عودة مشاكسات التجارة والأمن الأميركية - الصينية

بكين تحذر من مخاطر الرقائق... وواشنطن تخشى على شبكات الطاقة

شريحة إلكترونية تستخدم في مجالات الذكاء الاصطناعي معروضة في مؤتمر تقني شرق الصين (أ.ف.ب)
شريحة إلكترونية تستخدم في مجالات الذكاء الاصطناعي معروضة في مؤتمر تقني شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

عودة مشاكسات التجارة والأمن الأميركية - الصينية

شريحة إلكترونية تستخدم في مجالات الذكاء الاصطناعي معروضة في مؤتمر تقني شرق الصين (أ.ف.ب)
شريحة إلكترونية تستخدم في مجالات الذكاء الاصطناعي معروضة في مؤتمر تقني شرق الصين (أ.ف.ب)

بعد زيارات متوالية لمسؤولين أميركيين رفيعي المستوى إلى بكين خلال الشهرين الأخيرين، في محاولة لرأب صدع الخلافات بين البلدين، وعلى رأسها المشكلات التجارية والاقتصادية، يبدو أن الأمور في سبيلها إلى التصاعد مجدداً.

وزار كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بكين في شهر يونيو (حزيران)، ثم زارت وزيرة الخزانة جانيت يلين الصين مطلع الشهر الحالي، بينما كان المبعوث الأميركي الخاص بالمناخ جون كيري حاضراً في بكين خلال الأيام الماضية.

لكن رابطة صناعة أشباه الموصلات الصينية، قالت يوم الأربعاء: إن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الأميركية لفرض قيود تجارية تهدد عولمة قطاع أشباه الموصلات وتهدد مصالح المستهلكين.

وأضافت الرابطة في بيان: إن «أي ضرر يلحق في الوقت الراهن بسلسة الإمداد العالمية - التي تشكلت على مدى العقود الماضية بالتوازي مع عملية العولمة - قد يخلق تأثيراً سلبياً لا يمكن تجنبه أو إصلاحه للاقتصاد العالمي».

وأشار البيان إلى أن قطاع أشباه الموصلات الصيني يرحب بالتعاون المفتوح وسيواصل الابتكار.

وجاء البيان بعد أن التقى مسؤولون تنفيذيون من شركات رقائق أميركية مسؤولين كباراً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الاثنين لمناقشة السياسة حيال الصين.

وفي مقابل التحذيرات الصينية، قال ماني كانسل، نائب رئيس شركة «نورث أميركان إليكتريك ريليابلتي كورب» للطاقة، للنواب الأميركيين مساء الثلاثاء: إن الصين تمثل تهديداً متزايداً على شبكات الطاقة، محذراً من أن حدوث هجوم سيبراني صيني قد يغرق المواقع العسكرية والحساسة في الظلام.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن كانسل قال في جلسة استماع أمام لجنة فرعية بمجلس الشيوخ الأميركي: إن «الأنشطة الصينية مقلقة».

وأضاف: «الأنشطة السيبرانية الصينية أحد أكثر التهديدات السيبرانية النشطة. الصين مستمرة في إظهار أساليب جديدة وتكييفية للوصول للشبكات».

وتأتي جلسة الاستماع أمام لجنة الطاقة والتجارة بشأن الرقابة والتحقيقات في مجلس الشيوخ في ظل تزايد خطورة تعرض شبكات الكهرباء بأميركا للهجمات السيبرانية، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد حوادث الهجمات المباشرة والتخريب بنسبة 77 في المائة خلال عام 2022.


مقالات ذات صلة

الصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية

الاقتصاد حاويات وسفن شحن في ميناء تشينغداو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

الصين تتأهب لاضطرابات تجارية مع تهديدات ترمب الجمركية

أعلنت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، سلسلةً من التدابير السياسية التي تهدف إلى تعزيز التجارة الخارجية للبلاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن راسية مُحمَّلة بحاويات (أرشيفية - رويترز)

هل تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى إشعال حرب تجارية مع أوروبا؟

قد تكون الدول الأوروبية من بين الأكثر تضرراً إذا نفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

«المركزي الأوروبي»: تصاعد التوترات التجارية يزيد المخاطر على الاستقرار المالي

خلص البنك المركزي الأوروبي، في تقريره نصف السنوي للاستقرار المالي، إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية يشكل خطراً على اقتصاد منطقة اليورو.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
العالم الرئيس الصيني شي جينبينغ يشارك في أعمال منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في ليما عاصمة بيرو (أ.ب)

لقاء بايدن وشي لا يبدد عدم اليقين بين القوتين العظميين

بايدن يحذّر من حقبة «تغيير سياسي كبير»، ويصف التحالف الروسي الكوري الشمالي بأنه «خطير ومزعزع للاستقرار».

إيلي يوسف (واشنطن) إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي صناديق مشروب «شات كولا» المحلي الفلسطيني (أ.ف.ب)

رواج مشروب غازي فلسطيني مع مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

بين أشجار الزيتون على تلة في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية، يعمل مصنع «شات كولا» على تلبية الطلب المتزايد عليه، مع تحول الفلسطينيين لشراء منتجاتهم المحلية.

«الشرق الأوسط» (سلفيت)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
TT

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين، أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة، خلال فترة إدارة الرئيس جو بايدن، مشيرة إلى إقرار 3 قوانين محورية في السنوات الأخيرة.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن، أن قانون البنية التحتية وقانون الرقائق والعلوم وقانون الحد من التضخم، من بين العوامل التي دفعت أجندته الطموح لإعادة بناء البنية التحتية وخلق مزيد من الوظائف في جميع أنحاء البلاد، وفق «رويترز».

وقال بايدن: «لقد مررنا تشريعات لإعادة بناء بنيتنا التحتية، وبناء اقتصاد يعتمد على الطاقة النظيفة، وإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة بعد عقود من نقل الصناعات إلى الخارج».

وأضاف: «هذه الاستثمارات في الصناعات المستقبلية تضمن أن المستقبل سيُصنع في أميركا، بواسطة العمال الأميركيين. كما أنها تفتح فرصاً جديدة في المجتمعات التي كانت في كثير من الأحيان تُهمَل».

وقد أسهمت الإعانات المقدمة بموجب هذه القوانين في جذب كثير من شركات صناعة الرقائق وغيرها من الشركات، لإنشاء أو توسيع منشآتها الإنتاجية في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، لم تكن هذه الاستثمارات كافية بالنسبة لحزب بايدن الديمقراطي، الذي فقد السيطرة على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأميركي في انتخابات هذا الشهر، كما فشل في استعادة أغلبية مجلس النواب.

وألقى بعض الديمقراطيين باللوم على الخسارة في القلق الاقتصادي والانفصال عن الناخبين، رغم السياسات التي تم تصميمها لدعم الطبقة العاملة والمتوسطة، مثل الجهود لمكافحة استغلال الأسعار ودعم النقابات.

من جهة أخرى، استفاد الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترمب، من رغبة المستهلكين في خفض الأسعار، رغم تعهده بفرض تعريفات جمركية تتراوح بين 20 و60 في المائة، وتنفيذ عمليات ترحيل جماعية قد تؤثر على كثير من الصناعات، لا سيما قطاعات الغذاء والزراعة.

ويعد الأميركيون التضخم قضية محورية، ويرغبون في أن يتعامل ترمب مع ارتفاع الأسعار خلال أول 100 يوم من توليه المنصب، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز - إيبسوس» الأسبوع الماضي.

وأثار بعض المستفيدين من المنح التي قدمها بايدن قلقاً من أن ترمب قد يلغي هذه الحوافز حال توليه الرئاسة في يناير (كانون الثاني).