الجاسر: السعودية تقود تغيراً إيجابياً كبيراً في قطاع الطيران

المملكة تسرّع الخطوات لتحقيق الريادة العالمية

جانب من الحضور المشارك في مؤتمر «آيكان 2023» (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور المشارك في مؤتمر «آيكان 2023» (الشرق الأوسط)
TT

الجاسر: السعودية تقود تغيراً إيجابياً كبيراً في قطاع الطيران

جانب من الحضور المشارك في مؤتمر «آيكان 2023» (الشرق الأوسط)
جانب من الحضور المشارك في مؤتمر «آيكان 2023» (الشرق الأوسط)

أكد المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، أن المملكة تقود تغيراً إيجابياً كبيراً في صناعة الطيران، بهدف تنمية هذا القطاع.

كلام الجاسر جاء في مؤتمر صحافي بعد افتتاح مؤتمر «الآيكان 2023» بنسخته الخامسة عشرة، الذي يُعدّ أكبر فعالية دولية من نوعها للتفاوض والتباحث حول شؤون النقل الجوي (آيكان 2023)، والذي تستضيفه السعودية ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني.

ويأتي ذلك في إطار حرص السعودية على تطوير قطاع الطيران، وتحقيق الريادة العالمية في هذا المجال، الذي يعد من القطاعات الاستراتيجية الرئيسية ضمن الخطط الحكومية الساعية إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام، قائم على تنويع مصادر الدخل الوطني، والوصول إلى نحو 330 مليون مسافر بحلول عام 2030.

وأضاف الجاسر أنه «سيكون لدى البلاد مركزان عالميان للطيران، يتمثلان في مطار الملك سلمان الجديد، الذي يتم العمل عليه، وسيكون أحد أكبر المطارات في العالم، وشركة طيران عالمية يجري إنشاؤها من خلال (طيران الرياض) التي أعلنت أخيراً الاستحواذ على صفقة ضخمة من طائرات عريضة البدن».

وتابع أن «الخطوط السعودية» بكل أسطولها وقدراتها ستعمل على ربط مدينة جدة بالعالم، إضافة إلى العمل على توسعة مطار الملك عبد العزيز وتنمية الأسطول، وبناء 3 مطارات جديدة أخرى.

الجلسة الافتتاحية الرئيسية لمؤتمر «آيكان 2023» (الشرق الأوسط)

التوجهات الاستراتيجية

وأشار الجاسر إلى أن نسخة مؤتمر «آيكان 2023» هذا العام «تاريخية»، نظراً لعدد الحضور من الدول والمنظمات المشاركة، الذي تجاوز 100 دولة ومنظمة، مؤكداً أن هذا الشيء يظهر جاذبية المملكة وتقديرها.

وقال إن المؤشرات تبين أن المملكة لديها نمو كبير في صناعة الطيران، بتجاوزها المتوسط العالمي بكثير، مبيناً أنها أصبحت في الوقت الحالي تحتل المرتبة 13 في أكثر دول العالم ارتباطاً في الطيران، والهدف من الاستراتيجية الوصول إلى أن تصبح إحدى أفضل 5 دول ترابطاً في صناعة الطيران بالعالم.

وبيّن وزير النقل والخدمات اللوجيستية أن هذه الصناعة ممكّنة للصناعات الأخرى، كالسياحة، والحج والعمرة، والتجارة، وجودة الحياة، وغيرها من المشاريع الكبرى بالمملكة.

وكان الجاسر استعرض، خلال مشاركته في جلسة وزارية بعنوان «تأثير النقل الجوي على التنمية الاقتصادية»، دور الاستراتيجية الوطنية للطيران في تحقيق التنمية الاقتصادية بالمملكة، والإسهام في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، من خلال تطوير البنية التحتية لمختلف مطارات المملكة، مؤكداً أن الوزارة تسعى لزيادة أثر قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10 في المائة؛ إذ تنظر إلى قطاع الطيران المدني باعتباره إحدى وسائلها الرئيسية لتحقيق هذا الهدف الطموح.

وعبّر خلال كلمته الافتتاحية للمؤتمر، عن فخره بعدما تحدث عن أن التوجهات الاستراتيجية للمملكة تساعد الدول على النمو والنجاح، مضيفاً أن «رؤية 2030» تعمل على الدفع الإيجابي لعجلة الاقتصاد، لمجتمع حيوي، وبنظرة طموحة، مؤكداً أن هذه الرؤية تؤثر على كل قطاع.

رئيس الهيئة العامة للطيران المدني يسلم راية استضافة «آيكان 2024» إلى نظيره بدولة ماليزيا (الشرق الأوسط)

طريق جديد

من جانبه، أفاد علي رجب، نائب الرئيس التنفيذي للنقل الجوي والتعاون الدولي، في الهيئة العامة للطيران المدني، لـ«الشرق الأوسط» بأن برنامج الربط الجوي حقق أهدافاً كثيرة، منها تحقيق 16 طريقاً جديداً في العام الحالي، من إجمالي 22 خطاً تم العمل عليها من خلال زيادة عدد الحركة، وحل المعوقات، وبناء خط جديد بين المملكة والدول الأخرى، مؤكداً أن الهدف المقبل للبرنامج في عام 2024، هو العمل على المواءمة بين جميع أصحاب المصلحة في قطاعي الطيران والسياحة.

وأضاف رجب أن البرنامج يعمل على زيادة نطاق الربط الجوي للمملكة من خلال تخفيف وإلغاء المعوقات التي تواجه شركات الطيران للقدوم للمملكة.

تنظيم حركة الطيران

وعلى هامش المؤتمر، وقّع الوزير الجاسر، اتفاقية تعاون في مجال خدمات النقل الجوي مع وزير النقل والطيران في جمهورية سيراليون الحاجي فانداي توراي.

وتُعد الاتفاقية الثنائية بين البلدين، مكملة للاتفاقية الدولية للطيران المدني المعروفة باسم «معاهدة شيكاغو» الدولية الموقعة في عام 1944، والتي تنظم حركة الطيران المدني الدولي وفقاً لمبادئ الفرص العادلة والمتكافئة.

وتهدف إلى وضع أطر تنظيمية لحركة النقل الجوي بين البلدين على نحو آمن ومنظم وسليم، بما يتفق مع المبادئ التي أرستها «معاهدة شيكاغو»، ومواكبة التطورات التي يشهدها التنظيم الثنائي، المتمثلة في تنظيم منح حقوق النقل وتطبيق معايير التعيين والترخيص لشركات الطيران المعمول بها دولياً، وتعزيز قواعد ومعايير السلامة الجوية وأمن الطيران المدني وقواعد المنافسة العادلة، بالإضافة إلى خدمة المصالح الاقتصادية المشتركة للناقلات الوطنية وتعزيز مشاركتها الفعالة والمستمرة لخدمة سوق النقل الجوي بين البلدين، وذلك بتطبيق الأنماط العصرية لدخول الأسواق واحتواء حركة النقل الجوي بجميع أنماطها.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».