اتفاق صندوق النقد مع سريلانكا «في عين العاصفة»

عقب مراجعة أولى كشفت نقص إيرادات الحكومة

الميناء الرئيسي في العاصمة السريلانكية كولومبو (رويترز)
الميناء الرئيسي في العاصمة السريلانكية كولومبو (رويترز)
TT

اتفاق صندوق النقد مع سريلانكا «في عين العاصفة»

الميناء الرئيسي في العاصمة السريلانكية كولومبو (رويترز)
الميناء الرئيسي في العاصمة السريلانكية كولومبو (رويترز)

قال صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء إنه لم يتوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع سريلانكا، في أول مراجعة له بموجب حزمة إنقاذ بقيمة 2.9 مليار دولار، بسبب نقص محتمل في إيرادات الحكومة.

وفي حديثه بعد زيارة للبلاد استمرت أسبوعين، قال رئيس وفد صندوق النقد الدولي بيتر بروير، إن «الشريحة الثانية البالغة نحو 330 مليون دولار في إطار برنامج الإقراض لن يتم الإفراج عنها إلا بعد أن يتوصل صندوق النقد الدولي إلى اتفاق على مستوى الخبراء»، مؤكدا أنه ليس هناك جدول زمني محدد بشأن الموعد المتوقع لذلك.

وقال صندوق النقد الدولي في بيان: «لقد حققت سريلانكا تقدما جديرا بالثناء في تنفيذ الإصلاحات الصعبة والتي هناك حاجة ماسة إليها... وهذه الجهود تؤتي ثمارها حيث يظهر الاقتصاد علامات أولية على الاستقرار». وتابع: «سيواصل الفريق مناقشاته في سياق المراجعة الأولى بهدف التوصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين في المدى القريب».

وقال وفد الصندوق إنه رغم العلامات المبكرة على الاستقرار، فإن التعافي الاقتصادي الكامل ليس مضموناً بعد، ولا يزال زخم النمو ضعيفاً.

وفي الأشهر الستة الماضية شهدت سريلانكا أوقاتا عصيبة على المستوى الاقتصادي. وتحسن الوضع قليلا في الشهر الأخير حيث تراجع التضخم إلى 1.3 في المائة في سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت قيمة عملتها بنحو 12 في المائة، وتحسنت احتياطات النقد الأجنبي.

لكن الجزيرة كافحت من أجل تحسين إيراداتها، مع احتمال اتخاذ إجراءات إضافية في الميزانية القادمة في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ورغم تحسن تعبئة الإيرادات مقارنة بالعام الماضي، قال صندوق النقد إنه من المتوقع أن تقل الإيرادات عن التوقعات الأولية بنحو 15 في المائة بحلول نهاية العام. وأفاد أنه «رغم أن ذلك يرجع جزئياً إلى العوامل الاقتصادية، فإن عبء التصحيح المالي سيقع على الإنفاق العام؛ إذا لم تكن هناك جهود لتعويض هذا النقص. وقد يؤدي ذلك إلى إضعاف قدرة الحكومة على تقديم الخدمات العامة الأساسية، وتقويض الطريق إلى القدرة على تحمل الديون».

وقال الصندوق إن سريلانكا ستحتاج إلى تعزيز الإدارة الضريبية، وإزالة الإعفاءات والقضاء على التهرب الضريبي بشكل فعال لزيادة الإيرادات، وإظهار شكل أفضل للإدارة.

وقبلت سريلانكا عروضا لتبادل نحو 10 مليارات دولار من الديون المحلية المتعثرة بسندات جديدة، مما يجعلها خطوة نحو تلبية متطلبات إعادة هيكلة الديون قبل مراجعة صندوق النقد الدولي. كما عقدت سريلانكا عدة جولات من المحادثات مع حاملي السندات والدائنين الثنائيين، بما في ذلك اليابان والصين والهند، للتوصل إلى اتفاق لإعادة صياغة ديونها الخارجية بعد تعليق السداد في مايو (أيار) من العام الماضي. وتجري مناقشة إعادة هيكلة ديون الجزيرة أيضاً في اجتماع «معهد التمويل الدولي» و«نادي باريس» المقرر عقده في وقت لاحق.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.