الحكومة اليابانية تُخفض مبيعات سنداتها للعام الثالث على التوالي

تراجُع الصادرات مع تأثر «الشحنات الصينية»

مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اليابانية تُخفض مبيعات سنداتها للعام الثالث على التوالي

مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)
مقر بنك اليابان المركزي وسط العاصمة طوكيو (أ.ف.ب)

من المقرر أن تخفض الحكومة اليابانية المبيعات المقررة لسنداتها بنسبة 11.3 في المائة خلال السنة المالية المقبلة، مقارنةً بالعام الحالي، لتتراجع إلى 171 تريليون ين (1.19 تريليون دولار).

وفق مسودة خطة حكومية صادرة يوم الأربعاء، سيُجرى جزء كبير من الخفض في مبيعات سندات الحكومة المقررة إلى السوق من خلال ديون قصيرة الأجل، عبر أذون خزانة مخفضة لمدة عام واحد، وسندات لمدة عامين وخمس سنوات، وسط توقعات بأن يتراجع بنك اليابان عن سياسة أسعار الفائدة السلبية.

وسيمثّل هذا العام الثالث على التوالي من الخفض في مبيعات سندات الحكومة اليابانية المقررة إلى السوق، بعد أن بلغت ذروتها عند 221.4 تريليون ين في السنة المالية 2021-2022، فيما جرى تحديد مبيعات سندات الحكومة اليابانية إلى السوق مبدئياً عند 190.3 تريليون ين للسنة المالية الحالية. ولم يتسنَّ الحصول على تعليق فوري من مسؤولي وزارة المالية اليابانية.

وستكون مبيعات سندات الدين لمدة عامين وأذونات خصم الخزانة لمدة عام واحد للسنة المالية 2024-2025 أقل بمقدار 3.6 تريليون ين عن العام الجاري، حيث ستبلغ 31.2 تريليون ين و38.4 تريليون ين على التوالي.

وأظهرت المسودة التي استعرضتها «رويترز» أنه سيجري أيضاً خفض سندات الحكومة اليابانية لأجل خمس سنوات بمقدار 2.4 تريليون ين إلى 27.6 مليار ين في السنة المالية المقبلة. وأظهرت المسودة أن السندات طويلة الأجل، التي تتراوح فترات استحقاقها بين 30 و40 عاماً، ستظل دون تغيير.

وسيجري خفض سندات الحكومة اليابانية القياسية لمدة 10 سنوات والسندات لمدة 20 عاماً، في حين ستجري زيادة فواتير تعزيز السيولة. وسيجري بيع سندات التحول المناخي بقيمة 1.4 تريليون ين إلى السوق في السنة المالية 2024-2025 لتعزيز إزالة الكربون.

وفي شأن منفصل، تراجعت صادرات اليابان في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للمرة الأولى في ثلاثة أشهر، متأثرةً بانخفاض شحنات الرقائق المتجهة إلى الصين، مما يسلّط الضوء على المخاوف من أن تباطؤ الاقتصادات الخارجية سيعقّد جهود صناع السياسات للتراجع عن التحفيز.

وأظهرت بيانات وزارة المالية يوم الأربعاء، أن صادرات نوفمبر انخفضت بنسبة 0.2 في المائة مقارنةً بالشهر نفسه من العام السابق. وكان هذا أول انخفاض على أساس سنوي في ثلاثة أشهر.

يأتي ذلك مقارنةً مع زيادة 1.5 في المائة توقعها اقتصاديون في استطلاع أجرته «رويترز»، ويأتي بعد ارتفاع بنسبة 1.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول).

ويشكل ضعف الصادرات مصدر قلق لصناع السياسات اليابانيين الذين يأملون في أن يساعد الطلب الخارجي على مواجهة ضعف الاستهلاك المحلي.

وقال تاكيشي مينامي، كبير الاقتصاديين في معهد «نورينتشوكين» للأبحاث: «ليس لدى اليابان محرك للنمو الاقتصادي الآن. ربما وصل الاستهلاك الخاص إلى أدنى مستوياته، لكن من المرجح أن يظل النمو الاقتصادي بطيئاً هذا الربع». وتابع أن «انتعاش الين وتباطؤ الصادرات يؤثران على أرباح الشركات اليابانية، مما يجعل من الصعب على بنك اليابان تأكيد دورة قوية للأجور والأسعار وإلغاء سياسة أسعار الفائدة السلبية في العام المقبل».

وحافظ البنك المركزي يوم الثلاثاء، على إعدادات سياسته شديدة التيسير، واختار انتظار المزيد من الأدلة حول ما إذا كانت الأجور والأسعار سترتفع بما يكفي لتبرير التحول بعيداً عن التحفيز النقدي الضخم.

وانكمش الاقتصاد الياباني، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بنسبة سنوية أسرع من المتوقَّع بلغت 2.9 في المائة في الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول)، مع تراجع النفقات الرأسمالية والاستهلاك؛ وهما المحركان الرئيسيان للطلب المحلي.

وتؤثر الصادرات إلى الصين على إجمالي الشحنات، بما في ذلك سلع مثل رقائق البطاطس، مع انخفاض شحنات المواد الغذائية بنسبة 60 في المائة. ويرجع ذلك جزئياً إلى الحظر الذي فرضته بكين على المأكولات البحرية اليابانية وبعض المنتجات الأخرى، إذ انخفضت صادرات المواد الغذائية المتجهة إلى الصين إلى 8.6 مليار ين (59.8 مليون دولار) في نوفمبر، وهو أدنى مستوى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي.

ونَمَت الصادرات إلى الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لليابان، بنسبة 5.3 في المائة بفضل الطلب على السيارات الهجينة وقطع غيار السيارات والطائرات، ولكن كانت هذه أبطأ وتيرة في ثلاثة أشهر.

وانخفضت الواردات بنسبة 11.9 في المائة على أساس سنوي حتى نوفمبر، مقابل متوسط التقديرات لانخفاض قدره 8.6 في المائة، ليصل الميزان التجاري إلى عجز قدره 776.9 مليار ين. وكان هذا الشهر الثاني على التوالي من العجز.


مقالات ذات صلة

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

تنطلق، يوم الأحد، أعمال «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» (غرب السعودية) بمشاركة 18 متحدثاً وأكثر من 40 جهة تقدم 200 فرصة استثمارية بقيمة تتجاوز 57 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد صرَّاف يجري معاملة بالدولار الأميركي والليرة السورية لصالح أحد العملاء في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

تشهد سوريا تحديات واسعة مع الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حول كيفية تأمين الإيرادات اللازمة للحكومة السورية المؤقتة.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

مقر البنك المركزي التركي (رويترز)
مقر البنك المركزي التركي (رويترز)
TT

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

مقر البنك المركزي التركي (رويترز)
مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

وتوقعت مؤسسة «مورغان ستانلي» الأميركية أن يبدأ البنك المركزي التركي خفض سعر الفائدة الرئيسي 200 نقطة أساس في اجتماعه، الخميس المقبل، لينخفض من 50 إلى 48 في المائة.

وكشف أحدث تقرير لـ«مورغان ستانلي» نشرته وسائل إعلام تركية السبت، عن أن «المركزي التركي» قد يتبع ذلك بتخفيضات أخرى في أسعار الفائدة، مع توقع خفضين إضافيين بمقدار 200 نقطة أساس بحلول نهاية الربع الأول من عام 2025، وهو ما سيؤدي إلى خفض سعر الفائدة إلى 44 في المائة بحلول مارس (آذار) المقبل.

وقدر تقرير «مورغان ستانلي» أن التضخم الرئيسي سينخفض ​​إلى 39 في المائة بحلول مارس، قائلا: «نرى أن التضخم الرئيسي سينخفض ​​إلى 39 في المائة بحلول مارس، ما يعني متوسط ​​سعر فائدة حقيقيا بعد ذلك بنحو نقطة مئوية في الربع الأول من عام 2025».

وأضاف: «ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان هذا المستوى من الأسعار الحقيقية ضيقاً بما فيه الكفاية، ستعتمد على البيانات القادمة»، لافتا إلى أن عدم اليقين المحيط بتعديلات الحد الأدنى للأجور لعام 2025 يضيف تعقيداً إلى القرارات النقدية للبنك المركزي التركي.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «مورغان ستانلي» أن تكون زيادة الحد الأدنى للأجور في تركيا في نطاق يتراوح ما بين 30 إلى 35 في المائة من الحد الأدنى الحالي، وهو 17 ألف ليرة تركية.

ورجح الخبراء أن تؤثر أي زيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور على التضخم، ما قد يضيق من مساحة الحركة أمام البنك المركزي للتيسير النقدي.

متسوقة تعاين الأسعار في إحدى أسواق السوبر ماركت في إسطنبول (إعلام تركي)

وتقدر «مورغان ستانلي» أن زيادة الأجور بمقدار 10 في المائة قد تضيف 2 إلى 2.5 نقطة مئوية إلى توقعات التضخم.

توقعات التضخم

وعدل البنك المركزي التركي، الجمعة، توقعات التضخم في نهاية العام إلى 45.25 في المائة، وفقاً لنتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي، من 44.81 في المائة في استطلاع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ولحسب نتائج الاستطلاع، الذي شارك فيه 69 من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، انخفضت توقعات التضخم خلال الشهور الـ12 المقبلة إلى 27.07 في المائة، مقابل 27.20 في المائة في الاستطلاع السابق.

وبالنسبة إلى سعر الفائدة، أظهر الاستطلاع انخفاضاً طفيفاً في توقعات الفائدة على القروض إلى 48.59 في المائة، مقابل 50 المائة في استطلاع الشهر الماضي.

وتوقع اقتصاديون أتراك أن يخفض البنك المركزي سعر الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس في اجتماع الخميس إلى 48.50 في المائة، بعدما حافظ عليه عند 50 في المائة لثمانية أشهر.

وتراوحت توقعات الاقتصاديين لسعر الفائدة بين 47.50 في المائة و50 في المائة، بمتوسط 48.50 في المائة، وكان متوسط ​​توقعات الاقتصاديين لسعر الفائدة في نهاية عام 2025 هو 29.50 في المائة.

ظروف غير مواتية

بدوره، عد رئيس جامعة «توبكابي» في إسطنبول، الدكتور إيمري ألكين، إعلان البنك المركزي بشأن ضرورة تحديد الحد الأدنى للأجور وفقاً للتضخم المتوقع، بمثابة اعتراف بأننا «نحتاج إلى إجراءات صادمة في الوقت الحالي».

أتراك يتجولون في «السوق المصري» في إسطنبول (إعلام تركي)

وحذر ألكين من أن الوضع حاليا لا يسير على ما يرام، ومسار التضخم ليس جيدا كما كان يعتقد، وفي هذه الحالة لا ينبغي للبنك المركزي أن يخفض أسعار الفائدة في اجتماع الخميس.

وقال: «إذا لم يتمكن الناس من الحصول على قروض أرخص ولم ينته خطر التضخم، باعتراف البنك الكرزي الذي يعترف بأنه لا تزال هناك مشكلة خطيرة تتعلق بالتضخم، فلماذا يتعين عليه خفض أسعار الفائدة؟».

وقال ألكين: «على الأرجح يتعرض البنك المركزي لضغط شديد جدا، من الحكومة لأن هناك دائما شكاوى، والجميع لا يشعرون بارتياح، سواء في عالم السياسة أو الأعمال، والمواطنون منزعجون، وهذا يخلق قدرا هائلا من التوتر، ولذلك يجب على الإدارة الاقتصادية الآن أن تقترب قليلا من المواطنين وعالم الأعمال».