الصين تعمل على تحفيز الطلب المحلي وجذب الاستثمار

شي يؤكد أن التعافي لا يزال في «مرحلة حرجة»

سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)
سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين تعمل على تحفيز الطلب المحلي وجذب الاستثمار

سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)
سفن وحاويات في ميناء نانجينغ في مقاطعة جيانغزو شرق الصين (أ.ف.ب)

نقلت وسائل إعلام رسمية يوم الجمعة عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي الحاكم في الصين قوله إن البلاد ستحفز الطلب المحلي وترسخ وتحسن التعافي الاقتصادي في 2024.

وأضاف المكتب، وفقا لوسائل الإعلام الرسمية، أن الصين ستواصل تنفيذ سياسة نقدية حكيمة وسياسة مالية استباقية في العام المقبل.

وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية قد نقلت عن الرئيس الصيني شي جينبينغ قوله خلال اجتماع قبل يومين، إن التعافي الاقتصادي في البلاد لا يزال في «مرحلة حرجة». وإنه يأمل أن تتمكن المجموعات من تقديم المشورة لتعزيز التنمية عالية الجودة والمساعدة في توسيع الطلب المحلي ومنع المخاطر وحلها، مشددا على أنه «يجب بذل جهود لزيادة الطلب الداخلي وإيجاد بيئة مؤاتية للاستهلاك والاستثمار».

وفي الاجتماع الذي ترأسه شي يوم الجمعة، تمت الإشارة أيضا إلى أن البلاد ستحسن أيضا اتساق سياسات الاقتصاد الكلي، موضحا: «ستحسن السياسات بفاعلية النشاط الاقتصادي وتتعامل مع المخاطر وتحسن التوقعات الاجتماعية وترسخ وتحسن التوجه الإيجابي للتعافي الاقتصادي وتواصل تدعيم التحسن الفعال لنوعية النمو الاقتصادي المعقول».

وتابع التقرير بأن «الجهود يجب أن تبذل لزيادة الطلب المحلي وتشكيل دورة قوية لتعزيز الاستهلاك والاستثمار معا. نحتاج لتعميق الإصلاحات في مجالات أساسية ونضخ باستمرار محفزات قوية في عملية تنمية عالية الجودة».

ويعتقد محللون أن نمو الصين في سبيله لبلوغ المعدل المستهدف وهو نحو خمسة بالمائة هذا العام، لكن هذا النمو سيكون بالمقارنة بمعدل 2022 الذي تأثر سلبا بجائحة كوفيد ولا تزال الأنشطة الاقتصادية غير متسقة.

وسيوصي مستشارو الحكومة الصينية في الاجتماع باستهداف معدل نمو مستقر في 2024 وسياسات تحفيز إضافية.

وأطلقت الحكومة سلسلة من الإجراءات السياسية في الأشهر الأخيرة لدعم التعافي الاقتصادي الضعيف بعد الوباء والذي تأثر بأزمة العقارات ومخاطر ديون الحكومات المحلية وتباطؤ النمو العالمي والتوترات الجيوسياسية.

وقام البنك المركزي بتخفيضات متواضعة في أسعار الفائدة وضخ المزيد من الأموال في الأشهر الأخيرة لدعم النمو.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كشفت الصين عن خطة لإصدار سندات سيادية بقيمة تريليون يوان (139.84 مليار دولار) بحلول نهاية العام، ما يرفع هدف عجز ميزانية 2023 إلى 3.8 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي من النسبة الأصلية البالغة 3 بالمائة.

وقالت «شينخوا» إن المكتب السياسي درس أيضا خطط عمل مكافحة الفساد وراجع اللوائح المتعلقة بالإجراءات التأديبية للحزب.

وعادة ما يكون اجتماع المكتب السياسي حول العمل الاقتصادي بمثابة مقدمة لمؤتمر العمل الاقتصادي المركزي لوضع جدول الأعمال السنوي، والذي من المتوقع أن يعقد في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل تقريباً.

وفي سياق منفصل، أعلنت هيئة الأوراق المالية الصينية أنها ستخفض الحد الأقصى لتخصيص العمولات من 30 بالمائة إلى 15 بالمائة، وذلك بالنسبة لأولئك الذين يديرون صناديق الأسهم التي يزيد حجمها على مليار يوان.

وفي الأسواق، تراجع اليوان مقابل الدولار يوم الجمعة ويتجه لإنهاء موجة صعود استمرت ثلاثة أسابيع، إذ أدت التوقعات السلبية لوكالة «موديز» للتصنيف الائتماني للصين وبيانات التجارة المتباينة في البلاد إلى إضعاف الثقة الهشة. لكن المحللين يتوقعون أن تستخدم بكين أدوات مختلفة لمنع الانخفاض السريع في قيمة اليوان قرب نهاية العام، وسط مؤشرات على تلاشي الانتعاش الحاد للعملة منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني).

وجرى تداول اليوان في السوق الفورية عند 7.15 للدولار في منتصف نهار الجمعة، وهو أقل قليلا من إغلاق الجلسة السابقة. وإذا أغلق اليوان عند المستوى الحالي، فسوف يسجل انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 0.36 بالمائة تقريباً مقابل الدولار، وهو أكبر انخفاض من نوعه خلال ثلاثة أشهر.

وقال محللو «مايبانك» في تقرير يوم الجمعة إن «معنويات اليوان لا تزال هشة إلى حد ما، خاصة بعد تخفيض وكالة موديز لتوقعات الائتمان في الصين من مستقرة إلى سلبية» هذا الأسبوع. وفي الوقت نفسه، «لا تزال التوقعات متباينة وهشة بالنسبة للاقتصاد الصيني».

وأظهرت بيانات يوم الخميس أن صادرات الصين نمت بنسبة 0.5 بالمائة عن العام السابق في نوفمبر، بزيادة للمرة الأولى منذ ستة أشهر. لكن الواردات تراجعت 0.6 بالمائة، مخالفة التوقعات بزيادة 3.3 بالمائة.

وقال تاو وانغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك «يو بي إس» للاستثمار: «لا يزال الانتعاش القوي في زخم الطلب الخارجي الإجمالي للصين مفقودا». وعلى الرغم من ارتفاع قيمة اليوان بأكثر من 2.5 بالمائة مقابل الدولار الضعيف في نوفمبر، فإنه «بالنظر إلى المستقبل، فإن ديناميكيات فروق أسعار الفائدة وعوائد الدولار ومؤشر الدولار قد تؤدي إلى حلقات من التقلبات».

وقالت كريستينا هوبر، كبيرة استراتيجيي السوق العالمية في «إنفيسكو»، إن البنوك المركزية الكبرى في الاقتصادات الغربية المتقدمة من المرجح أن تخفف السياسة النقدية العام المقبل؛ وهي خطوة قد تضعف الدولار. وتوقعت أيضاً أن «يكون النمو الصيني في النصف الأول من عام 2024 ضعيفاً على الأرجح، على الرغم من أنه من المرجح أن يتحسن في النصف الثاني».


مقالات ذات صلة

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد مبنى غرفة المدينة المنورة (الموقع الرسمي)

الأحد... «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» ينطلق بفرص تتجاوز 15 مليار دولار

تنطلق، يوم الأحد، أعمال «منتدى المدينة المنورة للاستثمار» (غرب السعودية) بمشاركة 18 متحدثاً وأكثر من 40 جهة تقدم 200 فرصة استثمارية بقيمة تتجاوز 57 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد صرَّاف يجري معاملة بالدولار الأميركي والليرة السورية لصالح أحد العملاء في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

تشهد سوريا تحديات واسعة مع الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حول كيفية تأمين الإيرادات اللازمة للحكومة السورية المؤقتة.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)

الصين تدرس مسودة قانون لتعزيز تنمية القطاع الخاص

علم الصين وسط مقرات لشركات وبنوك ومؤسسات مالية في بكين (رويترز)
علم الصين وسط مقرات لشركات وبنوك ومؤسسات مالية في بكين (رويترز)
TT

الصين تدرس مسودة قانون لتعزيز تنمية القطاع الخاص

علم الصين وسط مقرات لشركات وبنوك ومؤسسات مالية في بكين (رويترز)
علم الصين وسط مقرات لشركات وبنوك ومؤسسات مالية في بكين (رويترز)

يجري المشرعون الصينيون مداولات حول مسوَّدة أول قانون أساسي للبلاد يركز بشكل خاص على تنمية القطاع الخاص. وفق وكالة «شينخوا» الصينية.

وقال خه رونغ وزير العدل، السبت، خلال شرح المسوَّدة أثناء الجلسة الجارية للجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، الهيئة التشريعية الوطنية، إن القانون سيُفضي إلى خلق بيئة قائمة على القانون مواتية لنمو جميع القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك القطاع الخاص.

وتغطي مسودة قانون تعزيز القطاع الخاص مجالات مثل المنافسة العادلة وبيئات الاستثمار والتمويل، والابتكار العلمي والتكنولوجي، والتوجيه التنظيمي، ودعم الخدمات، وحماية الحقوق والمصالح والمسؤوليات القانونية.

وثبَّتت الصين أسعار الفائدة المرجعية للإقراض كما كان متوقعاً في القرار الشهري، يوم الجمعة. وتدعو الضغوط الانكماشية المستمرة والطلب الضعيف على الائتمان إلى مزيد من التحفيز لمساعدة الاقتصاد الأوسع، لكن تضييق هوامش الفائدة على خلفية العائدات المتراجعة بسرعة وضعف اليوان يحد من نطاق التيسير النقدي الفوري.

وتم الإبقاء على سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة عام واحد عند 3.10 في المائة، في حين ظل سعر الفائدة الأساسي للقروض لمدة 5 سنوات دون تغيير عند 3.60 في المائة. في استطلاع أجرته «رويترز» لـ27 مشاركاً في السوق، هذا الأسبوع، توقع جميع المستجيبين بقاء كلا السعرين دون تغيير.

وقال مورغان ستانلي، في مذكرة، إن عجز الميزانية لعام 2025 أكثر إيجابية من المتوقع، ويشير إلى أن بكين مستعدة لتحديد هدف نمو مرتفع وميزانية مالية قياسية لتعزيز ثقة السوق، لكن من غير المرجح تقديم مزيد من التفاصيل السياسية قبل مارس (آذار) المقبل.

في هذه الأثناء، أظهرت بيانات رسمية أصدرها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، يوم الجمعة الماضي، ارتفاع إجمالي أصول المؤسسات المالية الصينية إلى 489.15 تريليون يوان (نحو 68.03 تريليون دولار) بحلول نهاية الربع الثالث من العام الحالي.

وقال البنك المركزي إن هذا الرقم يمثل زيادة سنوية بنسبة 8 في المائة.

ومن الإجمالي، بلغت أصول القطاع المصرفي 439.52 تريليون يوان بزيادة 7.3 في المائة على أساس سنوي، في حين ارتفعت أصول مؤسسات الأوراق المالية بنسبة 8.7 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 14.64 تريليون يوان.

وأظهرت البيانات ارتفاع أصول قطاع التأمين بنسبة 18.3 في المائة على أساس سنوي إلى 35 تريليون يوان.

وبلغ إجمالي التزامات المؤسسات المالية 446.51 تريليون يوان بزيادة 8 في المائة على أساس سنوي، وفقاً للبنك المركزي.

وعلى صعيد آخر، أظهرت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة الوطنية للطاقة، ارتفاع استهلاك الكهرباء في الصين، وهو مقياس رئيس للنشاط الاقتصادي، بنسبة 7.1 في المائة على أساس سنوي خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الحالي.

وخلال الفترة المذكورة، زاد استهلاك الكهرباء في الصناعات الأولية في البلاد بنسبة 6.8 في المائة على أساس سنوي، في حين ارتفع الاستهلاك في قطاعيها الثانوي والثالث بنسبة 5.3 في المائة و10.4 في المائة على التوالي.

وقالت الهيئة إن استهلاك الأسر الصينية من الكهرباء شهد نمواً قوياً بنسبة 11.6 في المائة خلال الفترة المذكورة.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحده، ارتفع استهلاك الكهرباء بنسبة 2.8 في المائة عن العام السابق، وفقاً للبيانات.