أظهرت أرقام رسمية غير متوقعة، أن المعدل السنوي لتضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا، ارتفع للمرة الأولى في 10 أشهر في ديسمبر (كانون الأول)، مرتفعاً إلى 4 في المائة من 3.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).
وكان استطلاع أجرته «رويترز» لآراء اقتصاديين، أشار إلى قراءة تبلغ 3.8 في المائة.
ومن المرجح أن تثير هذه البيانات التي تأتي عقب انخفاضات أكبر من المتوقع في التضخم في الأشهر الأخيرة، قلق بنك إنجلترا الذي رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ 15 عاماً، عند 5.25 في المائة في أغسطس (آب).
وتوقع المصرف المركزي في نوفمبر أن الأمر سيستغرق حتى أواخر عام 2025 لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 في المائة؛ لكن كثيراً من الاقتصاديين يعتقدون الآن أن هذا قد يحدث في أقرب وقت في أبريل (نيسان) أو مايو (أيار) من هذا العام، ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار الغاز بالجملة.
وقد أدى ارتفاع أسعار الغاز بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى دفع التضخم البريطاني إلى أعلى مستوى له منذ 41 عاماً، عند 11.1 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، مما زاد بشكل كبير ضغوط التضخم الحالية الناجمة عن صعوبات سلسلة التوريد بعد جائحة «كوفيد-19».
وأظهرت أرقام الأربعاء أن التضخم الأساسي -الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة والكحول والتبغ المتقلبة- بلغ 5.1 في المائة في ديسمبر، وهو معدل نوفمبر نفسه.
وارتفع معدل تضخم الخدمات إلى 6.4 في المائة في ديسمبر، من 6.3 في المائة في نوفمبر.
وينظر بنك إنجلترا إلى مؤشر أسعار المستهلك الأساسي وتضخم الخدمات كدليل أفضل لضغوط الأسعار الأساسية في الاقتصاد، وخصوصاً تلك الناجمة عن النمو السريع للأجور.
كما أظهرت الأرقام يوم الثلاثاء أن متوسط الدخل الأسبوعي باستثناء المكافآت ارتفع بنسبة 6.6 في المائة سنوياً، في الأشهر الثلاثة حتى نهاية نوفمبر، وهي أبطأ زيادة منذ عام تقريباً، ولكنها ضعف الوتيرة التي يرى بنك إنجلترا أنها تتفق مع عودة التضخم بشكل مستدام إلى 2 في المائة.
التضخم لا يسير في خط مستقيم
وأعلن وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، اليوم الأربعاء، أن التضخم لا ينخفض في خط مستقيم، بعد أن أظهرت بيانات ارتفاع الرقم للمرة الأولى في 10 أشهر.
وقال في بيان: «التضخم لا يسير في خط مستقيم؛ لكن خطتنا ناجحة وعلينا أن نلتزم بها».
الجنيه الإسترليني يرتفع
في موازاة ذلك، ارتفع الجنيه الإسترليني، الأربعاء، بعد بيانات ارتفاع تضخم أسعار المستهلكين، وجاء أعلى من المتوقع، مما يتحدى التوقعات بأن بنك إنجلترا المركزي يخفض أسعار الفائدة بسرعة.
وسجل الجنيه الإسترليني في أحدث التعاملات 1.263 دولار، بانخفاض 0.05 في المائة، بعد أن انخفض 0.19 في المائة قبل صدور البيانات.