اليابان تتحضر لإصدار سندات بـ60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية

توجهات لرفع نسبة الاعتماد على الدين في الموازنة إلى 35 %

اليابان تتحضر لإصدار سندات بـ60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية
TT

اليابان تتحضر لإصدار سندات بـ60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية

اليابان تتحضر لإصدار سندات بـ60 مليار دولار لتمويل حزمتها الاقتصادية

من المقرر أن تصدر اليابان ما يقرب من 9 تريليونات ين (59.8 مليار دولار) من السندات في ميزانيتها الإضافية الثانية لتمويل حزمة اقتصادية مزمعة بقيمة 13.2 تريليون ين، لتخفيف ضغوط ارتفاع تكاليف المعيشة، بحسب ما أشارت إليه «رويترز» يوم الأربعاء.

وأظهرت مسودة رسمية أن الإصدار الإضافي، الذي تبلغ قيمته نحو 8.9 تريليون ين سيرفع إجمالي إصدار السندات الحكومية اليابانية لهذه السنة المالية إلى نحو 44.5 تريليون ين.

وأثارت خطة الإنفاق، التي تتضمن تخفيضات مؤقتة على ضريبة الدخل، مخاوف من أنها قد تزيد من الضغط على الوضع المالي لليابان، وربما تعرقل هدف الحكومة المتمثل في تحقيق التوازن في موازنتها الأولية بحلول العام المنتهي في مارس (آذار) 2026.

وأظهرت المسودة أنه سيتم رفع نسبة الاعتماد على الدين في الموازنة السنوية إلى ما يقرب من 35 في المائة.

والإصلاح المالي مهمة ملحة لحكومة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا المثقلة بأكبر دين عام في الدول الصناعية الكبرى، حيث يتجاوز حجمه ضعف حجم ثالث أكبر اقتصاد في العالم.

وكانت الجولات المتعددة من الإنفاق الإضافي الضخم على الميزانية في الأعوام الأخيرة سبباً في تفاقم الوضع المالي العام المتردي بالفعل في اليابان.

وفي خبر آخر ذي صلة، يبدو أنه من المقرر أن تخصص اليابان نحو تريليوني ين (13.3 مليار دولار) في الموازنة الإضافية لدعم قدرتها على تصنيع وتأمين أشباه الموصلات في الداخل، طبقاً لمسؤولين حكوميين على صلة بالأمر.

ومن إجمالي المبلغ، سيتم تخصيص نحو 760 مليار ين لصندوق لدعم الإنتاج الضخم للرقائق، وهي الأموال التي يمكن استخدامها لدعم مصنع ثان لشركة «تصنيع أشباه الموصلات» التايوانية، في كوماموتو، بجنوب غربي اليابان، حسب مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها، بسبب سرية الموضوع، حسب وكالة «بلومبرغ» يوم الأربعاء.

وأضافت المصادر أنه سيتم استخدام نحو 640 مليار ين، لصندوق آخر لدعم أبحاث الرقائق المتطورة. وتابعت المصادر أن هذا الصندوق يمكن استخدامه في مشروع الرقائق المحلي الياباني «رابيدوس كورب». وسيتم تخصيص نحو 570 مليار ين، لصندوق منفصل لدعم الإمداد المستقر من الرقائق إلى اليابان.

وتابعت المصادر أن تلك الأرقام لن يتم الانتهاء منها، حتى يوافق مجلس الوزراء على الميزانية الإضافية يوم الجمعة. وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية «إن إتش كيه» قد أعلنت عن تخصيص الميزانية في وقت سابق يوم الأربعاء.


مقالات ذات صلة

العجز التجاري للمغرب يرتفع 5.2 % في الأشهر العشرة الأولى من العام

الاقتصاد يمر الناس أمام محلات الهدايا التذكارية في مراكش (رويترز)

العجز التجاري للمغرب يرتفع 5.2 % في الأشهر العشرة الأولى من العام

أشار مكتب الصرف، الهيئة المنظمة للصرف الأجنبي بالمغرب، في تقريره الشهري، إلى أن العجز التجاري السنوي للبلاد قد ارتفع بنسبة 5.2 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد متسوقون في السوق المصرية بإسطنبول (إعلام تركي)

تركيا: تضخم إسطنبول يعطي مؤشراً على استمرار الاتجاه الصعودي في نوفمبر

سجل معدل التضخم في أسعار المستهلكين بمدينة إسطنبول التي تعد كبرى مدن تركيا 57.99 % خلال نوفمبر على أساس سنوي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

ارتفعت الأسهم الفرنسية اليوم الاثنين، عاكسةً بذلك الانخفاضات السابقة، إذ مثّلت تنازلات الموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة لحزب التجمع بارقة أمل للمستثمرين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد عامل يفحص بعض الماكينات في مصنع صغير بمدينة هيغاشيوساكا اليابانية (رويترز)

تسارع الإنفاق الرأسمالي الياباني في الربع الثالث

تسارع إنفاق الشركات اليابانية على المصانع والمعدات في الربع الثالث؛ مما يشير إلى أن الطلب المحلي القوي يدعم التعافي الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد علم الصين أمام لوحة إلكترونية مصنعة محلياً (رويترز)

أميركا توجه ضربة جديدة لقطاع الرقائق الإلكترونية الصيني

قال مصدران مطلعان إن الولايات المتحدة ستطلق حملة إجراءات صارمة هي الثالثة لها خلال ثلاث سنوات على قطاع أشباه الموصلات في الصين

«الشرق الأوسط» (عواصم)

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
TT

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)

ارتفعت الأسهم الفرنسية، يوم الاثنين، عاكسةً بذلك الانخفاضات السابقة، إذ مثّلت تنازلات الموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة الفرنسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بارقة أمل للمستثمرين القلقين من الاضطرابات السياسية المحلية.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.6 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بحلول الساعة 12:51 (بتوقيت غرينتش)، في حين زاد مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.3 في المائة بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1 في المائة في وقت سابق من الجلسة، وفق «رويترز».

وقدم رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه، تنازلاً كبيراً آخر لحزب مارين لوبان، اليميني المتطرف، إذ قرر التراجع عن التخفيضات المخطط لها في تعويضات الأدوية في محاولة أخيرة لتمرير مشروع قانون الموازنة لعام 2025.

ويعد هذا التنازل الثالث على الأقل من بارنييه بعد أن ألغى زيادة أسعار الكهرباء التي كانت تقدَّر بنحو 3 مليارات يورو الأسبوع الماضي، واتفق على تقليص المساعدات الطبية المجانية للمهاجرين غير الشرعيين.

وقال كبير محللي السوق في «سويسكوت بنك»، إيبيك أوزكارديسكايا: «الآن الأمر متروك للوبان لقبول ذلك، لأنها لا تزال لديها مطالب أخرى. ربما يكون بارنييه يختبر السوق لمعرفة كيفية استيعاب التنازلات الثقيلة».

وأضافت: «ما زلت أرى أن المخاطر تميل إلى الجانب السلبي حتى يظهر شخص ما ويعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق».

ومع هذه الأخبار، قلَّصت البنوك الفرنسية خسائرها، حيث انخفضت أسهم «كريدي أغريكول» و«بي إن بي باريبا» بنسبة 0.1 و0.3 في المائة على التوالي.

وفي وقت سابق من اليوم، تدهورت معنويات المستثمرين تجاه الأصول الفرنسية بشكل حاد، إذ قال رئيس حزب التجمع الوطني، غوردان بارديلا، إن الحزب سيُجبر حكومة بارنييه على الانهيار ما لم يستجب لمطالبهم بشأن الميزانية في «معجزة اللحظة الأخيرة».

هل سيتم سحب الثقة؟

وفي فترة ما بعد ظُهر الاثنين، من المقرر أن يصوِّت البرلمان على جزء رئيسي من الموازنة، وهو مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي.

ودون الأصوات اللازمة لتمرير مشروع قانون الضمان الاجتماعي، قد يلجأ بارنييه إلى المادة 49.3 من الدستور، مما سيمكّنه من تمرير التدبير دون تصويت.

ومع ذلك، سيؤدي ذلك إلى تقديم اقتراح لسحب الثقة، وهو ما قد يستخدمه حزب التجمع الوطني واليسار للإطاحة بحكومته في أقرب وقت يوم الأربعاء. ولم يتم إجبار أي حكومة فرنسية على الخروج من خلال مثل هذا التصويت منذ عام 1962.

وبدلاً من ذلك، قد يقرر بارنييه المضي قدماً في التصويت. و إذا رُفض المشروع، سيعود إلى مجلس الشيوخ لإجراء مزيد من التعديلات. ومع ذلك، يمكن للأحزاب تقديم اقتراح لسحب الثقة حتى إذا تجنب بارنييه استخدام المادة 49.3 هذه المرة.

وقد ثبت أن مشروع قانون الموازنة يشكّل نقطة ضعف لبارنييه، الذي يجب عليه إرضاء نواب البرلمان المنقسمين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على استقرار المستثمرين الذين يشعرون بالقلق حيال خطط تقليص العجز إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي في 2025 بعد أن تجاوز 6 في المائة هذا العام.

ودعا غابرييل أتال، سلف بارنييه في منصب رئيس الوزراء ورئيس النواب التابعين لماكرون في الجمعية الوطنية، حزب التجمع الوطني واليسار إلى التراجع عن اقتراح سحب الثقة.

وكتب في تغريدة على «إكس»: «عدم الاستقرار هو سُمٌّ بطيء، سيهاجم تدريجياً جاذبيتنا الاقتصادية، وصدقيتنا المالية، والثقة التي جرى تقويضها بالفعل لدى الفرنسيين في مؤسساتهم».