تفاؤل المستثمرين بخفض أسعار الفائدة ينعش سوق الديون غير المرغوب فيها

معدلات التخلف عن السداد تتجه نحو الانخفاض

أحد المتداولين يشاهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الشاشة خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (رويترز)
أحد المتداولين يشاهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الشاشة خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (رويترز)
TT

تفاؤل المستثمرين بخفض أسعار الفائدة ينعش سوق الديون غير المرغوب فيها

أحد المتداولين يشاهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الشاشة خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (رويترز)
أحد المتداولين يشاهد رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الشاشة خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (رويترز)

يدفع تفاؤل المستثمرين بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي سوق الديون غير المرغوب فيها إلى الانتعاش، ما يوفر دعماً مهماً للشركات ذات التصنيفات المتدنية ويشير إلى احتمال انخفاض معدلات التخلف عن السداد في عام 2024.

ومع بدء الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة عام 2022، وتصاعد مخاوف المستثمرين من التخلف عن السداد، شهدت الشركات ذات التصنيفات المتدنية طلباً ضعيفاً على قروضها وسنداتها. ولجأت الكثير من هذه الشركات إلى أساليب غير تقليدية لجمع الأموال، وذلك من أجل تجاوز جدار استحقاق السندات والقروض بقيمة 300 مليار دولار في العامين المقبلين.

انتعاش الديون ذات العائد المرتفع

ومع ذلك، وفي الأشهر الأخيرة، انخفضت عائدات السندات، حيث راهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي، الذي أحرز تقدماً في كبح التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته في 40 عاماً في العام الماضي، سيبدأ قريباً في خفض أسعار الفائدة.

وبحسب تسعير الأسواق، من المتوقع أن ينخفض سعر الفائدة الرئيسي للمركزي الأميركي بمقدار 1.5 نقطة مئوية عن مستواه الحالي، الذي يتراوح بين 5.25 و5.50 في المائة، بحلول نهاية العام المقبل. وأدى هذا التوقع المتزايد بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى انتعاش الطلب على الديون ذات العائد المرتفع.

وانخفضت فروق أسعار سندات الخزانة ذات التصنيفات المتدنية، أو العلاوة التي يتقاضاها المستثمرون مقابل تحمل مخاطر الاستثمار في هذه السندات، بمقدار 38 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول)، لتصل إلى 343 نقطة أساس، وهو أدنى مستوى لها منذ 5 أبريل (نيسان) 2022، وفقاً لمؤشر «آيس بامل».

وفي ديسمبر (كانون الأول)، أصبحت شركة وساطة التأمين شركة «يو إس آي»، وهي شركة ذات تصنيف ائتماني متدن، أول شركة في فئتها تطرح سندات جديدة في الأسواق الأولية منذ أبريل الماضي، وفقاً لمزود البيانات «إنفورما غلوبال ماركتس».

انخفاض معدلات التخلف عن السداد

وقال كبير مديري المحافظ في «إنسايت إنفستمنت»، مانويل هايز: «وفي حين أنه من المرجح أن تزيد حالات التخلف عن السداد بشكل طفيف نحو المتوسطات التاريخية، يبدو أن الكثير من هذا قد تم تسعيره في السوق اليوم».

وتختلف التقديرات، لكن المحللين يتوقعون أن تصل معدلات التخلف عن السداد على السندات غير المرغوب فيها إلى ما بين 4 إلى 5 في المائة هذا العام، مقارنة بـ 2 إلى 3 في المائة في عام 2023 وأقل بكثير من القراءات المكونة من رقمين والتي تم لمسها خلال الأزمة المالية عام 2008.

ومن المتوقع أن ترتفع معدلات التخلف عن السداد على القروض ذات الرفع المالي، والتي لا تكون أسعار الفائدة عليها ثابتة ولكنها تتغير مع السوق، إلى ما بين 5 و6 في المائة.

وأحد أسباب انخفاض معدلات التخلف عن السداد هو أن بعض الشركات لجأت إلى طرق تمويل إبداعية، ما ساعدها على الوفاء بالتزاماتها.

ومن الأمثلة على هذه الطرق أسواق الديون المتعثرة، حيث وافق المستثمرون على قبول عوائد أقل مقابل ديون جديدة أو معاد هيكلتها.

بالإضافة إلى ذلك، عملت الشركات على تمديد آجال استحقاق الديون القديمة من خلال الموافقة على شروط أكثر تقييداً على الديون الجديدة، وتقديم ضمانات أو أسهم لجمع الأموال من المقرضين المباشرين وغيرهم من مقدمي الائتمان من القطاع الخاص.

ومن بين الاستراتيجيات الأكثر شيوعاً، جمع الديون من خلال شركة فرعية محلية أو أجنبية، ثم إرسال العائدات إلى الشركة الأم لشراء الديون المستحقة بسعر مخفض.

ومع ذلك، فإن هذه الاستراتيجية، التي تعد جزءاً من ممارسات إدارة الالتزامات، يمكن أن تؤدي إلى زيادة خطر نشوب نزاعات قانونية، حيث قد يسعى الدائنون المتضررون إلى تحدي شرعية هذه الممارسة.

وأشار مؤسس شركة الأبحاث «ماكرو4مايكرو»، جلين رينولدز، إلى أن البورصات المتعثرة آخذة في الارتفاع، كما أن الشركات الأقل جدارة ائتمانية تلجأ إلى حلول إبداعية لجمع الديون، وذلك في محاولة لجمع السيولة اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

المخاطر قائمة رغم الانتعاش

حذّر بعض المحللين من أن الكثير من المخاطر لا تزال قائمة، حيث يمكن أن تصبح الدورة الافتراضية أمراً لا مفر منه إذا فاجأ الاحتياطي الفيدرالي الأسواق وخفض أسعار الفائدة بشكل غير كافٍ أو غير ملائم. كما أشاروا إلى أن استخدام استراتيجيات التمويل الإبداعية قد لا يكون كافياً لمنع حدوث ركود.

وقال رئيس قسم الابتكار القانوني في شركة «كوينانت ريفيو» للأبحاث، إيان ووكر: «حتى لو شارك المستثمرون في مثل هذه الصفقات الإبداعية، فاحتمال أنه سيكون لديهم مطالبة أعلى على أصول الشركة أثناء الإفلاس لا يزال غير مؤكد، حيث لم يتم اختبار هذا الأمر في المحاكم».

وأصبح الدائنون أكثر حذراً في تعاملهم مع الشركات ذات الديون المتعثرة. وقال الشريك في فريق الأسواق المالية العالمية في «كليفورد تشانس»، جيسون إيوارت: «إن الكثير من عملائه يفكرون في وضع تدابير حماية في وثائق الائتمان لضمان عدم تعرضهم للتغيير من خلال معاملات إدارة الالتزامات».

وأشار إلى أن ردود أفعال المستثمرين تجاه هذه المعاملات معقدة، حيث يدعم البعض الحاجة إليها كإجراء مؤقت للسيولة بينما يحرص البعض الآخر على سد الثغرات القانونية المحتملة.

ووفقاً لشركة «كريديت سايتس»، فإن أكثر من 190 مليار دولار من الديون المستحقة في عامي 2024 و2025 تنتمي إلى الشركات ذات العائد المرتفع ذات التصنيف الأدنى.

وبحسب رئيسة استراتيجية الائتمان الأميركية في بنك «بي إن بي باريبا»، ميغان روبسون، فإنه من الممكن تأجيل أزمة التخلف عن السداد، ولكن من غير المرجح أن نشهد دورة كاملة من التخلف عن السداد.


مقالات ذات صلة

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك يرتدي قبعة دعماً للجمهوري دونالد ترمب بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية (رويترز)

سوق السندات الأميركية تُطلِق إنذاراً بشأن خطط خفض الضرائب

يلوح في الأفق تحذير شديد من سوق ديون الخزانة الأميركية، التي تبلغ 28 تريليون دولار، ضد إضافة مزيد من العبء على الدين الذي ينمو بمقدار تريليونَي دولار سنوياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سكوت بيسنت يتحدث خلال فعالية انتخابية في آشيفيل بولاية نورث كارولينا (رويترز)

تعيين بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية يحرك الأسواق العالمية

رحبت سوق السندات بتعيين سكوت بيسنت وزيراً للخزانة الأميركية يوم الاثنين، وسط توقعات بأن يقوم بفرض قيود على الدين الأميركي، مما دفع العوائد إلى التراجع.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد وزيرة التخطيط والتعاون الدولي الأردنية زينة طوقان مع نائب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (وزارة التخطيط الأردنية)

قرض ياباني بـ100 مليون دولار لدعم موازنة الأردن

وقَّع الأردن على قرض بقيمة 100 مليون دولار، بشروط تمويلية ميسرة مع الحكومة اليابانية، من خلال وكالة «جايكا» لدعم الموازنة العامة.

«الشرق الأوسط» (عمان)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

TT

الاستثمارات الأجنبية تتضاعف في السعودية... واستفادة 1200 مستثمر من «الإقامة المميزة»

المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط)
المهندس خالد الفالح خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد بالرياض (الشرق الأوسط)

تمكنت السعودية من مضاعفة حجم الاستثمارات 3 أضعاف، والمستثمرين بواقع 10 مرات منذ إطلاق «رؤية 2030»، في حين بلغ عدد المستثمرين الدوليين الذين حصلوا على الإقامة المميزة في السعودية أكثر من 1200 مستثمر.

هذا ما أفصح عنه وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، في كلمته مع انطلاق مؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين المنعقد في الرياض، الاثنين، تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

وأكد الفالح أن الإقامة المميزة تمثل أحد الممكنات المهمة لجذب الاستثمارات الأجنبية، إذ تيسر الإجراءات على المستثمرين وتعزز قدرتهم على الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة، مما يعزز مكانتها وجهة عالمية جاذبة للاستثمار. وقال إن الحاصلين عليها يعاملون كما لو كانوا في بلدانهم الأصلية.

الفرص والمزايا

وأوضح أن هذه الخطوة تسهم في تمكين القطاع الاستثماري من خلال استقطاب وجذب المستثمرين في القطاعات الاقتصادية المختلفة بالمملكة، وتمكنهم من الاستفادة من الفرص والمزايا التنافسية التي تقدمها الإقامة المميزة، مؤكداً أن هذه الخطوة تعبير عملي لاستقطاب واستبقاء الاستثمارات للمساهمة في مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتمكين الاقتصاد الوطني من خلال استحداث الوظائف، ونقل المعرفة للكوادر الوطنية وتبادل الخبرات.

ونوّه بمناخ الاستثمار في المملكة والتطور منذ إطلاق «رؤية 2030»، حيث تضاعفت التدفقات الاستثمارية الآن 3 مرات مقارنة بما قبل الرؤية، كما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة نفسها بنسبة 70 في المائة ليصل إلى 1.1 تريليون دولار، يأتي نصفه من القطاعات غير النفطية.

وتحدّث عن الفرص الكبيرة الموجودة للاستثمار في تطوير البنى التحتية الرقمية، وأن البحث العلمي محرك للنمو والاستثمار، محدداً حجم الاستثمار الحالي في الاستدامة ومشروعات الاقتصاد الدائري للكربون؛ كونها من أبرز التغيرات في الوقت الراهن.

المخاطر الجيوسياسية

ولفت إلى أن المخاطر الجيوسياسية ونقص الكوادر من أبرز التحديات أمام الاستثمار، وأن الجنوب العالمي قد يستقطب نصف التدفقات المالية في 2025.

وقال الفالح إن انعقاد مؤتمر الاستثمار العالمي، هذا العام، في الرياض، سيوفّر منصة تطرح فيها المملكة رؤيتها الاستراتيجية أمام شركائها من حضور المؤتمر، كما سيكون فرصة سانحةً لتسليط الضوء على مكانة وإمكانات البلاد بوصفها شريكاً موثوقاً به في الاستثمار والنمو الاقتصادي المستدام، مبيناً أن السعودية ترحب بقادة الاستثمار والمؤثرين فيه من جميع أنحاء العالم، لبناء شراكات من شأنها أن تعود بالنفع على الدولة، والعالم أجمع.

التنمية الاقتصادية

من ناحيتها، شددت العضو المنتدبة والرئيسة التنفيذية لـ«استثمر في الهند» ورئيسة منظمة «وايبا» نيفروتي راي، على أهمية التعاون الدولي في تحقيق التحول الرقمي والنمو المستدام، مشيرة إلى «رؤية 2030» التي تُعد نموذجاً يُحتذى به لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال التركيز على التكنولوجيا والتعليم، إلى جانب تعزيز قطاع السياحة.

واستطردت: «العالم استهلك نحو 2.5 تريليون طن متري من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وما تبقى للاستهلاك المستدام يتراوح بين 500 و700 مليار طن متري فقط، وهذا التحدي الهائل يتطلب من دول مثل السعودية والهند وغيرهما قيادة الابتكار لتحقيق استدامة بيئية من خلال مصادر الطاقة المتجددة مثل: الطاقة الشمسية، والرياح، والهيدروجين الأخضر».

الرئيسة التنفيذية لـ«استثمر في الهند» ورئيسة منظمة «وايبا» تتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأشارت إلى التزام المملكة بالابتكار في مجالات الطاقة والمياه، موضحةً أنّ التقنية والبنية التحتية هما المدخل الأساسي للنمو.

التحول الرقمي

وبينت راي أنّ دول «وايبا»، التي تضم 110 أعضاء، تقوم بدور رئيس في مواجهة التحديات العالمية من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والبيانات، مفيدةً بأنّ الالتزام بتطوير إطار عمل عالمي للذكاء الاصطناعي يعزز الصحة والطاقة ويحسن جودة الحياة.

واختتمت كلمتها خلال المؤتمر بالحديث عن مشروعات المملكة الكبرى، مثل مشروع «نيوم»، واصفة إياه بأنه «حلم يتحقق» ومثال على كيفية دمج التكنولوجيا والاستدامة لتحقيق جودة حياة استثنائية، مؤكدةً أنّ التعاون بين الدول الأعضاء في «وايبا» سيسهم في تحقيق رؤية مشتركة للنمو المستدام والتحول الرقمي، مما يفتح آفاقاً جديدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي جلسة حوارية على هامش المؤتمر، كشف وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم، عن وصول نسبة الاستثمار ورأس المال الثابت إلى 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن هناك حاجة لمواصلة دعم النمو المستدام والابتكار في القطاعات غير النفطية.

وأوضح الإبراهيم، خلال جلسة حوارية بعنوان «تحدي الجاذبية: الدور المتغير للاقتصادات الناشئة في الاقتصاد العالمي والبيئة الاستثمارية»، أن «رؤية 2030» بدأت تؤتي ثمارها بشكل ملموس، حيث تمكنت المملكة من استكشاف إمكانات كبيرة لم تكن مستغَلة من قبل في مختلف القطاعات.

تنويع مصادر الدخل

وتابع الإبراهيم أن بداية تنفيذ الرؤية كانت حاسمة وسريعة، إذ تمكنت من تحديد مسارات واضحة للنمو، لكنها تتطلب استمرار العمل والابتكار في المستقبل.

وتعمل المملكة على فتح قطاعات جديدة مثل التعدين، والسياحة، والثقافة، والرياضة، والترفيه، ما يعكس رؤيتها في تعزيز تنوع مصادر الدخل الوطني، وأن قطاع السياحة أسهم بشكل كبير في تعزيز النمو غير النفط، بحسب الإبراهيم.

وشرح أن المملكة تعمل على تبنّي تقنيات جديدة في قطاعات الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والصناعات الدفاعية، والتعليم، والرعاية الصحية؛ بهدف تحقيق التميز والابتكار في هذه المجالات.

وأضاف أن بلاده تنتقل من الطاقة التقليدية إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، وتسعى لإحداث تحول كبير في مختلف القطاعات، بما يخدم المصالح الوطنية ويرسخ مكانة البلاد عالمياً.

وشدد وزير الاقتصاد على أهمية التعاون مع الشركاء الدوليين للوصول إلى أسواق جديدة، وتعزيز قدرة المملكة على المنافسة عالمياً من خلال الابتكار المستمر، مؤكداً أن الرياض أصبحت منصة أساسية للدول الراغبة في الوصول إلى أسواق جديدة، بما يعزز استقرار النمو العالمي.

وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي وبجانبه وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

الاستثمارات السعودية - المصرية

وفي الجلسة نفسها، أكد وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري المهندس حسن الخطيب، أن التعاون مع المملكة، إلى جانب تبني سياسات مدروسة، سيُسهم في التركيز على القطاعات الواعدة وتطبيق السياسات المناسبة لجذب المستثمرين، بما في ذلك تعزيز استثمارات الرياض في القاهرة، مفيداً بأن هذه السياسات ستدعم جهود بلاده في التقدم بخطى ثابتة نحو تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار.

وتابع أن الاتفاقيات متعددة الأطراف تُعد عنصراً أساسياً في الاستراتيجية المستقبلية لمصر، حيث تشكل جزءاً محورياً من خططها طويلة المدى، مؤكداً أن التركيز على التكنولوجيا والتحول الأخضر يمثل ركيزة مهمة لدعم أهداف التنمية في مصر خلال السنوات المقبلة.

وبحسب المهندس الخطيب، فإن مصر تُعد بيئة مثالية لنمو وازدهار القطاع الخاص، وأن الدولة تسعى لزيادة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي لتصل إلى نسبة تتراوح بين 6 و7 في المائة.

الأسواق الأوروبية

بينما ذكر نائب وزير الخارجية للدبلوماسية الاقتصادية والانفتاح اليوناني كوستاس فراغكوجيانيس، أن بلاده تعمل على جذب الاستثمارات، مع وضع قطاع الغاز في الحسبان لوصولها إلى الأسواق الأوروبية، كاشفاً عن وجود نقاشات مع السعودية وبعض الدول للاستثمار في قطاع الغاز.

وتُنظم منصة «استثمر في السعودية»، مؤتمر الاستثمار العالمي في نسخته الثامنة والعشرين، على مدى 3 أيام من 25 إلى 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، بالشراكة مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار «دبليو إيه آي بي إيه».

وتلتقي في هذا الحدث البارز الذي يركز على تسخير التحول الرقمي والنمو المستدام عن طريق توسيع فرص الاستثمار، نخبة من أبرز الشخصيات العالمية من القطاعين الحكومي والخاص، ومن كبار المستثمرين، وممثلي المنظمات والهيئات الدولية، والجهات ذات العلاقة بتنمية وتنويع وتعزيز الاستثمار.