للتغلب على عقوبات بايدن... الصين تشتري كميات قياسية من الرقائق الإلكترونية

بكين تسارع لتكديس المعدات المتقدمة قبل فرض ضوابط التصدير الجديدة

الولايات المتحدة ودول أخرى تمنع بيع أقوى الرقائق الدقيقة للصين خوفا من استخدامها في مجالات حساسة (رويترز)
الولايات المتحدة ودول أخرى تمنع بيع أقوى الرقائق الدقيقة للصين خوفا من استخدامها في مجالات حساسة (رويترز)
TT

للتغلب على عقوبات بايدن... الصين تشتري كميات قياسية من الرقائق الإلكترونية

الولايات المتحدة ودول أخرى تمنع بيع أقوى الرقائق الدقيقة للصين خوفا من استخدامها في مجالات حساسة (رويترز)
الولايات المتحدة ودول أخرى تمنع بيع أقوى الرقائق الدقيقة للصين خوفا من استخدامها في مجالات حساسة (رويترز)

أنفقت الصين مبالغ قياسية على تخزين معدات الرقائق الإلكترونية الدقيقة في الوقت الذي تسابق فيه بكين لتعزيز صناعتها للتغلب على العقوبات الأميركية، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

وقال محللون من بنك «باركليز» إن البيانات الرسمية تظهر أن الصين استوردت ما قيمته 10.6 مليار دولار (8.3 مليار جنيه استرليني) من معدات أشباه الموصلات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي.

يأتي ذلك في الوقت الذي منعت فيه الولايات المتحدة ودول أخرى بيع أقوى الرقائق الدقيقة للصين، خوفاً من استخدامها في مجالات حساسة مثل الجيش والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني.

وتستثمر الدولة الصينية بكثافة في تطوير صناعتها المحلية في محاولة للتغلب على عقوبات الرئيس الأميركي جو بايدن. لقد احتفلت العام الماضي بإنجاز كبير عندما طورت شركة «هواوي» هاتفاً مصنوعاً إلى حد كبير بمكونات صينية.

وقالت أليسيا كيرنز، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية المختارة في بريطانيا، إن الصين تسعى إلى تعزيز صناعتها المحلية لتقويض تايوان.

وتابعت: «من خلال كسر (درع السيليكون) في تايوان وتحقيق الاكتفاء الذاتي من أشباه الموصلات، سيستخدم الحزب الشيوعي الصيني موقعه لترسيخ نفوذه الجيوسياسي وتقويض أمننا القومي. قد تبدو الرقائق غير ذات أهمية أو صغيرة، لكنها تعمل على تشغيل اقتصاداتنا والتقنيات المستخدمة في حياتنا».

وأضافت كيرنز «إن شراء الصين لمعدات أشباه الموصلات بقيمة 31 مليار دولار، على الرغم من قيود التصدير التي تفرضها المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلفاؤنا، أمر مثير للقلق ويظهر أنه يجب علينا تشديد قيودنا وإغلاق جميع الثغرات».

وقال «باركليز» إن الصين تسارع لشراء المعدات قبل موجة جديدة من العقوبات في أوائل عام 2024.

وأضاف المحللون: «نعزو ذلك إلى اللاعبين الصينيين الذين يحاولون شراء أكبر قدر ممكن من المعدات المتقدمة قبل تطبيق ضوابط التصدير المحدثة».

ويعتقد أن عمليات الشراء تشمل معدات متطورة من شركة «ASML» الهولندية العملاقة للتكنولوجيا، والتي تصنع آلات الطباعة المتقدمة اللازمة لصنع الرقائق الأكثر تعقيداً.

وتضاعفت واردات هذه الآلات إلى الصين أكثر من أربعة أضعاف في نهاية عام 2023، لتصل إلى رقم قياسي بلغ 2.7 مليار دولار.

وبلغ إجمالي صادرات بريطانيا من معدات تصنيع أشباه الموصلات إلى الصين نحو 314.6 مليون دولار في العام الماضي، على الرغم من قيام الحكومة بمنع العشرات من تراخيص التصدير.

تعتبر المملكة المتحدة لاعباً صغيراً نسبياً في تصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات، لكنها لا تزال تبيع في الخارج من خلال شركات مثل «SPTS وOxford Instruments»، التي تصنع آلات لمعالجة رقائق أشباه الموصلات.

تظهر بيانات وزارة التجارة أنه تم رفض 27 طلب ترخيص لتصدير معدات تصنيع أشباه الموصلات إلى الصين في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي. تم إصدار ستة تراخيص فقط وتم إلغاء ترخيص واحد. وتتناقض هذه الأرقام بشكل صارخ مع العام السابق، عندما أصدرت 11 ترخيصاً ورفضت ترخيصين فقط.

ومنعت الولايات المتحدة مبيعات الرقائق المتقدمة، مثل تلك التي تصنعها شركة «إنفيديا» لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، إلى الصين.

وقد دفع هذا البلاد إلى استثمار المليارات في صناعتها المحلية، على الرغم من أنها لا تزال تعتبر متخلفة بسنوات عن منشآت صناعة الرقائق الأكثر تقدما، والتي تقع في المقام الأول في تايوان.


مقالات ذات صلة

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

آسيا زوجان يسجلان زواجهما في مكتب إداري بلوليانغ بمقاطعة شانشي شمال الصين (أ.ف.ب)

الصين تواجه تراجع عدد المواليد بحوافز مالية تشجع على الزواج

تُقدم السلطات الصينية منحاً للمقبلين على الزواج لتشجيعهم على عقد قرانهم بسبب الأزمة الديموغرافية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (لوليانغ (الصين))
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يجتمع مع نظرائه من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في ميونيخ (أ.ب) play-circle

أميركا تشدد على التنسيق لمواجهة عدم امتثال إيران للاتفاق النووي

أكد مارك روبيو وزير الخارجية الأميركي، السبت، «أهمية التنسيق الوثيق لمعالجة سلوك إيران المزعزع للاستقرار، خصوصاً عدم امتثالها المتزايد للاتفاق النووي».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
العالم أعلام الصين والولايات المتحدة في شارع بنسلفانيا بالقرب من مبنى الكونغرس الأميركي في واشنطن (رويترز)

الصين: على أميركا المبادرة إلى خفض نفقاتها العسكرية

أكّدت الصين أنّه يتعيّن على أميركا أن تبادر إلى خفض نفقاتها العسكرية، غداة إعلان الرئيس الأميركي نية إجراء محادثات مع موسكو وبكين لخفض الإنفاق العسكري.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا شعار روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» يظهر إلى جانب شعار شركة «بايدو» (رويترز)

«بايدو» ستتيح خدمة الذكاء الاصطناعي «إيرني» مجاناً

أعلنت شركة «بايدو» الصينية الرائدة في مجال محركات البحث إنها ستتيح روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» بالمجان.

«الشرق الأوسط» (بكين)
تكنولوجيا شعار روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» يظهر إلى جانب شعار شركة «بايدو» (رويترز)

«بايدو» ستتيح خدمة الذكاء الاصطناعي «إيرني» مجاناً

أعلنت شركة «بايدو» الصينية الرائدة في مجال محركات البحث إنها ستتيح روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي «إيرني بوت» بالمجان.

«الشرق الأوسط» (بكين)

السعودية وصندوق النقد يتفقان على العمل معاً لدعم تعافي اقتصادات المنطقة

صورة جماعية للمشاركين في الطاولة المستديرة (الشرق الأوسط)
صورة جماعية للمشاركين في الطاولة المستديرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية وصندوق النقد يتفقان على العمل معاً لدعم تعافي اقتصادات المنطقة

صورة جماعية للمشاركين في الطاولة المستديرة (الشرق الأوسط)
صورة جماعية للمشاركين في الطاولة المستديرة (الشرق الأوسط)

اتفقت السعودية وصندوق النقد الدولي على العمل معاً لدعم تعافي الاقتصادات المتضررة من الصراع في الشرق الأوسط، مع التركيز على سوريا.

فعلى هامش المؤتمر العالمي السنوي الأول للأسواق الناشئة في العلا، استضافت وزارة المالية السعودية وصندوق النقد الدولي طاولة مستديرة رفيعة المستوى حول «العمل معاً لدعم التعافي في اقتصادات الشرق الأوسط المتضررة من الصراع»، مع التركيز على سوريا. وجمعت الطاولة المستديرة وزراء مالية دول المنطقة، ووزير خارجية سوريا أسعد الشيباني، والمدير التنفيذي للعمليات في مجموعة البنك الدولي ورؤساء المؤسسات المالية الدولية الأخرى ومجموعة التنسيق العربية.

وعقب الاجتماع، أدلت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا ووزير المالية محمد الجدعان، بالبيان التالي:

«جمع هذا الاجتماع المهم ممثلين من الشرق الأوسط والشركاء الاقتصاديين والتنمويين الرئيسيين لمناقشة كيفية عملنا معاً لدعم التعافي في اقتصادات الشرق الأوسط المتضررة من الصراع، مع التركيز على سوريا. ونشكر جميع المشاركين على إدراكهم لأهمية وإلحاح هذه المهمة، وكذلك على التزامهم بتجميع المعرفة والعمل معاً لضمان أن تتمكن البلدان المتضررة من الصراع من البدء في معالجة احتياجاتها الإنسانية، وبدء عصر إعادة بناء اقتصاداتها بطريقة فعالة وسريعة ودائمة لصالح شعوبها».

ورحب المشاركون بالاجتماع باعتباره «فرصة لمناقشة التطورات الأخيرة وبناء فهم مشترك للتحديات التي تواجه البلدان المتضررة من الصراع». وأكدوا على أهمية تعزيز التنسيق لدعم تعافي هذه البلدان، حيث إن التداعيات السلبية ستؤثر على الجميع. وتم إيلاء اهتمام خاص للوضع في سوريا.

وذكر البيان أن المشاركين اتفقوا على الأولويات التالية لدعم البلدان المتضررة من الصراع:

* إجراء تشخيص مستمر للتحديات والسياق الاقتصادي والاجتماعي الذي يواجه كل بلد متضرر من الصراع، بما في ذلك تقييم الاحتياجات الإنسانية وإعادة الإعمار. وينبغي لمثل هذا التشخيص أن يحدد أولويات بناء المؤسسات، والفجوات في السياسات، واحتياجات التمويل.

* تعزيز تنمية القدرات بهدف توسيع نطاق مبادرات تنمية القدرات التي ينفذها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بسرعة للمساعدة في تعزيز وبناء مؤسسات جديدة عند الحاجة. ولا بد من تصميم الدعم لتعزيز الوظائف الأساسية للمؤسسات المالية والنقدية والمصرفية.

* تعبئة المساعدات المالية من المجتمع الدولي. وسوف تكون هناك حاجة إلى الدعم المالي - بالتنسيق مع شركاء التنمية الدوليين والإقليميين - لتمويل برامج الإصلاح الشاملة، بما في ذلك إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية.

وأكد صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة التنسيق العربية ودول المنطقة - استعدادها للعمل معاً واستكمال جهود بعضها البعض - مع التركيز على ولاياتها المؤسسية. وسوف تواصل العمل بشكل وثيق ومع شركاء آخرين لدعم الاستجابة الدولية لتعافي الاقتصادات المتضررة من الصراع في منطقة الشرق الأوسط. واتفقت على إنشاء مجموعة تنسيق غير رسمية لدعم هذه الجهود، وعلى استمرار المناقشات حول هذه الجهود في اجتماعات الربيع المقبلة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في الفترة من 25 إلى 27 أبريل (نيسان) في واشنطن العاصمة.