غالبية شركات العالم لا تظهر التزاماً بإرشادات الأمم المتحدة للمناخ

التوصل إلى تسوية بشأن صندوق «الخسائر والأضرار» قبل «كوب 28»

سيدة تسير في منطقة تعرضت للجفاف العنيف في إحدى مناطق الهند (أ.ب)
سيدة تسير في منطقة تعرضت للجفاف العنيف في إحدى مناطق الهند (أ.ب)
TT

غالبية شركات العالم لا تظهر التزاماً بإرشادات الأمم المتحدة للمناخ

سيدة تسير في منطقة تعرضت للجفاف العنيف في إحدى مناطق الهند (أ.ب)
سيدة تسير في منطقة تعرضت للجفاف العنيف في إحدى مناطق الهند (أ.ب)

أظهر تقرير يوم الاثنين أن نصف أكبر شركات مدرجة في العالم، من أصل 2000 شركة، وضعت هدفاً للوصول إلى صفر انبعاثات بحلول منتصف القرن، لكن نسبة صغيرة فقط من هذه الشركات تلتزم بإرشادات الأمم المتحدة بشأن مما يشكل تعهداً بالجودة.

ووفقاً لمجموعة بيانات مستقلة تشمل مؤشر جامعة أكسفورد «نت زيرو تراكر» لرصد الانبعاثات، فإن الشركات التي حددت أهدافاً من تلك المدرجة على مؤشر «فوربس 2000» زاد عددها بقوة بنسبة 40 في المائة إلى ما يزيد على ألف شركة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، من نحو 700 في يونيو (حزيران) 2022، بما يشمل نحو ثلثي الإيرادات أو ما يوازي 27 تريليون دولار.

لكن أربعة في المائة فقط من الأهداف تفي بالمعايير التي وضعتها حملة الأمم المتحدة التي تحمل اسم «السباق نحو صفر انبعاثات»، على سبيل المثال من خلال تغطية جميع الانبعاثات والبدء في الحد منها على الفور وإجراء تحديث سنوي حول التقدم المحرز في الأهداف المؤقتة وطويلة الأجل.

من المقرر أن تكون وتيرة تنفيذ الحكومات والشركات لهذا التغير في محور محادثات مؤتمر المناخ «كوب 28» في دبي والذي سينطلق في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال جون لانغ رئيس مشروع «نت زيرو تراكر»: «ظهر مسار واضح للوصول لصفر انبعاثات. أصبحت أهدافاً لا تحصى للوصول لهذه الغاية في النور، لكن يمكننا الآن أن نقول على وجه التأكيد إن أكبر شركات العالم المدرجة أصبحت على الجانب الصحيح في هذا الصدد».

ولا يتتبع «نت زيرو تراكر» الشركات فحسب، بل وأيضاً التعهدات التي قدمتها الدول والولايات والمناطق والمدن من خلال تحليل البيانات الآلية والبشرية.

ويتزامن التقرير مع الإعلان عن توصل دول الشمال والجنوب إلى تسوية هشة بشأن الصندوق المستقبلي المعني بـ«الخسائر والأضرار» المناخية للدول الضعيفة، ما يمهد الطريق لإبرام اتفاق في مؤتمر «كوب 28» في دبي حول هذه القضية الحاسمة لنجاح الاجتماع.

واعتُبر اعتماد فكرة إنشاء هذا الصندوق من حيث المبدأ النتيجة الرئيسية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين في مصر العام الماضي، وتم تكليف لجنة انتقالية بالمناقشات حول تنفيذه من حيث التشغيل والجهات المانحة والمستفيدين وغيرها من التفاصيل.

ومساء السبت، اختتمت الجلسة الخامسة والأخيرة لهذه اللجنة حول إنشاء الصندوق باعتماد نصّ خلال جلسة عامة تم بثها عبر الإنترنت رغم تحفظات الولايات المتحدة وعدة دول نامية، حسبما لاحظت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويقترح النص إنشاء الصندوق بشكل مؤقت، لمدة أربع سنوات، على مستوى البنك الدولي، وهو ما قوبل برفض شديد في البداية من الدول النامية التي تتهم المؤسسة بأنها أداة في أيدي الغرب ولا تلبي احتياجاتها.

وقال الرئيس الإماراتي لمؤتمر «كوب 28» سلطان الجابر في رسالة للوفود في نهاية الاجتماع: «من الضروري الآن أن نقوم بسرعة بتفعيل الصندوق ورسملته» لأن «العالم لا يحتاج إلى حساب مصرفي فارغ»، بل إلى «صندوق تشغيلي يمكن أن يحدث فرقاً حقيقياً».

ولا يزال يتعين وضع اللمسات النهائية على نصّ التوصيات والموافقة عليه من البلدان في مؤتمر «كوب 28».

وقال المندوب المصري محمد نصر خلال الاجتماع: «رغم أننا قبلنا النص، فهو لا يلبّي العديد من طلبات الدول النامية، بدءاً من حجم الصندوق ومصادر التمويل وما إلى ذلك».

وقال هارجيت سينغ من شبكة العمل المناخي «كلايمت أكشن نتوورك» غير الحكومية لوكالة الصحافة الفرنسية إن «التوصيات ضعيفة لأنها لا تذكر حجم الصندوق ولا خطة رسملة واضحة». وأضاف: «بالإضافة إلى ذلك، تسعى الولايات المتحدة إلى أن تكون العضوية طوعية للدول المتقدمة»، بينما دافع مندوبون من دول الجنوب عن المساهمة الإلزامية، بحكم المسؤولية التاريخية الكبرى للدول الغنية في انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.

وبموجب هذه المسؤولية التاريخية التي ثبّتتها اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، تعهدت الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار من المساعدات السنوية للدول النامية.

لكن فشلها حتى الآن في الوفاء بهذا الوعد أصبح سبباً رئيسياً للتوتر في مفاوضات المناخ، الأمر الذي أثار مخاوف من مساهمة محدودة من جانب الدول الغنية في الصندوق الجديد.

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية يوم السبت: «من المهم أن يتمكن هذا الصندوق من تلقي مساهمات مالية من أوسع مروحة ممكنة من المصادر، بما في ذلك المصادر المبتكرة مثل أسواق الكربون وآليات الضرائب الدولية وغيرها».

وتندرج هذه الحجة الأميركية التي يتشاركها أيضاً الاتحاد الأوروبي، في إطار النقاش حول ضرورة توسيع مصادر التمويل للتكيّف مع التغير المناخي والتحول في الطاقة في دول الجنوب التي تُقدّر احتياجاتها بتريليونات الدولارات، أي ما يزيد 100 مرة عن المساعدات الحكومية التي تقدّمها دول الشمال.


مقالات ذات صلة

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

المشرق العربي قتلى ومفقودون إثر انجراف منازلهم بسبب السيول غرب محافظة ذمار اليمنية (إكس)

31 قتيلاً في اليمن جراء السيول وانفجار صهريج غاز

لقي 28 يمنياً حتفهم جراء سيول ضربت غرب محافظة ذمار الخاضعة للحوثيين، كما أدى انفجار صهريج غاز في مدينة عدن، حيث العاصمة المؤقتة للبلاد، إلى مقتل 3 أشخاص.

«الشرق الأوسط» (عدن)
بيئة من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل (رويترز)

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

قررت منظمتان بيئيتان رفع دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية لأنها حددت أهدافاً مناخية «غير كافية» للدول الأعضاء في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس المناخي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
يوميات الشرق الجزيئات النانوية الذكية تتمتع بخصائص فريدة لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها (بي بي سي)

تقنية واعدة للحد من الاحتباس الحراري

طوّرت شركة لتكنولوجيا المناخ بالمملكة المتحدة جزيئات نانوية ذكية يمكن «برمجتها» لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها، بهدف الحد من تأثيرات تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الثلج متنفَّس أيضاً (أ.ف.ب)

مدريد تتيح التزلُّج على وَقْع الصيف الحارق

فيما تتجاوز الحرارة في مدريد 30 درجة، يرتدي عدد من رواد منتجع التزلّج الداخلي «سنوزون» بزات التزلّج وينتعلون الأحذية الخاصة ويضعون القفازات، متجاهلين قيظ الصيف.

«الشرق الأوسط» (أرويومولينوس إسبانيا)
يوميات الشرق يتميّز الجل الجديد بأنه آمن وغير سام (جامعة ستانفورد)

جِل يحمي المباني من حرائق الغابات المتاخمة

طوّر باحثون في جامعة «ستانفورد» الأميركية جلاً مائياً جديداً يمكنه أن يُحدث ثورة في مجال حماية المباني خلال حرائق الغابات المتاخمة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

واردات الوقود باهظة الثمن تتسبب في ضائقة مالية لشركة النفط الوطنية النيجيرية

الشعار الجديد لشركة النفط النيجيرية يظهر بمحطة وقود عملاقة في أبوجا (رويترز)
الشعار الجديد لشركة النفط النيجيرية يظهر بمحطة وقود عملاقة في أبوجا (رويترز)
TT

واردات الوقود باهظة الثمن تتسبب في ضائقة مالية لشركة النفط الوطنية النيجيرية

الشعار الجديد لشركة النفط النيجيرية يظهر بمحطة وقود عملاقة في أبوجا (رويترز)
الشعار الجديد لشركة النفط النيجيرية يظهر بمحطة وقود عملاقة في أبوجا (رويترز)

قالت شركة النفط الوطنية النيجيرية إنها تواجه ضغوطاً مالية تجعلها غير قادرة على استيراد البنزين إلى أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، والتي شهدت ندرة الوقود لأسابيع في محطات البيع بالتجزئة.

يأتي ذلك بعد أن أعلنت شركة النفط الوطنية النيجيرية المحدودة (NNPC)، المستورد الوحيد للمنتجات المكررة في البلاد، في أغسطس (آب) عن أرباح قياسية لعام 2023، لكنها حذرت من أنها تغطي العجز في فاتورة استيراد البنزين الحكومية.

وذكرت وكالة «رويترز» في أوائل يوليو (تموز) أن ديون شركة النفط النيجيرية الوطنية لتجار النفط تجاوزت 6 مليارات دولار، وهو ما تضاعف منذ أوائل أبريل (نيسان)، حيث كافحت لتغطية الفجوة بين أسعار المحطات الثابتة وتكاليف الوقود العالمية.

وألقت الشركة باللوم على العقبات التشغيلية في طوابير الوقود الطويلة. وقال المتحدث باسم شركة النفط النيجيرية الوطنية أولوفيمي سوني في بيان في وقت متأخر يوم الأحد: «لقد فرض هذا الضغط المالي ضغوطاً كبيرة على الشركة، وهو ما يشكل تهديداً لاستدامة إمدادات الوقود».

وكان الرئيس بولا تينوبو ألغى دعم البنزين المكلف، ولكنه شعبي، العام الماضي عندما تولى منصبه، وذلك بهدف خفض الإنفاق الحكومي. ولكنه أعاد تقديم الدعم جزئياً بعد ارتفاع التضخم بشكل كبير، مما أدى إلى تفاقم أزمة تكاليف المعيشة، وتأجيج التوتر بين السكان.

وقال صندوق النقد الدولي إن دعم الوقود قد يكلف نيجيريا ما يصل إلى 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، حيث لم تواكب الزيادات في أسعار المحطات تكلفتها بالدولار.

وتتوقع الدولة الواقعة في غرب أفريقيا أن تنفق على الأرجح 5.4 تريليون نيرة (3.7 مليار دولار) هذا العام - أي أكثر بنسبة 50 في المائة من عام 2023 - للحفاظ على أسعار البنزين ثابتة، مع الاقتراض لسد الفجوات في موازنتها، حسبما جاء في مسودة وثيقة في يونيو (حزيران).

وقالت شركة النفط النيجيرية الوطنية: «نحن نتعاون بنشاط مع الوكالات الحكومية ذات الصلة وأصحاب المصلحة الآخرين للحفاظ على إمدادات ثابتة من المنتجات البترولية على مستوى البلاد».