سجلت مبيعات التجزئة الأميركية نموا أكبر من المتوقع في يوليو (تموز)، مع ارتفاع مشتريات الأميركيين عبر الإنترنت وزيادة ارتيادهم للمطاعم، ما يشير إلى استمرار التوسع الاقتصادي في مطلع الربع الثالث ويبقى احتمال حدوث ركود مستبعداً، لكنه في الوقت ذاته قد يسفر عن تقلص توقعات واسعة النطاق بأن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أنهى بالفعل دورة التشديد النقدي. وقالت وزارة التجارة يوم الثلاثاء إن مبيعات التجزئة زادت 0.7 في المائة الشهر الماضي.
وجرى رفع نسبة زيادة المبيعات في يونيو (حزيران) الماضي إلى 0.3 في المائة، بدلا من 0.2 في المائة في التقرير السابق. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا ارتفاع مبيعات التجزئة 0.4 بالمائة فقط. وتلقت مبيعات التجزئة دعما على الأرجح من عرض أمازون الرائج المعروف باسم «أمازون برايم داي» الشهر الماضي. وظل الطلب قويا رغم قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بشكل حاد لكبح التضخم. ويرجح مراقبون بعد نشر البيانات أن يتجه الفيدرالي لمزيد من التشديد النقدي خلال الفترة المتبقية من العام، وعلى الأرجح الشهر المقبل، حال جاءت باقي عناصر التضخم والتوظيف متماشية مع استمرار قوة التضخم.
ورفع بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ مارس (آذار) 2022 سعر الفائدة الأساسي بمقدار 525 نقطة أساس إلى النطاق الحالي بين 5.25 و5.50 في المائة. ويعزز انحسار التضخم القوة الشرائية للمستهلكين، وتستدين الأسر أيضا لتمويل المشتريات.
وتتوافق مبيعات التجزئة الأساسية بشكل وثيق مع عنصر الإنفاق الاستهلاكي في الناتج المحلي الإجمالي. ويمثل الإنفاق الاستهلاكي أكثر من ثلثي الاقتصاد الأميركي. وعلى الرغم من تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي في الربع الثاني من العام عن وتيرته القوية في الربع الأول، كانت الزيادة كافية للمساعدة في توجيه الاقتصاد إلى معدل نمو سنوي 2.4 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران). وباستبعاد السيارات والبنزين ومواد البناء والخدمات الغذائية، ارتفعت مبيعات التجزئة واحدا في المائة في يوليو. وجرى خفض نسبة زيادة مبيعات التجزئة الأساسية في يونيو إلى 0.5 في المائة، بدلا من 0.6 في المائة في التقرير السابق.