لاغارد: التحول الرقمي والأخضر في أوروبا بحاجة لإعادة هيكلة أسواق رأس المال

فائض الحساب الجاري لمنطقة اليورو يتوسع قليلاً في سبتمبر

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مناسبة سابقة خلال العام الحالي (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مناسبة سابقة خلال العام الحالي (رويترز)
TT

لاغارد: التحول الرقمي والأخضر في أوروبا بحاجة لإعادة هيكلة أسواق رأس المال

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مناسبة سابقة خلال العام الحالي (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في مناسبة سابقة خلال العام الحالي (رويترز)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، (الجمعة)، إن أوروبا تحتاج إلى اتحاد لأسواق رأس المال، بما في ذلك جهة إشرافية واحدة وبنية تحتية تجارية، من أجل تمويل التحول الرقمي والتحول الأخضر.

وقالت لاغارد: «لا الحكومات المثقلة بالديون، ولا البنوك، يمكنها توفير الأموال اللازمة لجعل الاتحاد الأوروبي أكثر إنتاجية واستقلالية في عالم مجزأ بشكل متزايد».

وتقول المفوضية الأوروبية إن «الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى 620 مليار يورو (672 مليار دولار) كل عام حتى عام 2030 من أجل التحول الأخضر، و125 مليار يورو إضافية سنوياً للتحول الرقمي».

وقالت لاغارد في مؤتمر: «من الواضح أننا لا نستطيع الاعتماد على إطارنا الحالي لتمويل هذا الاستثمار. لن ننجح في هذه التحولات إذا لم نعد اتحاد أسواق رأس المال إلى المسار الصحيح».

وقالت إن الشركات التي ترغب في التحول الرقمي أو إزالة الكربون لا يمكنها الوصول إلى التمويل الذي تحتاجه، حيث أعرب ما يقرب من 40 في المائة من المشاركين، في استطلاع أجراه البنك المركزي الأوروبي للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، عن أسفهم لعدم رغبة المستثمرين في تمويل الاستثمار الأخضر.

وأضافت لاغارد أن «الشركات الناشئة الأوروبية تجتذب أقل من نصف التمويل الذي تحصل عليه نظيراتها الأميركية». ومن الأمثلة على التغييرات التي تدعو إليها، قالت إن «هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية لابد أن تُمنح مزيداً من الصلاحيات، أشبه بتلك التي تتمتع بها لجنة الأوراق المالية والبورصة في الولايات المتحدة، لتحل محل الخليط الحالي من السلطات الوطنية».

وقالت لاغارد: «ستحتاج إلى تفويض واسع النطاق، بما في ذلك الإشراف المباشر، للتخفيف من المخاطر النظامية التي تُشكّلها الشركات الكبيرة عبر الحدود والبنية التحتية للسوق، مثل الأطراف المقابلة المركزية في الاتحاد الأوروبي». ودعت أيضاً إلى إنشاء سجل واحد، يُعرف في لغة السوق بـ«الشريط»؛ لتسجيل تداولات الأوراق المالية الأوروبية. وقالت: «إن إنشاء شريط أوروبي موحد يمكن أن يشجع التحول نحو بنية تحتية أكبر للسوق المتكاملة عبر الحدود ومجموعات التبادل».

وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات من البنك المركزي الأوروبي، يوم (الجمعة)، أن فائض الحساب الجاري المعدل لمنطقة اليورو توسع قليلاً في سبتمبر (أيلول) الماضي، إذ عوّض ارتفاع الدخل الأولي انخفاضاً طفيفاً في الفائض التجاري.

وازداد الفائض إلى 31.23 مليار يورو (33.9 مليار دولار) في سبتمبر، من 30.81 مليار يورو في أغسطس (آب) السابق عليه. واستناداً إلى الأرقام غير المعدلة، فقد ارتفع إلى 40.78 مليار يورو من 33.74 مليار يورو.

وفي الـ12 شهراً حتى سبتمبر، اتسع فائض الحساب الجاري لمنطقة اليورو إلى 1.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للكتلة، بعد عجز قدره 0.2 في المائة في الأشهر الـ12 حتى أغسطس.

وتأتي دعوات لاغارد في حين يبدو أنه استكمال لحديثها يوم الخميس، حين دعت دول منطقة اليورو إلى «استباق» تهديدات تحدق بالاستقرار المالي، على خلفية معدلات الفائدة المرتفعة لمواجهة التضخم.

وقالت لاغارد إن «النظام المالي الأوروبي تجنب حتى الآن السيناريو الأسوأ الذي تحصل فيه تهديدات خطرة بالتزامن». وأضافت: «لكن على أصحاب القرار السياسيين أن يستبقوا ويظلوا يقظين إزاء المخاطر المرتبطة بالاستقرار المالي عند ظهورها».

وكانت لاغارد تتحدث بصفتها رئيسة اللجنة الأوروبية لمخاطر المنظومات المالية، التي سبق لها أن وجهت في سبتمبر 2022، تحذيراً غير مسبوق منذ أكثر من عقد للقطاع المالي الأوروبي، لكي «يستعد» لمواجهة «سيناريوهات مخاطر شديدة». وكانت تلك السيناريوهات أكثر احتمالاً حينها بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، والتغير السريع في معدلات الفائدة لمواجهة التضخم.

لكن الهزات التي شهدتها المنظومة المالية العالمية بقيت منذ عام خارج منطقة اليورو، وتمثلت في إفلاس مصارف في الولايات المتحدة، وأزمة السندات السيادية في بريطانيا، وأخيراً تقلبات أسعار سندات الخزينة الأميركية.

بيد أن لاغارد حذّرت من أن أرباح المصارف «سوف تتأثر» على المدى المتوسط، «بارتفاع تكاليف التمويل، المرتبطة برفع معدلات الفائدة الرئيسية (للمصرف المركزي الأوروبي) وانخفاض كبير في حجم القروض».

كذلك، نبهت إلى «استمرار النمو الضعيف، والتكاليف المرتفعة لخدمة الدين في الوقت نفسه، وهو ما سيشكل عبئاً متواصلاً على الأسر والشركات الضعيفة، ويزيد من مخاطر القروض» المتعثرة.


مقالات ذات صلة

الصين تطالب واشنطن بـ«تصحيح فوري» للقيود على شركاتها

الاقتصاد مئات من السيارات الكهربائية في طريقها إلى الشحن بمحطة الحاويات الدولية بميناء تايكانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تطالب واشنطن بـ«تصحيح فوري» للقيود على شركاتها

أعربت وزارة التجارة الصينية الاثنين عن استيائها ومعارضتها لقرار الولايات المتحدة بإضافة كثير من الشركات الصينية إلى قوائمها الخاصة بالقيود

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مجموعة من حبات القمح بعد نضجها (وزارة البيئة والمياه والزراعة)

القمح يتصدر الحبوب المزروعة في السعودية بـ1.3 مليون طن خلال 2023

احتل محصول القمح المرتبة الأولى بمساحات الحبوب المزروعة بالسعودية، خلال العام المنصرم، حيث شكل 63.4 في المائة من الإجمالي، وبكمية إنتاج بلغت 1.3 مليون طن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً في «الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية» (الشرق الأوسط)

الخريف: شركات سعودية كبرى أثبتت نجاحاً في تطبيق المسؤولية الاجتماعية

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف إن المسؤولية الاجتماعية هي أداة مهمة لربط الشركات بالمجتمعات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد محافظ «المركزي» في بنغلاديش: سرقة 17 مليار دولار من البنوك في عهد الشيخة حسينة

محافظ «المركزي» في بنغلاديش: سرقة 17 مليار دولار من البنوك في عهد الشيخة حسينة

اتهم رئيس البنك المركزي الجديد في بنغلاديش كبار رجال الأعمال المرتبطين بنظام الشيخة حسينة بسحب 17 مليار دولار من القطاع المصرفي أثناء حكمها.

«الشرق الأوسط» (داكا)
الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (الشرق الأوسط)

الفالح: 45 مليار دولار حجم الاستثمارات والمساعدات التنموية السعودية في أفريقيا

قال وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، إن المملكة ستعمل مع أفريقيا لخلق فرص جيدة مع المستثمرين، مبيناً أن السعودية لديها استثمارات ومساعدات تنموية بالمليارات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أسهم «أوكيو» العمانية تهوي 9 % بعد أكبر طرح عام أولي في تاريخ السلطنة

مقر بورصة مسقط (إكس)
مقر بورصة مسقط (إكس)
TT

أسهم «أوكيو» العمانية تهوي 9 % بعد أكبر طرح عام أولي في تاريخ السلطنة

مقر بورصة مسقط (إكس)
مقر بورصة مسقط (إكس)

هوت أسهم شركة أوكيو للاستكشاف والإنتاج العمانية، 9 في المائة، خلال أول أيام تداولها ببورصة مسقط، اليوم الاثنين، بعد أن جمعت الشركة 2.03 مليار دولار في طرح عام أولي، وهي أكبر عملية إدراج في تاريخ عمان.

وطرحت الشركة، وهي جزء من مجموعة الطاقة الحكومية، حصة نسبتها 25 في المائة، بلغ سعر السهم فيها 390 بيسة عمانية (1.01 دولار)، وهو الأعلى في نطاق السعر الاسترشادي.

وزاد الطلب 2.7 مرة تقريباً عن العرض، بما في ذلك من المستثمرين الرئيسيين. واستحوذ ستة مستثمرين رئيسيين على خُمس العرض، والذي جذب أوامر بقيمة 5.4 مليار دولار، في المجموع.

وانخفض سهم الشركة، اليوم، 8.7 في المائة ليسجل 356 بيسة، بحلول 09:00 بتوقيت غرينتش، ما أدى إلى تراجع المؤشر العماني 0.1 في المائة.

وتخوض سلطنة عُمان حملة خصخصة طَموح مع نحو 30 أصلاً في طور الطرح.

وأفادت «بلومبرغ نيوز» بأن «أوكيو» تستعد لإدراج وحدتها للميثانول والغاز البترولي المُسال، في الأيام المقبلة. وتشمل الصفقات الأخرى المقرر طرحها شركة الخدمات اللوجستية «مجموعة أسياد»، وشركة عمان لنقل الكهرباء.