في المشاريع السياحية في مختلف مدن المملكة، والعمل على تطوير قطاعات الضيافة والترفيه والتجزئة والأغذية، إلى جانب الاستثمار في منظومة السياحة المحلية.
ومن المقرر أن تعمل الشركة على تمكين القطاع الخاص من خلال استثمارات مشتركة، واستحداث فرص للمقاولين والموردين المحليين، إضافةً إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أسفار» فهد بن مشيط، لـ«الشرق الأوسط» إنه في ظل ارتفاع عدد السيّاح في المملكة، تعمل الشركة وفق استراتيجية متكاملة بالتعاون مع وزارة السياحة وعدد من الجهات الأخرى، لتطوير الوجهات السياحية في المملكة.
وكان وزير السياحة أحمد الخطيب، قد أعلن في «منتدى مستقبل العقار» يوم الاثنين، ارتفاع مساهمة قطاع السياحة في عام 2023 إلى 4.5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، و7 في المائة من إجمالي الناتج النفطي.
ووفقاً لأرقام منظمة السياحة العالمية الصادرة مؤخراً، فإن المملكة حققت تعافياً بنسبة 156 في المائة في أعداد السياح الوافدين خلال عام 2023 مقارنةً بعام 2019، لتتجاوز المعدل العالمي في التعافي من آثار جائحة كورونا بنسبة 88 في المائة.
وأفاد بن مشيط بأن الشركة بدأت في المرحلة الحالية أعمال بناء المنتجعات في منطقتَي الباحة وينبع، ومن المتوقع أن تكون جاهزة لاستقبال الزوار بحلول بداية عام 2025. وأضاف أن عام 2023 شهد توقيع كثير من الاتفاقيات مع أمانات المناطق وشركات القطاع الخاص في مناطق حائل والأحساء والطائف، وأن عملية بناء وتطوير المنتجعات والمرافق السياحية في المناطق الثلاث ستبدأ نهاية عام 2024.
وقال بن مشيط، في جلسة حوارية بـ«منتدى مستقبل العقار»، إن المملكة تتأهب للتوسعة الكبرى في قطاع الضيافة، من خلال إنشاء 315 ألف وحدة فندقية بحلول عام 2030، إذ ستشكل فئة الفنادق الفاخرة 77 في المائة من المشاريع القادمة، مبيناً أنّ السياحة في المملكة شهدت نمواً يصل إلى 58 في المائة في أعداد السياح خلال عام 2023، مما يضع المملكة في المرتبة الثانية عالمياً.
كانت «أسفار» قد كشفت، الأحد، عن توقيعها مذكرة تفاهم مع أمانة الأحساء (شرق السعودية)، تهدف إلى تطوير منطقة الأحساء لتكون وجهة سياحية رئيسية في المنطقة.
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية بين «أسفار» وأمانة الأحساء إلى التعاون مع القطاع الخاص، لتحويل مساحة تمتد على 500 ألف متر مربع، إلى وجهة سياحية.
عن هذه الاتفاقية، قال بن مشيط إن الاستثمار في هذه المنطقة سيوفر خيارات ترفيهية ومطاعم ومقاهي ومرافق الضيافة للمجتمع المحلي والسياح. مضيفاً أن هذه الشراكة دلالة واضحة على التزام الشركة تحقيق التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والحفاظ على التراث الثقافي للمدن السعودية.
يُذكر أن المنطقة تحتضن «واحة الأحساء» التي تمتد على مساحة تزيد على 20 ألف هكتار، ما يجعلها أكبر واحة للنخيل في العالم، وفق تصنيف «موسوعة غينيس للأرقام القياسية». كما تعد إحدى أبرز الوجهات السياحية المسجلة في قائمة التراث الإنساني العالمي (اليونيسكو).