أصول «السيادي» السعودي تتخطى الـ594 مليار دولار

ارتفعت بنسبة 19.8 % توزعت في استثمارات محلية ودولية

مشروع البحر الأحمر أحد المشاريع العملاقة الذي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)
مشروع البحر الأحمر أحد المشاريع العملاقة الذي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)
TT

أصول «السيادي» السعودي تتخطى الـ594 مليار دولار

مشروع البحر الأحمر أحد المشاريع العملاقة الذي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)
مشروع البحر الأحمر أحد المشاريع العملاقة الذي يمتلكها صندوق الاستثمارات العامة (الشرق الأوسط)

ارتفع حجم الأصول المدارة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي في العام المنصرم بنسبة 19.8 مقارنة بعام 2021، ليتخطى 2.23 تريليون ريال (594 مليار دولار)، مقابل 1.9 تريليون ريال (528 مليار دولار) في 2021.

ووفق التقرير السنوي الصادر عن صندوق الاستثمارات العامة، الأحد، بلغت حصة الاستثمارات الدولية من إجمالي الأصول، 23 في المائة، أي ما يعادل 512 مليار ريال (136.5 مليار دولار)، في حين شكلت استثماراته المحلية 77 في المائة، بما قيمته 1.717 تريليون ريال (457.8 مليار دولار).

وكشف الصندوق عن استثمار بقيمة 120 مليار ريال (32 مليار دولار) في القطاعات الاستراتيجية خلال 2022، وتأسيس 25 شركة جديدة.

وساهم الصندوق في خلق 181 ألف وظيفة جديدة بالعام السابق، مؤكداً أنه في وضع قوي ومتين لتحقيق مكانة عالمية.

عوائد المساهمين

وقال الصندوق إن إجمالي عائد المساهمين منذ بدء برنامج تحقيق الرؤية في سبتمبر (أيلول) 2017 وحتى نهاية العام الماضي، بلغ 8 في المائة على أساس سنوي. وشكلت محفظة الاستثمارات في الشركات السعودية 32 في المائة من أصول الصندوق، ومحفظة الاستثمارات الهادفة إلى تطوير القطاعات الواعدة وتنميتها 21 في المائة.

ويسعى صندوق الاستثمارات العامة أن يكون قوة محركة للاستثمار، وأن يصبح الجهة الاستثمارية الأكثر تأثيراً في العالم، وأن يدعم إطلاق قطاعات وفرص جديدة تساهم في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي، ويدفع بذلك عجلة التحول الاقتصادي في المملكة.

وحقق الصندوق تقدماً ملموساً وسريعاً خلال العام الماضي، مع استمرار تعافي الاقتصاد من الاضطرابات التي شهدتها الأعوام الأخيرة.

وكان «السيادي» سباقاً في قيادة التحول في أنحاء المملكة، وتمكّن عبر قوته المالية من تحديد واستغلال الفرص الاستثمارية الرئيسية بطريقة تكفل نمواً مستداماً للمملكة.

الاستثمارات المحلية

ويواصل الصندوق استثماراته المحلية في القطاعات والصناعات التي ستدعم تحول الاقتصاد المحلي، من خلال تأسيس الشركات الجديدة واستثمار مليارات الريالات في السوق السعودية.

وأكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، أن الصندوق استطاع الوفاء بالمهام المناطة به وتمكين التنمية للاقتصاد المحلي وتنويعه. ولفت إلى أن الاستثمار، بما يتماشى مع أهداف الصندوق الاستراتيجي، أمر بالغ الأهمية في بناء المدن والصناعات والتقنيات الجديدة التي ستشكل مستقبلاً مستداماً وأكثر ازدهاراً للأجيال القادمة.

وأشار إلى إحراز المشاريع الكبرى تقدماً ملحوظاً خلال الأشهر الـ12 السابقة، حيث أعلن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة «نيوم»، الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المخطط الرئيسي والتصاميم لمدينة «ذي لاين».

أضاف الرميان أن العام المنصرم شهد إطلاق مجتمع روشن العروس المتكامل والمستوحى من الهندسة المعمارية التاريخية في جدة، بمساحة تتجاوز 4 ملايين متر مربع.

وطبقاً للرميان، «في مشروع القدية، تم الحصول على قرض بقيمة 2.8 مليار ريال (746.6 مليون دولار) لإنشاء أكبر حديقة مائية في المنطقة، وهي نقطة جذب رئيسية جديدة لقطاعي السفر والسياحة».

وذكر محافظ صندوق الاستثمارات العامة، أن شركة البحر الأحمر للتطوير، وسّعت نطاق اختصاصها بتغيير علامتها التجارية لتضع المشروع كنقطة جذب سياحية عالمية، وسيشمل التغيير تطوير بنية تحتية جديدة، فضلاً عن الاستثمارات في مجموعة من مشاريع الإنشاءات في السياحة والقطاعات الأخرى.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد جناح «برنامج الربط الجوي» في «مؤتمر مسارات العالم» المقام بالبحرين (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» يتفاوض مع شركات عالمية لتوسيع الرحلات البينية مع السعودية

عقد «برنامج الربط الجوي» السعودي اجتماعات ثنائية مكثفة مع كبرى شركات النقل الدولية المشاركة في «مؤتمر مسارات العالم».

بندر مسلم (المنامة)
الاقتصاد صورة لوزيرة السياحة البحرينية فاطمة الصيرفي مع مسؤولي برنامج الربط الجوي السعودي خلال مؤتمر مسارات العالم (الشرق الأوسط) play-circle 00:46

السعودية تستقطب شركات طيران وتفتح مسارات جديدة في 2024

تحدّث الرئيس التنفيذي لبرنامج الربط الجوي السعودي، ماجد خان، لـ«الشرق الأوسط»، عن نجاح البرنامج، هذا العام، في جذب 12 شركة طيران.

بندر مسلم (المنامة)
الخليج 5 محاور رئيسية ركّزت عليها الجلسات الحوارية في المنتدى (الشرق الأوسط)

السعودية: الكشف عن مستهدفات مبادرتي حماية الطفل وتمكين المرأة «سيبرانياً»

كشفت «مؤسسة المنتدى الدولي للأمن السيبراني» عن المستهدفات الاستراتيجية للمبادرتين العالميتين للأمير محمد بن سلمان؛ لـ«حماية الطفل» و«تمكين المرأة» في المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي بالرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية تقفز بنسبة 49.6 % في الربع الثاني

شهدت التراخيص الاستثمارية المصدرة من وزارة الاستثمار السعودية خلال الربع الثاني من العام الحالي قفزة نوعية لتبلغ نحو 2728 ترخيصاً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أوكرانيا تعلن عدم تمديد اتفاقية نقل الغاز مع روسيا بعد 2024

أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)
أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)
TT

أوكرانيا تعلن عدم تمديد اتفاقية نقل الغاز مع روسيا بعد 2024

أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)
أنابيب الغاز في محطة ضغط أتامانسكايا بمشروع «قوة سيبيريا» من «غازبروم» بمنطقة أمور (رويترز)

أبلغ رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، نظيره السلوفاكي، روبرت فيكو، بأن أوكرانيا لن تمدد اتفاقية نقل الغاز مع روسيا بعد انتهائها في 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

فماذا سيحدث إذا قُطع الغاز، ومن سيتأثر أكثر؟

تعدّ إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا صغيرة نسبياً؛ إذ شحنت روسيا نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، وهو ما يمثل 8 في المائة فقط من ذروة تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر طرق مختلفة في عامي 2018 و2019.

وأنفقت روسيا نصف قرن في بناء حصتها بسوق الغاز الأوروبية، التي بلغت في ذروتها 35 في المائة. خسرت موسكو حصتها لمصلحة منافسين، مثل النرويج والولايات المتحدة وقطر، منذ غزو أوكرانيا في عام 2022 مما دفع بالاتحاد الأوروبي إلى خفض اعتماده على الغاز الروسي.

وارتفعت أسعار الغاز في الاتحاد الأوروبي عام 2022 إلى مستويات قياسية بعد فقدان الإمدادات الروسية.

الطريق الأوكرانية

يجلب خط أنابيب «يورنغوي - بوماري - أوزغورود»، الذي يعود إلى الحقبة السوفياتية، الغاز من سيبيريا عبر بلدة سودزا - التي تخضع الآن لسيطرة القوات العسكرية الأوكرانية - في منطقة كورسك الروسية. ثم يتدفق عبر أوكرانيا إلى سلوفاكيا.

وفي سلوفاكيا، ينقسم خط أنابيب الغاز إلى فروع متجهة إلى جمهورية التشيك، والنمسا. ولا تزال الأخيرة تتلقى معظم غازها عبر أوكرانيا، بينما تمثل روسيا نحو ثلثي واردات المجر من الغاز.

وتستهلك سلوفاكيا نحو 3 مليارات متر مكعب من شركة الطاقة العملاقة «غازبروم» سنوياً، وهو ما يعادل أيضاً نحو ثلثي احتياجاتها.

وقطعت جمهورية التشيك واردات الغاز من الشرق بالكامل تقريباً العام الماضي، لكنها بدأت استيراد الغاز من روسيا عام 2024. أُغلق معظم طرق الغاز الروسية الأخرى إلى أوروبا؛ بما في ذلك «يامال - أوروبا» عبر بيلاروسيا، و«نورد ستريم» تحت بحر البلطيق.

أما الخطان الآخران الوحيدان لأنابيب الغاز الروسية العاملة إلى أوروبا، فهما «بلو ستريم» و«تورك ستريم» إلى تركيا تحت البحر الأسود. وترسل تركيا بعض الغاز الروسي إلى أوروبا؛ بما في ذلك إلى المجر.

لماذا لا تزال الطريق الأوكرانية تعمل؟

في حين أن أحجام الغاز الروسي المتبقية العابرة صغيرة، فإن القضية تظل معضلة للاتحاد الأوروبي. فقد قال كثير من أعضاء الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا وألمانيا، إنهم لن يشتروا الغاز الروسي بعد الآن، لكن موقف سلوفاكيا والمجر والنمسا، التي تربطها علاقات أوثق بموسكو، يتحدى النهج المشترك للاتحاد الأوروبي. وتزعم الدول التي لا تزال تتلقى الغاز الروسي أنه الوقود الأفضل اقتصاداً، وتلقي باللوم أيضاً على دول الاتحاد الأوروبي المجاورة لفرض رسوم عبور عالية على الإمدادات البديلة.

ولا تزال أوكرانيا تكسب ما بين 0.8 ومليار دولار من رسوم عبور الغاز الروسي. في حين تكسب روسيا أكثر من 3 مليارات دولار من المبيعات عبر أوكرانيا على أساس متوسط سعر للغاز يبلغ 200 دولار لكل ألف متر مكعب، وفقاً لحسابات «رويترز».

وانخفضت مداخيل شركة «غازبروم»، التي تحتكر صادرات خط أنابيب الغاز في روسيا، إلى خسارة صافية قدرها 7 مليارات دولار في عام 2023، وهي أول خسارة سنوية لها منذ عام 1999، بسبب خسارة أسواق الغاز في الاتحاد الأوروبي.

وقالت روسيا إنها ستكون مستعدة لتمديد اتفاقية العبور، لكن كييف قالت مراراً وتكراراً إنها لن تفعل ذلك.

وهناك خيار آخر يتمثل في أن تنقل «غازبروم» بعض الغاز عبر طريق أخرى، على سبيل المثال عبر خط أنابيب «ترك ستريم» أو بلغاريا أو صربيا أو المجر. ومع ذلك، فإن القدرة عبر هذه الطرق محدودة.

وقال مستشار رئاسي أذربيجاني لـ«رويترز» إن الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا طلبا أيضاً من أذربيجان تسهيل المناقشات مع روسيا بشأن اتفاقية عبور الغاز. ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل.