تقنية واعدة للحد من الاحتباس الحراري

الجزيئات النانوية الذكية تتمتع بخصائص فريدة لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها (بي بي سي)
الجزيئات النانوية الذكية تتمتع بخصائص فريدة لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها (بي بي سي)
TT

تقنية واعدة للحد من الاحتباس الحراري

الجزيئات النانوية الذكية تتمتع بخصائص فريدة لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها (بي بي سي)
الجزيئات النانوية الذكية تتمتع بخصائص فريدة لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها (بي بي سي)

طوّرت شركة لتكنولوجيا المناخ بالمملكة المتحدة جزيئات نانوية ذكية يمكن «برمجتها» لامتصاص الغازات الدفيئة وتخزينها، بهدف الحد من تأثيرات تغير المناخ.

وتحتجز الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، الحرارة في الغلاف الجوي للأرض، ما يؤدي إلى الاحتباس الحراري وتغير المناخ، ويسبب اضطرابات مناخية شديدة تؤثر سلباً على النظم البيئية والاقتصادات البشرية.

وتعمل شركة «بروميثيان بارتكلز» في نوتنغهام، على تطوير هياكل معدنية عضوية (MOFs)، وهي جزيئات نانوية ذات مساحة سطحية داخلية كبيرة للغاية، وفق «بي بي سي».

وتتكون تلك الهياكل من معادن ترتبط بجزيئات عضوية، ما يُشكل بنية ذات مساحات سطحية كبيرة جداً، ويمكن تخيُّل هذه البنية بصفتها شبكة ثلاثية الأبعاد تحتوي على فراغات كثيرة يمكنها أن تحتجز جزيئات الغازات الدفيئة بداخلها.

فيما تحتوي الجزيئات العضوية على مساحات سطحية كبيرة داخلية رغم صغر حجمها الكلي، وهذا يعني أن الجدران الداخلية للمسامات تحتوي على مساحة سطحية هائلة، يمكن أن تصل لمئات أو آلاف الأمتار المربعة لكل واحد غرام من المادة.

وتحتوي ملعقة صغيرة من هذه الجزيئات على مساحة تعادل ملعبين للتنس، وهذا يُشير إلى أن هذه المسامات داخل الجزيئات توفر مساحة سطحية كبيرة جداً، بحيث لو فردنا كل هذه الجدران على سطح مستوٍ، فإن المساحة التي ستغطيها تعادل مساحة ملعبين للتنس.

وحصلت الشركة على استثمار بقيمة 8 ملايين جنيه إسترليني لتوسيع إنتاجها لتلك الجزيئات، ويهدف هذا الاستثمار لبناء منشأة تصنيع أكبر، وتوسيع فريق الشركة، فضلاً عن تخفيض تكلفة هذه الجزيئات من عشرات الآلاف من الجنيهات إلى 25 جنيهاً للكيلوغرام الواحد فقط، وذلك باستخدام معادن رخيصة ومتاحة على نطاق واسع مثل الزنك والمغنيسيوم.

وصرح جيمس ستيفنسون، الرئيس التنفيذي للشركة لـ«بي بي سي»، بأن هذه المواد لديها إمكانات هائلة في مجموعة واسعة من التطبيقات، ويمكن تعديل خصائصها الداخلية لتصبح «لاصقة» لغازات معينة.

وفي العالم الواقعي، يمكن استخدام هذه الجزيئات النانوية لفصل وتخزين كميات كبيرة من الغازات، ما يسهم في تقليل التأثير البيئي لصناعات مثل الإسمنت والمعادن والطاقة.

وتُستخدم تلك الجزيئات بالفعل في وحدة اختبارية لالتقاط الكربون في محطة «Drax» لتوليد الطاقة في يوركشاير؛ إذ يجري اختبار التكنولوجيا بوصفها جزءاً من الجهود المبذولة لتحقيق مستقبل محايد للكربون في المملكة المتحدة.

ورغم التحديات التي تواجهها مشاريع احتجاز وتخزين الكربون، من حيث التكلفة العالية وكثافة استهلاك الطاقة، فإن النجاح في إنتاج هذه الجزيئات بتكلفة منخفضة ربما يمثل تغييراً جذرياً في هذا المجال، ما يوفر فرصة واعدة لتقليل الانبعاثات والحد من الاحتباس الحراري في المستقبل القريب.


مقالات ذات صلة

تحذيرات من دخول العالم «عصراً مناخياً جديداً» من الاحترار

بيئة رجل يشرب المياه تحت درجات الحرارة المرتفعة في البرازيل (أ.ف.ب)

تحذيرات من دخول العالم «عصراً مناخياً جديداً» من الاحترار

في عام 2024 شهد العالم احتراراً تخطّى 1.5 درجة مئوية، وقد أكدت دراستان نُشرتا الاثنين أن تجاوز هذه العتبة التي حددها «اتفاق باريس للمناخ» وارد على المدى البعيد.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة حريق باليساديس يجتاح حياً وسط رياح قوية في حي باسيفيك باليساديس في لوس أنجليس الثلاثاء 7 يناير 2025 (أ.ب)

تقرير: شهر يناير شهد ارتفاعاً غير متوقع في درجات الحرارة

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن درجات الحرارة التي شهدها شهر يناير (كانون الثاني) كانت أعلى بمقدار 0.1 درجة مئوية عن الرقم القياسي المسجل في يناير 2024

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة الرقم القياسي المفاجئ يتزامن مع دراسة جديدة تؤكد أن الاحتباس الحراري يتسارع (أ.ف.ب)

العالم يسجل رقماً قياسياً جديداً لدرجات الحرارة في يناير

سجَّل العالم رقماً قياسياً جديداً في درجات الحرارة لشهر يناير (كانون الثاني)، رغم البرودة غير المعتادة في الولايات المتحدة، وظاهرة «لا نينيا».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
الاقتصاد شركة النفط الوطنية «إيكوبترول» (رويترز)

كولومبيا تلغي مشروعاً نفطياً مشتركاً مع شركة أميركية بسبب «مخاوف بيئية»

أمر الرئيس الكولومبي جوستافو بيترو، شركة النفط الحكومية «إيكوبترول» بإلغاء مشروع مشترك مع شركة أميركية كان من المتوقع أن ينتج نحو 90 ألف برميل من النفط يومياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الملك تشارلز الثالث (رويترز)

الملك تشارلز الثالث يتعاون مع «أمازون» لإنتاج فيلم وثائقي

سيشارك ملك بريطانيا تشارلز الثالث في فيلم وثائقي عبر منصة «أمازون برايم» يخصَّص لنشاطاته الخيرية خصوصاً فيما يتعلق بالمناخ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المتحف المصري يختار «المومياء الصارخة» قطعة الشهر

قطعة الشهر في المتحف المصري (صفحة المتحف على فيسبوك)
قطعة الشهر في المتحف المصري (صفحة المتحف على فيسبوك)
TT

المتحف المصري يختار «المومياء الصارخة» قطعة الشهر

قطعة الشهر في المتحف المصري (صفحة المتحف على فيسبوك)
قطعة الشهر في المتحف المصري (صفحة المتحف على فيسبوك)

اختار المتحف المصري بالتحرير قطعة «المومياء الصارخة» للعرض عند مدخل الزيارة بوصفها قطعة مميزة طوال شهر، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى التسعين للصداقة بين مصر وسويسرا، وفي هذا الصدد نظمت السفارة السويسرية بالقاهرة بالتعاون مع جامعة زيوريخ ندوة عن دراسة المومياوات المصرية القديمة بالمتحف المصري بالتحرير، وذلك بمناسبة مرور ثلاثين عاماً من التعاون بين المشروع السويسري للمومياوات (SMP) والشركاء المصريين.

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، إن «التعاون المصري السويسري في مجال الآثار يقترب من مائة عام في مجال الحفائر والعرض المتحفي والدراسات الأثرية»، مؤكداً في تصريحات صحافية، الأحد، على استمرار هذا التعاون والوصول به إلى آفاق أرحب.

وتضمنت الاحتفالية كلمات لعالم المصريات ووزير الآثار المصري الأسبق الدكتور زاهي حواس، ومحاضرات ألقاها كل من البروفسور الدكتور فرانك ريولي والدكتور توماس بوني مؤسسي مشروع SMP، وعدد من المتخصصين.

وأكد الدكتور فرانك ريولي أن «الأبحاث الطبية الحيوية السويسرية المصرية المشتركة في مجال دراسات المومياوات ساعدتنا في فك رموز التاريخ المهم لصحة الإنسان وأمراضه».

ولفت مدير المتحف المصري، الدكتور علي عبد الحليم، إلى دور المتحف المصري الفعال في التعاون المصري السويسري في مجال دراسات المومياوات، وما يمثله هذا النوع من الفعاليات الثقافية العلمية التي يشارك فيها المتخصصون في رفع الوعي الأثري لدى العاملين في مجال الآثار وغيرهم، لا سيما أنها تجمع بين علوم الآثار وعلوم الطب، وكيف تقوم هذه الفعاليات المشتركة بتعزيز التعاون الدولي.

المومياء الصارخة في مدخل الزيارة بالمتحف المصري (صفحة المتحف على فيسبوك)

وعَدّ في بيان نشرته وزارة السياحة والآثار، الأحد، «تنظيم مثل هذه الندوات والأحداث العلمية يعزز التعاون الأكاديمي بين مصر وسويسرا، ويساعد في تبادل المعرفة والخبرات في مجال دراسة المومياوات، كما أنه يساهم في توعية الأجيال الجديدة بأهمية تاريخ وحضارة مصر القديمة، وما تحويه من أسرار عن آليات التحنيط، مما يعزز الاهتمام بالتراث الثقافي وتاريخ مصر القديمة».

ونظم المتحف المصري ورشاً تعليمية للأطفال حول التحنيط في مصر القديمة، كما أقيمت جولات إرشادية متخصصة بالتنسيق مع السفارة السويسرية في القاهرة، سلطت الضوء على التحنيط في مصر القديمة من خلال مجموعة المتحف المصري.

وتم تأسيس المشروع السويسري للمومياوات عام 1995 بجامعة زيوريخ، وهو مشروع يرتبط بأبحاث الطب الحيوي في مجال دراسة المومياوات، «مما أدى إلى تقدم كبير في فهم المومياوات المصرية القديمة».

وتعد المومياء الصارخة من القطع المميزة في المتحف المصري بميدان التحرير، و«بتحليل الحمض النووي لهذه المومياء ولمومياء الملك رمسيس الثالث، عُرفت علمياً باسم (مومياء الرجل المجهول E للأمير بنتاؤور)»، الذي دبر مكيدة قتل والده الملك رمسيس الثالث. وعُثر عليها بخبيئة المومياوات الملكية بالدير البحري، ولم تكن ملفوفة بلفائف الكتان الأبيض الفاخر مثل عادة المومياوات الأخرى، كما وجدت مربوطة اليدين والرجلين بحبال من الجلد ولم يتم تحنيطها، بل تم الاكتفاء بتجفيفها في ملح النطرون ثم صب الراتنج بداخل الفم المفتوح، وهناك علامات شنق على الرقبة تتطابق مع النص الموجود ببردية «مؤامرة الحريم»؛ وفق ما أورده المتحف تعليقاً على المومياء.