جدل في اليابان حول العودة لاستخدام المحطات النووية المتوقفة

الشرطة تحقق في واقعة اصطدام طائرتين

حريق في طائرة تابعة لـ«جابان إيرلاينز» على مدرج مطار هانيدا في العاصمة اليابانية طوكيو يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
حريق في طائرة تابعة لـ«جابان إيرلاينز» على مدرج مطار هانيدا في العاصمة اليابانية طوكيو يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

جدل في اليابان حول العودة لاستخدام المحطات النووية المتوقفة

حريق في طائرة تابعة لـ«جابان إيرلاينز» على مدرج مطار هانيدا في العاصمة اليابانية طوكيو يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)
حريق في طائرة تابعة لـ«جابان إيرلاينز» على مدرج مطار هانيدا في العاصمة اليابانية طوكيو يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

في ظل تفاقم أزمة تغير المناخ، تقوم الدول في جميع أنحاء العالم بتكثيف جهودها من أجل الحد من استخدام الوقود الأحفوري، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وبينما لا تزال اليابان وسط حالة من حصر تبعات الزلزال العنيف في الساعات الأولى من العام، تقول الحكومة إنها يجب أن تعود إلى استخدام المحطات النووية المتوقفة الآن في البلاد من أجل تحقيق الأهداف المناخية، لتعيد بذلك إثارة حالة من الجدل المؤلم بشأن ضرورة الطاقة النووية وأهمية سلامتها.

وكان أكبر زلزال شهدته اليابان في تاريخها المسجل، والذي وقع في 11 من مارس (آذار) من عام 2011، تسبب في حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، ما أدى إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص، وانقطاع التيار الكهربائي عن أنظمة التبريد في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة.

وبعد وقوع الحادث، انخفضت نسبة الطاقة النووية كنسبة من مزيج الكهرباء في اليابان، من نحو 30 في المائة إلى 6 في المائة في عام 2019. إلا أن خطة البلاد من أجل خفض استخدام الوقود الأحفوري في توليد الطاقة إلى النصف بحلول عام 2030، تتوقف على تعزيز الطاقة النووية مرة أخرى بما يصل إلى 20 في المائة على الأقل.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«معهد اقتصاديات الطاقة في اليابان»، إنه لكي تحقق اليابان ذلك، فإنها ستحتاج إلى إعادة تشغيل 15 مفاعلا نوويا أخرى من أصل 33 مفاعلا. وكان قد تم إغلاقها جميعا لأعوام بعد وقوع الكارثة، وواجهت المفاعلات عقبات كبيرة مرتبطة بمدى سلامتها، بالإضافة إلى معارضة عامة لإعادة تشغيلها. وحتى الآن، لم يستأنف العمل إلا في 12 مفاعلا فحسب.

وترى المنظمات البيئية ومنتقدو توليد الطاقة النووية، أن اليابان يمكنها تجنب إعادة تشغيل محطاتها النووية، من خلال إقامة المزيد من مزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى زيادة كفاءة الطاقة، وتحسين المرونة في نظام توزيع الكهرباء داخل البلاد.

وفي شأن مستقل، ذكرت وسائل إعلام يوم الأربعاء أن الشرطة اليابانية تحقق فيما إذا كان الإهمال من أسباب اصطدام طائرة ركاب بطائرة أخرى صغيرة في مطار هانيدا بالعاصمة طوكيو وذلك في وقت بدأت فيه سلطات النقل في البلاد فحص الحطام بحثا عن أدلة.

ونجا ركاب وطاقم الطائرة من طراز إيرباص (إيه350) التابعة للخطوط الجوية اليابانية، وعددهم 379، بعد أن اشتعلت فيها النيران بمطار هانيدا في طوكيو مساء الثلاثاء بسبب اصطدامها عقب هبوطها بطائرة أخرى صغيرة من طراز (داش - 8) تابعة لخفر السواحل.

ولقي خمسة من أصل ستة هم أفراد طاقم الطائرة التابعة لخفر السواحل حتفهم في الحادث. والطائرة وطاقمها كانوا من بين فرق الاستجابة لزلزال قوي هز الساحل الغربي للبلاد.

ويقول خبراء في مجال الطيران إن عدد حوادث التصادم المماثلة على مدارج المطارات قل بدرجة ملحوظة بفضل تقنيات وإجراءات التتبع الأرضي الحديثة بعد أن كانت مشكلة سلامة متكررة في وقت من الأوقات. وتقول السلطات اليابانية إن سبب التصادم لم يتضح بعد.

وذكرت وسائل إعلام منها وكالة «كيودو للأنباء» وصحيفة «نيكي آسيا» أن شرطة العاصمة طوكيو تحقق فيما إذا كان إهمال مهني محتمل من بين أسباب الحادث الذي تسبب في سقوط قتلى ومصابين.

وقال متحدث باسم الشرطة إن وحدة خاصة تشكلت في المطار للتحقيق في أمر المدرج وتعتزم مقابلة كل المرتبطين بالحادث لكنه أحجم عن التعليق على بحثهم في شبهة الإهمال كسبب محتمل.

وتظهر تسجيلات للمراقبة الجوية متاحة على موقع يتتبعها أن طائرة الخطوط الجوية اليابانية تم إبلاغها بإمكانية مواصلة الاقتراب من المدرج وتم منحها كذلك الإذن بالهبوط قبل دقيقتين من قول السلطات إن تصادما وقع على ذات المدرج. ولم يعلق مطار هانيدا بعد على تلك التسجيلات.

وقالت الخطوط الجوية اليابانية في بيان مساء الثلاثاء إن الطائرة تلقت وكررت الإذن بالهبوط من المراقبة الجوية قبل الاقتراب وتنفيذه على المدرج. وأحجم خفر السواحل عن التعليق على الملابسات التي وقعت وقت الاصطدام.

وذكرت مصادر مطلعة أن مجلس سلامة النقل الياباني يجري تحقيقا منفصلا أيضا بمشاركة وكالات فرنسية، حيث صُنعت طائرة إيرباص، وبريطانية، حيث صُنع محركا الطائرة من طراز رولز رويس. كما قالت إيرباص إنها سترسل أيضا مستشارين فنيين للمساعدة في التحقيق.

وذكرت كيودو أن السلطات من المقرر أن تبدأ في إزالة الحطام المحترق لطائرة الخطوط الجوية اليابانية بعد الظهيرة وأظهرت لقطات تلفزيونية الشرطة وأفراد الإطفاء وهم يفتشون موقع الحادث بحثا عن أدلة يوم الأربعاء.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

الاقتصاد مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».