اليابان تُصدر مبادئ محدثة لدعم الدمج والاستحواذ

70 % من الشركات في بورصة طوكيو لم تستجب لطلب «تحسين كفاءة رأس المال»

رجل يتابع شاشة إلكترونية تعرض تطورات حركة الأسهم على مؤشرات بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)
رجل يتابع شاشة إلكترونية تعرض تطورات حركة الأسهم على مؤشرات بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)
TT

اليابان تُصدر مبادئ محدثة لدعم الدمج والاستحواذ

رجل يتابع شاشة إلكترونية تعرض تطورات حركة الأسهم على مؤشرات بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)
رجل يتابع شاشة إلكترونية تعرض تطورات حركة الأسهم على مؤشرات بورصة طوكيو في العاصمة اليابانية (أ.ب)

أصدرت الحكومة اليابانية يوم الخميس مبادئ توجيهية جديدة لتشجيع مزيد من عمليات الاندماج والاستحواذ في ثالث أكبر اقتصاد في العالم، حيث تأمل تحفيز الاندماج في الصناعة وتعزيز القدرة التنافسية.

وتحدد المبادئ التوجيهية «قواعد سلوك» لعمليات الاندماج والاستحواذ، وتتخذ إجراءات صارمة ضد بعض التعاملات غير المنضبطة، وتؤكد على أن عروض الاستحواذ ذات المصداقية ينبغي عدم رفضها دون دراسة معمقة.

وقد اجتذبت القواعد الجديدة اهتماماً قوياً من المستثمرين العالميين أو المشترين الاستراتيجيين المحبطين بسبب الإجراءات المتعسفة التي تهدف إلى منع عمليات الاستحواذ.

وقبل نشر القواعد الجديدة، تلقت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية تعليقات من 50 جهة؛ بما في ذلك الصناديق الخارجية، وهو رقم مرتفع بشكل غير معتاد للاستطلاع قبل اتخاذ مثل هذه المبادئ التوجيهية.

وقال تومواكي ناكانيشي، مدير قسم أنظمة الشركات في الوزارة خلال مؤتمر صحافي، إن «معظم التعليقات كانت إيجابية».

لكن على جانب آخر منفصل، فإن نحو 70 في المائة من الشركات المدرجة في القسم «الرئيسي» الأعلى في بورصة طوكيو لم تستجب بعد إلى دعوة البورصة لتحسين كفاءة رأس المال، وهو الطلب الذي ساعد خلال الفترة الماضية في رفع السوق اليابانية إلى أعلى مستوياتها في 33 عاماً.

ووجهت بورصة طوكيو دعوة نادرة في مارس (آذار) الماضي إلى الشركات للكشف عن خطط على المدى الطويل لتحسين كفاءة رأس المال، خصوصاً إذا تم تداول أسهمها بأقل من القيمة الدفترية، مع عدم تحديد موعد نهائي محدد لتجنب اتخاذ الشركات قرارات سابقة لأوانها.

وأدى الطلب، الذي أشاد به المستثمرون بوصفه علاجاً لعدد كبير وغير معتاد من الأسهم اليابانية المقومة بأقل من قيمتها بشكل مزمن، إلى موجة من عمليات إعادة شراء الأسهم وزيادة توزيعات الأرباح، لكن النتائج تظهر أن غالبية الشركات لم تتوصل بعد إلى استراتيجيات قوية.

وقالت بورصة طوكيو في وثيقة صدرت في وقت سابق من هذا الأسبوع: «لقد أثار الطلب بالفعل ردوداً من عدد من الشركات». وأضافت أنه قد تكون هناك حالات يعدّها أصحاب الشركات غير ذات صلة، أو أن إدارتها لا تشعر بأنها مطالبة بالاستجابة.

ووفقاً لدراسة استقصائية أجرتها بورصة طوكيو في منتصف يوليو (تموز) الماضي للشركات التي تغلق عامها المالي في مارس، توصلت 20 في المائة من الشركات المدرجة الرئيسية (البالغ عددها 1235 شركة) إلى تدابير محددة، في حين تخطط 11 في المائة منها للإفصاحات.

ولم تذكر نسبة الـ69 في المائة المتبقية أي خطط حول هذه التدابير في تقاريرها السنوية عن حوكمة الشركات، حيث يُطلب منهم الكشف عن مثل هذه التدابير.

وقد كشفت 46 في المائة من الشركات التي لديها معدل ربح ثابت أقل من 0.5 مرة، عن خطوات محددة أو قالت إنها تخطط للقيام بذلك، مما يشير إلى أن خطوة بورصة طوكيو كانت بمثابة حافز للنشاط للشركات التي تتداول بأقل من القيمة الدفترية.

وفي سياق منفصل، أظهرت بيانات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية الصادرة الخميس تراجع الناتج الصناعي لليابان خلال شهر يوليو الماضي بنسبة اثنين في المائة شهرياً، فيما كانت التوقعات تقتصر على تراجع بنسبة 1.4 في المائة، بعد نموه 2.4 في المائة خلال يونيو (حزيران). وعلى أساس سنوي، تراجع الناتج الصناعي خلال يوليو 2.5 في المائة بعد استقراره في يونيو.

وفي الوقت نفسه خفضت الوزارة تقييمها للناتج الصناعي وقالت إنه يتقلب بشكل مستمر، في حين تتوقع نمو الناتج الصناعي خلال شهر أغسطس (آب) بنسبة 2.6 في المائة، وفي سبتمبر (أيلول) 2.4 في المائة.


مقالات ذات صلة

​المشاريع العملاقة تعزز نمو إدارة المرافق في السعودية

الاقتصاد رئيس جمعية «إدارة المرافق» المهندس عائض القحطاني (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:26

​المشاريع العملاقة تعزز نمو إدارة المرافق في السعودية

تمثل المشاريع السعودية العملاقة فرصة ثمينة لزيادة حصة استثمارات إدارة المرافق المتوقعة بإجمالي مبالغ تتجاوز 60 مليار دولار خلال 2030

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد أحد ملتقيات التوظيف المباشر في القطاع الخاص بالسعودية (واس)

رفع الدعم المالي للتوظيف في البلديات والإسكان بالسعودية إلى 50 %

رفعت وزارة البلديات والإسكان السعودية نسبة الدعم المالي في منتج دعم التوظيف، وذلك من ضمن الجهود الهادفة للتوطين وزيادة نسبة السعوديين في القطاعين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي صندوق النقد الدولي بدأ منذ هذا العام بحجب التوقعات والبيانات المالية الخاصة بلبنان (رويترز)

لبنان مهدد بالانتقال إلى القائمة «الرمادية» لغسل الأموال في الخريف

عزّزت ظاهرة حجب البيانات المالية الخاصة بلبنان من قبل المؤسسات المالية العالمية ووكالات التصنيف الائتماني الدولية منسوب الريبة من سياسة عدم الاكتراث الحكومية.

علي زين الدين (بيروت)
شمال افريقيا عزيز أخنوش رئيس الحكومة المغربية (الشرق الأوسط)

قرضان للمغرب لـ«تحسين الحوكمة الاقتصادية»

قال البنك الأفريقي للتنمية، الجمعة، إنه قدّم للمغرب قرضين بقيمة 120 مليون يورو (130 مليون دولار) لكل منهما؛ بهدف تمويل منطقة صناعية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد جانب من اجتماع وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار مع رئيس شركة «روساتوم» الروسية المنفذة لمشروع محطة الطاقة النووية «أككويوو» في جنوب تركيا بإسطنبول الأسبوع الماضي (من حساب الوزير التركي على «إكس»)

«المركزي» التركي: لا خفض للفائدة قبل تراجع الاتجاه الأساسي للتضخم

استبعد مصرف تركيا المركزي البدء في دورة لخفض سعر الفائدة البالغ حالياً 50 في المائة قبل حدوث انخفاض كبير ودائم في الاتجاه الأساسي للتضخم الشهري

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».