«فيتش» تتوقع نمواً قوياً للدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط العام المقبل

رجحت استمرار الأداء المالي الجيد لدول مجلس التعاون الخليجي في 2024

العاصمة السعودية الرياض وقد انتعش فيها الاقتصاد غير النفطي (الشرق الأوسط)
العاصمة السعودية الرياض وقد انتعش فيها الاقتصاد غير النفطي (الشرق الأوسط)
TT

«فيتش» تتوقع نمواً قوياً للدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط العام المقبل

العاصمة السعودية الرياض وقد انتعش فيها الاقتصاد غير النفطي (الشرق الأوسط)
العاصمة السعودية الرياض وقد انتعش فيها الاقتصاد غير النفطي (الشرق الأوسط)

توقعت وكالة «فيتش» للتصنيفات الائتمانية، الثلاثاء، نمواً قوياً للدول المصدرة للنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2024 بدعم من نمو الأنشطة غير النفطية.

وقالت «فيتش» في تقرير حديث، وفق وكالة «أنباء العالم العربي»، إنها تتوقع أن يستمر الأداء المالي الجيد لدول مجلس التعاون الخليجي في العام المقبل مع استقرار إنتاج النفط والأسعار ومع تحقيق نمو بمتوسط 3.5 في المائة في الاقتصاد غير النفطي.

وتتوسع دول الخليج، المصدرة للنفط، في تنويع مصادر دخلها، عبر الاهتمام بالقطاعات الاقتصادية غير النفطية، والتي انعكست على الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

وبسبب دعم السعودية الكبير للقطاع غير النفطي، فضلا عن التخفيضات النفطية الطوعية التي تعهدتها المملكة لدعم استقرار أسواق النفط، تتوقع «فيتش» أن تسجل عجزاً طفيفاً في العام المقبل.

كما توقعت عجزاً طفيفاً في الكوين في العام المقبل بفعل تحديات اتخاذ إجراءات لدعم الإيرادات غير النفطية وإصلاح الإنفاق.

غير أن «فيتش»، توقعت أن تواصل قطر والإمارات وسلطنة عمان تحقيق فائض في الموازنة العام المقبل. في وقت من المتوقع أن يتقلص عجز الموازنة في البحرين بفضل جهودها لخفض العجز في القطاع غير النفطي.

وأشارت الوكالة إلى أن تقديراتها تستند إلى استقرار سعر النفط عند مستوى 80 دولارا للبرميل، موضحة أن أي تغيير بمقدار عشرة دولارات في سعر النفط يؤثر على الناتج المحلي الإجمالي بدول مجلس التعاون الخليجي بنسبة بين 1.1 في المائة و3.5 في المائة، ومضيفة أن السعودية وأبوظبي وقطر والكويت هي الأقرب لتعزيز إنفاقها إذا تجاوز سعر النفط المستويات المتوقعة.

وقالت الوكالة إن استمرار أسعار النفط عند مستوى قوي سيدعم المقاييس الائتمانية للدول المصدرة للنفط بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث سيستمر النمو الاقتصادي القوي بها في 2024 بفضل الزخم في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي غير النفطي واستقرار إنتاج النفط عقب تخفيضات الإنتاج في 2023.

لكنها أشارت إلى أن ضعف النمو العالمي في 2024 قد يدفع تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم منظمة أوبك ومنتجين مستقلين أبرزهم روسيا، إلى مزيد من خفض الإنتاج إذا تحولت السوق النفطية إلى فائض كبير في المعروض، وإن كان الاتفاق الذي أعلنته «أوبك بلس» في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أظهر عدم رغبة الدول الأعضاء في مزيد من الخفض.

وتابعت «فيتش» أنه من المتوقع استقرار نسبة الدين إلى الناتج المحلي لدى حكومات معظم الدول المصدرة للنفط بالمنطقة وأن ترتفع بالكويت إلى مستوى لا يزال متدنيا بافتراض إقرار قانون الدين العام.

وأشارت الوكالة إلى أن خطر اتساع نطاق الحرب في غزة لا يزال قائما، رغم اقتصارها إلى حد كبير حتى الآن على غزة وإسرائيل، مضيفة أنها - حتى في وضعها الحالي - أثرت سلبا على الدول المجاورة لا سيما مصر ولبنان والأردن، إذ إن لها تأثير على المعنويات والسياحة، في الأجل القريب على الأقل.

وقالت إنه في حالة اتساع نطاق الحرب بالمنطقة، وهو احتمال ضعيف في الوقت الحالي، فقد تتأثر دول مجلس التعاون الخليجي عبر اضطراب مسارات تجارة النفط، إن لم تتأثر قدرات الإنتاج ذاتها، كما قد يتأثر النشاط غير النفطي سلبا.

وأوضح التقرير أن العوامل الائتمانية الجوهرية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تواجه تحديات بسبب ارتفاع أعباء الديون وتشديد أوضاع التمويل في ظل ارتفاع أسعار الفائدة العالمية، كما ستستمر معدلات الفائدة المحلية مرتفعة في ظل صعود التضخم.


مقالات ذات صلة

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز (الشرق الأوسط)

تحت رعاية ولي العهد... السعودية تستضيف المؤتمر السنوي العالمي 28 للاستثمار

تحت رعاية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، تستضيف المملكة المؤتمر السنوي العالمي الثامن والعشرين للاستثمار «دبليو آي سي»

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
TT

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)
مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الدعم المالي للوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

ومنذ تخلت نيجيريا عن دعم الوقود في العام الماضي، أدى ذلك إلى أسوأ أزمة في تكلفة المعيشة في البلاد منذ نحو جيل كامل. وهذا يعني انخفاضاً هائلاً في عدد الركاب، وتأثر العاملون في مجال استدعاء سيارات الأجرة في العاصمة أبوجا.

وكانت الحكومة تزعم أن التخلي عن دعم الوقود سيخفض تكاليف النقل في النهاية بنحو 50 في المائة.

وقدمت السلطات النيجيرية في أغسطس (آب) مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) للاستفادة من احتياطاتها الضخمة من الغاز - الأكبر في أفريقيا - وإطلاق حافلات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط مع تحويل المركبات التي تعمل بالبنزين أيضاً.

وجرى تعديل أكثر من 100 ألف مركبة للعمل بالغاز الطبيعي المضغوط أو بالموتور الهجين من الغاز الطبيعي والبنزين، واستثمرت الحكومة ما لا يقل عن 200 مليون دولار في إطار هذه المبادرة، وفقاً لمدير المبادرة مايكل أولوواغبيمي.

وتهدف الحكومة إلى تحويل مليون مركبة من أكثر من 11 مليون مركبة في نيجيريا في السنوات الثلاث المقبلة، لكن المحللين يقولون إن العملية تسير بشكل بطيء، مشيرين إلى ضعف التنفيذ والبنية الأساسية المحدودة.

وعلى الرغم من أن نيجيريا واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا، فإنها تعتمد على المنتجات البترولية المكررة المستوردة؛ لأن مصافيها تكافح مع انخفاض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود بسبب عمليات سرقة النفط الضخمة.

إلى جانب الإصلاحات الأخرى التي قدمها تينوبو بعد توليه السلطة في مايو (أيار) من العام الماضي، كان من المفترض أن يؤدي إلغاء الدعم إلى توفير أموال الحكومة ودعم الاستثمارات الأجنبية المتضائلة. ومع ذلك، فقد أثر ذلك في سعر كل شيء تقريباً، وأجبرت تكاليف النقل المرتفعة الناس على التخلي عن مركباتهم، والسير إلى العمل.

التحول إلى الغاز صعب

وبالإضافة إلى الافتقار إلى شبكة كافية من محطات تحويل الغاز الطبيعي المضغوط وتعبئته، المتاحة في 13 ولاية فقط من ولايات نيجيريا الـ 36، كان نجاح مبادرة الحكومة محدوداً أيضاً بسبب انخفاض الوعي العام بين جموع الشعب، وقد ترك هذا مجالاً للتضليل من جهة والتردد بين السائقين للتحول للغاز من جهة أخرى.

وقد أعرب بعض السائقين عن مخاوفهم من أن تنفجر سياراتهم مع تحويلها إلى الغاز الطبيعي المضغوط - وهي ادعاءات قالت الهيئات التنظيمية إنها غير صحيحة ما لم يتم تركيب المعدات بشكل غير مناسب.

وفي ولاية إيدو الجنوبية، وجدت السلطات أن السيارة التي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط والتي انفجرت تم تصنيعها من قبل بائع غير معتمد.

حتى في أبوجا العاصمة والمركز الاقتصادي في لاغوس، محطات الوقود نادرة وورش التحويل القليلة المتاحة غالباً ما تكون مصطفة بمركبات تجارية تنتظر أياماً للتحول إلى الغاز الطبيعي المضغوط بأسعار مدعومة. وفي الوقت نفسه، تبلغ تكلفة المركبات الخاصة للتحول 20 ضعف الحد الأدنى للأجور الشهرية في نيجيريا البالغ 42 دولاراً.

وهناك تحدٍّ آخر، وهو أن التحدي الذي يواجه مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط هو محدودية خط أنابيب الغاز في نيجيريا.

وتدرك الحكومة أنه لا يزال هناك «كثير من عدم اليقين» حول مبادرة الغاز الطبيعي المضغوط، وتعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وتوفير البنية الأساسية اللازمة، كما قال توسين كوكر، رئيس الشؤون التجارية في المبادرة، وفق وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية.

وقال كوكر: «الغاز الطبيعي المضغوط هو وقود أنظف، وهو وقود أرخص وأكثر أماناً مقارنةً بالبنزين الذي اعتدناه؛ لذا سيكون لديك مزيد من المال في جيبك وهو أنظف للبيئة».