السعودية وروسيا تمدّدان خفض إنتاج النفط الطوعي شهراً إضافياً

تعزيزاً للجهود الاحترازية عشية اجتماع «أوبك بلس»

عشية اجتماع مرتقَب لتحالف «أوبك بلس» أعلنت السعودية تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ مليون برميل يومياً شهراً آخر ليشمل سبتمبر (رويترز)
عشية اجتماع مرتقَب لتحالف «أوبك بلس» أعلنت السعودية تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ مليون برميل يومياً شهراً آخر ليشمل سبتمبر (رويترز)
TT

السعودية وروسيا تمدّدان خفض إنتاج النفط الطوعي شهراً إضافياً

عشية اجتماع مرتقَب لتحالف «أوبك بلس» أعلنت السعودية تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ مليون برميل يومياً شهراً آخر ليشمل سبتمبر (رويترز)
عشية اجتماع مرتقَب لتحالف «أوبك بلس» أعلنت السعودية تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ مليون برميل يومياً شهراً آخر ليشمل سبتمبر (رويترز)

أعلنت وزارة الطاقة السعودية، الخميس، تمديد خفض إنتاج النفط الطوعي البالغ مليون برميل يومياً شهراً آخر ليشمل سبتمبر (أيلول)، مشيرةً إلى إمكانية حصول تمديد جديد بعد ذلك أو زيادة هذا الخفض، وذلك في إطار محاولة دعم أسعار الخام. فيما أعلنت موسكو بدورها أنها ستُبقي على خفض طوعي لإمداداتها النفطية، وذلك في إطار الجهود المبذولة لضمان استمرار توازن سوق النفط.

وجاء قرار التمديد عشية اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لتحالف «أوبك بلس»، الجمعة، حيث تشير تقارير لـ«رويترز» إلى أنه من غير المرجح أن يعدل التحالف السياسات الحالية للإنتاج.

وأعلن مصدر مسؤول بوزارة الطاقة السعودية، في بيان، «تمديد الخفض الطوعي البالغ مليون برميل يومياً والذي بدأ تطبيقه في يوليو (تموز)، شهراً آخر، ليشمل شهر سبتمبر مع إمكانية تمديد أو تمديد وزيادة هذا الخفض».

وأوضح المصدر أن هذا الخفض «هو بالإضافة إلى الخفض الطوعي الذي سبق أن أعلنت عنه المملكة في أبريل (نيسان) 2023، والممتد حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2024»، مؤكداً أن هدفه «تعزيز الجهود الاحترازية التي تبذلها دول (أوبك بلس) بهدف دعم استقرار أسواق النفط وتوازنها».

وبذلك، يكون إنتاج المملكة في شهر سبتمبر 2023 ما يقارب 9 ملايين برميل يومياً.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، عقب اجتماع لمنتجي النفط تقرّر خلاله الخفض الطوعي، أنه يُحتمل أن يكون القرار «قابلاً للتمديد».

جاء ذلك في أعقاب القرار الصادر في أبريل (نيسان) من معظم أعضاء تحالف «أوبك بلس» الذي يضم روسيا بخفض الإنتاج طواعية بأكثر من مليون برميل يومياً.

وبالتزامن، أعلنت موسكو تمديد خفض الإنتاج الطوعي للنفط الروسي، وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الخميس، إنه في إطار الجهود المبذولة لضمان استمرار توازن سوق النفط، ستبقي موسكو على خفض طوعي لإمداداتها النفطية لشهر سبتمبر، مشيراً إلى أن خفض صادرات النفط سيكون بواقع 300 ألف برميل يومياً.

وفي الأسواق، صعدت الأسعار عقب الإعلان عن الخطوة السعودية والروسية، وذلك بعد يومين من تراجع وصل إلى مستوى حاد يوم الأربعاء، إذ أثّر خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في المعنويات، لكنّ المخاوف من نقص المعروض قدمت بعض الدعم.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 50 سنتاً أو 0.60 في المائة إلى 83.70 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:31 بتوقيت غرينتش، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 57 سنتاً أو 0.72 في المائة إلى 80.06 دولار للبرميل.

وجرى تداول خامَي القياس بالقرب من أعلى مستوى لهما منذ أبريل (نيسان) يوم الأربعاء، لكنهما سجلا انخفاضاً 2 في المائة عند التسوية بعد خفض التصنيف الائتماني الأميركي. وارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط نحو 16 في المائة في يوليو، بينما ارتفع خام برنت بأكثر من 14 في المائة.


مقالات ذات صلة

الصين: حصص إضافية لاستيراد النفط الخام للمصافي المستقلة

الاقتصاد ناقلات نفط بميناء بحري تابع لشركة «سينوبك» في نانتونغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

الصين: حصص إضافية لاستيراد النفط الخام للمصافي المستقلة

أصدرت الصين حصصاً إضافية لاستيراد النفط للمصافي المستقلة بكمية تصل إلى 5.84 مليون طن على الأقل (116800 برميل يومياً) على شحنات للتسليم بنهاية العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد وزير الطاقة الكازاخستاني ألماسادام ساتكالييف يحضر اجتماعاً حكومياً في أستانا (رويترز)

كازاخستان تؤكد أهمية التزامات «أوبك بلس» لاستقرار السوق

تخطط كازاخستان لإنتاج 88.4 مليون طن من النفط في عام 2024 بدلاً من 90.3 مليون طن المعلن عنها سابقاً، حسبما قال وزير الطاقة ألماسادام ساتكالييف.

«الشرق الأوسط» (أستانا)
الاقتصاد وحدات تخزين في مزرعة خزانات النفط المركزية ميرو في قرية نيلاهوزيفيس في التشيك (رويترز)

النفط يستقر عند أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من توترات جيوسياسية

حوَّمت أسعار النفط قرب أعلى مستوى في أسبوعين يوم الاثنين في أعقاب مكاسب بنسبة 6 % في الأسبوع الماضي

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مركبة قديمة تنقل الناس في مدينة إبادان بجنوب غربي نيجيريا (أ.ف.ب)

نيجيريا تلجأ إلى الغاز الطبيعي مع ارتفاع أسعار النقل بعد رفع دعم البنزين

ارتفعت تكاليف النقل في نيجيريا بشكل كبير مع ارتفاع سعر البنزين بأكثر من 3 أمثاله، بعدما أنهى الرئيس النيجيري دعم الوقود في أكثر دول أفريقيا اكتظاظاً بالسكان.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)
أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)
TT

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)
أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً بين الدول السبع الكبرى هذا العام.

وأعلن معهد «إيفو» أن مؤشر مناخ الأعمال انخفض إلى 85.7 في نوفمبر من 86.5 في الشهر السابق، وفقاً للاستطلاع الذي نُشر يوم الاثنين.

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا قراءة قدرها 86.

وقال رئيس معهد «إيفو»، كليمنس فيست: الاقتصاد الألماني يفتقر إلى القوة.

وجاء التراجع في المعنويات الاقتصادية بشكل رئيس بسبب التقييم الأضعف للوضع الحالي، حيث تراجع المؤشر إلى 84.3 في نوفمبر من 85.7 في أكتوبر (تشرين الأول).

كما تراجعت التوقعات، لكن بشكل طفيف، إلى 87.2 في نوفمبر من 87.3 في الشهر السابق، وفقاً لمعهد «إيفو».

وأشار كبير الاقتصاديين في ألمانيا لدى «دويتشه» بنك للأبحاث، روبن وينكلر، إلى أنه من اللافت أن التوقعات بقيت مستقرة بالنظر إلى الأحداث السياسية في الأسابيع الثلاثة الماضية.

وقال وينكلر إما أن الشركات الألمانية ليست قلقة بعد بشأن سياسة التجارة الأميركية، أو أن هذه المخاوف يتم تعويضها بآمال جديدة في الانتخابات الألمانية.

وكان التراجع في المعنويات قد أثر على جميع القطاعات باستثناء التجارة، حيث كانت شركات التجزئة والجملة أكثر تفاؤلاً وأقل تشاؤماً من الأشهر السابقة، وفقاً لمعهد «إيفو».

ويعد زيادة النشاط التجاري أمراً مثيراً للاهتمام، خاصة أن ألمانيا ستكون من أكبر الخاسرين إذا أشعلت رئاسة ترمب حرباً تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، مما قد يحول القوة الصناعية التي كانت تتمتع بها ألمانيا سابقاً إلى نقطة ضعف حادة.

ومن المهم أيضاً تأثير التخفيضات الضريبية والتنظيمية في الولايات المتحدة، إلى جانب انخفاض أسعار الطاقة، على القدرة التنافسية لألمانيا، وهو ما يراه كارستن بريزسكي، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في بنك «آي إن جي»، سلبياً للغاية.

وأشار بريزسكي إلى أن مؤشر «إيفو» يميل إلى التقاط الأحداث قصيرة الأجل مع بعض التأخير، قائلاً في هذا السياق، هناك خطر كبير من أن يكون لنتائج الانتخابات الأميركية وانهيار الحكومة الألمانية تأثير طويل الأجل على المعنويات في الأشهر المقبلة.

في حالة ركود

وفي تعليقها على رقم معنويات الأعمال، قالت كبيرة الاقتصاديين الأوروبيين في «كابيتال إيكونوميكس»، فرانزيسكا بالماس: «تؤكد القراءة أن الاقتصاد الألماني لا يزال في حالة ركود».

وتسارع الركود الاقتصادي في ألمانيا في نوفمبر، مع انخفاض نشاط الأعمال للشهر الخامس على التوالي وبأسرع معدل منذ فبراير (شباط)، وفقاً لمؤشر مديري المشتريات المركب الألماني (بي إم آي) الصادر يوم الجمعة.

وقالت بالماس إن كلا من مؤشر «إيفو» ومؤشر مديري المشتريات يشيران إلى أنه بعد نمو بنسبة 0.1 في المائة في الربع الثالث، فإن الناتج المحلي الإجمالي الألماني قد ينكمش مرة أخرى في الربع الأخير من العام.

وأضافت بالماس أن التوقعات لعام 2025 ليست مشجعة أيضاً، حيث من المرجح أن يؤدي فقدان القدرة التنافسية في الصناعة والتغيرات الديموغرافية السلبية إلى تعويض أي دفعة من التعافي في الدخول الحقيقية للأسر وتخفيف السياسة النقدية.