نتيجة للحراك الموسع للحكومة السعودية لتعزيز القطاع السياحي من خلال تسهيل إجراءات السياح القادمين إلى البلاد لاستكشاف المشاريع السياحية التطويرية الراهنة في البلاد، جاءت المملكة ثانياً في نمو عدد السياح الوافدين على مستوى العالم، وذلك في الشهور السبعة الأولى من العام الجاري، مسجلة نسبة نمو قدرها 58 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من 2019.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من نجاح الرياض في استضافة فعاليات يوم السياحة العالمي تحت شعار «السياحة والاستثمار الأخضر»، بحضور أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع والخبراء من 120 دولة.
وبحسب تقرير السياحة العالمي «باروميتر» الصادر عن منظمة السياحة العالمية، (الثلاثاء)، جاء تحقيق المملكة للمركز الثاني كمتابعة للإنجازات المتميزة التي حققتها الدولة في القطاع السياحي، وقيادتها للمشهد العالمي.
وأكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق دون الدعم غير المسبوق الذي تحظى به المنظومة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والمتابعة والاهتمام من قبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.
تسهيل الإجراءات
من جهتهم، قال خبراء لـ«الشرق الأوسط»، إن الإنجازات الدولية المتتالية تعزز مكانة البلاد لقيادة المشهد السياحي على مستوى العالم، مؤكدين أن تسهيل الإجراءات الخاصة بزوار المملكة أسهمت في نمو أعداد السياح الوافدين.
وأوضح الخبراء أن المملكة ستصبح مقصداً للشركات ورؤوس الأموال الأجنبية من أجل الاستثمار في القطاع السياحي، نتيجة لزيادة أعداد السياح الوافدين إلى البلاد التي تتطلب مرافق وخدمات تواكب حجم الإقبال.
وبين المدير العام الرئيس التنفيذي لشركة عبد المحسن الحكير، ماجد الحكير لـ«الشرق الأوسط»، أن تحقيق المملكة للمركز الثاني على مستوى العالم في نمو أعداد السياح الوافدين، يؤكد أن السعودية تقود المشهد السياحي في الوقت الراهن، نظراً للحراك الموسع للاستفادة من نقاط القوة التي تملكها في كل منطقة ومدينة وموقع لجذب السياح الأجانب.
وأكد ماجد الحكير أن الحكومة استطاعت توظيف الخدمات الإلكترونية بشكل لافت لتسهيل الإجراءات الخاصة بالسياح القادمين إلى المملكة، موضحاً أن الإنجازات الدولية وتحقيق مراتب متقدمة في المؤشرات الصادرة عن المنظمة العالمية للسياحة يعززان مكانة البلاد لتصبح ضمن خريطة العالم في السياحة.
وواصل أن المملكة تمتاز بالتنوع التضاريسي والجغرافي، ما يجعلها وجهة جاذبة للزوار الأجانب لاستكشاف كل منطقة وموقع سياحي على حدة، مبيناً أن زيادة استقطاب السياح يغري القطاع الخاص للدخول في المشاريع والمرافق السياحية نظراً لوجود العائد المادي المربح للشركات والمؤسسات.
التنوع الثقافي والتراثي
من ناحيته، ذكر الخبير السياحي مؤسس مجموعة دوين للاستثمار السياحي، ناصر الغيلان لـ«الشرق الأوسط»، أن تحقيق السعودية مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية يجعلها وجهة جاذبة ومغرية للشركات من أجل الدخول إلى السوق السعودية والاستثمار في المرافق السياحية لتتناسب مع حجم الطلب العالي من الزوار القادمين إلى البلاد.
وأضاف ناصر الغيلان أن البلاد تشهد حراك واسعاً فيما يخص التأشيرات عبر إجراءات إلكترونية ميسرة ساهمت في زيادة أعداد السياح الأجانب في السعودية، وتعتبر فرصة للزوار من أجل استكشاف التنوع الثقافي والتراثي، إلى جانب المناطق السياحية الجبلية والبحرية وغيرها.
وتابع مؤسس مجموعة دوين للاستثمار السياحي، أن المملكة أصبحت محط أنظار للعالم، بل وضعت بصمتها في الخريطة الدولية لتكون خياراً مناسباً للزوار الباحثين عن المتعة واستكشاف المناطق الجديدة متنوعة المعالم.
وزاد أن الدولة تحقق رؤيتها وتطلعاتها في القطاع السياحي بتوجه وقيادة حازمة من الحكومة لتصبح محط أنظار للعالم.
مدرسة للسياحة
وكانت الرياض استقبلت في الأسبوع الماضي أكثر من 500 من المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع السياحي والخبراء من 120 دولة، الذين أحيوا يوم السياحة العالمي تحت شعار «السياحة والاستثمار الأخضر»، في حدث وُصف بأنه «الأضخم» منذ أكثر من 43 عاماً.
وأعلن وزير السياحة السعودي في الافتتاح أن القطاع السياحي هو أحد أهم الأنشطة الاقتصادية في العالم، ويمكنه أن يمثّل أكثر من 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لبعض البلدان.
ولفت إلى أن الحكومة السعودية خلقت نحو 200 ألف وظيفة وما زالت بحاجة إلى 800 ألف تتناسب مع حجم الغرف التابعة للفنادق والمنتجات الجديدة. وكشف عن بناء ما يقارب من 500 ألف غرفة جديدة حالياً في مناطق عدة ضمن المشاريع الحكومية العملاقة في «نيوم»، والدرعية، وغيرهما، بالإضافة إلى القطاع الخاص الذي سيضخ المزيد من المشاريع.
وكشف الوزير الخطيب عن إطلاق مدرسة الرياض للسياحة والضيافة بتكلفة مليار دولار، التي ستتمتع بحرم جامعي ضخم على مساحة 5 ملايين متر مربع في منطقة القدية (وسط المملكة).
بدوره، أفاد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، حينها، بأن السعودية هي أول دولة تحتفل بيوم السياحة العالمي بهذا الشكل والضخامة منذ أكثر من 43 عاماً.