يلين «تتطلع» إلى العمل مع الصين على هيكلة الديون

وزيرة الخزانة الأميركية خلال مؤتمر بالهند لوزراء مالية ومسؤولي مصارف مركزية من دول مجموعة العشرين (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية خلال مؤتمر بالهند لوزراء مالية ومسؤولي مصارف مركزية من دول مجموعة العشرين (أ.ف.ب)
TT

يلين «تتطلع» إلى العمل مع الصين على هيكلة الديون

وزيرة الخزانة الأميركية خلال مؤتمر بالهند لوزراء مالية ومسؤولي مصارف مركزية من دول مجموعة العشرين (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة الأميركية خلال مؤتمر بالهند لوزراء مالية ومسؤولي مصارف مركزية من دول مجموعة العشرين (أ.ف.ب)

أعلنت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين (الأحد) أنها «تتطلع» إلى العمل مع الصين على الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما يشمل إعادة هيكلة الديون للدول الأكثر فقراً وحاجة بنوك التنمية متعددة الأطراف لإصلاحات قبل أي بحث لزيادة رأسمالها.

وقالت يلين في تصريحات معدة لمؤتمر صحافي قبل اجتماع بالهند لوزراء مالية ومسؤولي مصارف مركزية من دول مجموعة العشرين، إن زيارتها لبكين الأسبوع الماضي ساعدت في وضع العلاقات الأميركية - الصينية على «أساس أكثر رسوخاً»، وأن أكبر اقتصادين في العالم عليهما التزام أمام العالم بـ«التعاون فيما يتعلق بالمجالات محل الاهتمام المشترك».

وقالت يلين: «هناك مزيد من العمل الإضافي الذي يحتاج إلى إنجاز. لكنني أعتقد أن تلك الزيارة كانت بداية مهمة... أتطلع للبناء على هذا الأساس الذي تم إرساؤه في بكين لدفع مزيد من التحركات»

وأضافت أن واشنطن ستواصل منع روسيا من الوصول إلى عتاد عسكري وتكنولوجيا تحتاجها موسكو في حربها بأوكرانيا.

وقالت يلين: «أحد أهدافنا الرئيسية هذا العام مواجهة جهود روسيا للتهرب من عقوباتنا. تحالفنا يبني على التحركات التي اتخذناها في الأشهر القليلة الماضية للتصدي لتلك المحاولات».

وتترأس الهند مجموعة العشرين هذا العام، وتسعى لتبني موقف حيادي إلى حد كبير فيما يتعلق بالحرب ورفضت بشكل عام التنديد المباشر بالغزو الروسي لأوكرانيا، لكنها تحث على التوصل إلى حل دبلوماسي وتزيد في الوقت نفسه من مشترياتها للنفط الروسي، في وقت تسعى فيه دول غربية للضغط على موسكو.

وقالت يلين إنها ستواصل الدفع بقوة في اجتماع مجموعة العشرين في غانديناغار بولاية جوجارات شمال غربي الهند، من أجل «مشاركة كاملة وفي توقيت مناسب لكل الدائنين الثنائيين الرسميين من أجل إعادة هيكلة الديون».

وأشارت إلى أن هناك حاجة إلى «دليل إرشادات» خاص بإعادة هيكلة الديون للدول المقترضة والأطراف الأخرى من أجل توفير الوضوح الكامل للعملية.

«فكرة مقايضة»

حاولت يلين في اجتماع لوزراء المال وحكام المصارف المركزية في مجموعة السبع في الهند تهدئة المخاوف من أن يأتي الدعم الهائل لأوكرانيا على حساب المساعدات للدول النامية.

وقالت في مؤتمر صحافي «أرفض فكرة مقايضة» بين هاتين المسألتين وهما في الواقع مرتبطتان ببعضهما بشكل وثيق. وأضافت أن «الأولوية الرئيسية» هي «مضاعفة دعمنا لأوكرانيا» لأن «إنهاء هذه الحرب هو أولاً وقبل كل شيء واجب أخلاقي، وأفضل أمر يمكننا القيام به للاقتصاد العالمي أيضا»، مكررة بذلك تصريحات أدلت بها قبل قمة مجموعة العشرين في بالي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وأحدث الغزو الروسي لأوكرانيا - أكبر بلدين مصدرين للقمح في العالم - صدمة في الاقتصاد العالمي منذ العام الماضي مع ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة.

وتنتهي الاثنين مفاعيل اتفاق بشأن صادرات الحبوب الأوكرانية التي تمر عبر البحر الأسود، وترفض موسكو حتى الآن تجديده.

وأكدت يلين الأحد أن الحرب «غير المشروعة» التي شنتها روسيا على أوكرانيا هي أحد أسباب تفاقم المديونية الهائلة للدول النامية.


مقالات ذات صلة

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد وزير المالية المصري أحمد كجوك خلال لقائه كريستالينا غورغييفا المدير العام لصندوق النقد الدولي (الشرق الأوسط)

مصر تتطلع إلى موافقة صندوق النقد على صرف شريحة جديدة من القرض

قال وزير المالية المصري إن بلاده تتطلع إلى موافقة مجلس إدارة صندوق النقد الدولي على المراجعة الثالثة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يوم 29 يوليو الحالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب (أ.ف.ب)

وزير المالية الباكستاني في بكين سعياً لتخفيف عبء الديون

قال مصدران حكوميان إن وزير المالية الباكستاني محمد أورنجزيب، وصل الخميس إلى بكين لبدء محادثات بشأن الإصلاحات الهيكلية لقطاع الكهرباء التي اقترحها صندوق النقد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

محللون يتوقعون نمو الاقتصاد المصري 4 % في السنة المالية الجديدة

توقع اقتصاديون أن يكون نمو الاقتصاد المصري أبطأ قليلاً في السنة المالية الجديدة، عند 4 % عما كان متوقعاً في أبريل (نيسان) الماضي، عند 4.3 %.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد الناس يتسوقون في البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لتركيا إلى «بي 1»

رفعت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لتركيا، للمرة الأولى خلال أكثر من عقد، ما يمثل أحدث علامة على تقدم جهود البلاد للعودة إلى السياسات الاقتصادية التقليدية.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تدافع عن «الإفراط في التصنيع»

سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
سيارات معدة للتصدير في ميناء يانتاي بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

قال لياو مين، نائب وزير مالية الصين، إن القدرات الصناعية لبلاده تساعد العالم في مكافحة التغير المناخي وفي جهود احتواء التضخم، في رد على انتقاد وزيرة الخزانة الأميركية للطاقة التصنيعية المفرطة للصين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن لياو، قوله فى مقابلة حصرية معها في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، نشرتها السبت: «على مدار عقود كانت الصين قوة لخفض معدلات التضخم في العالم عبر توفير المنتجات الصناعية بجودة عالية وأسعار ملائمة».

وكان لياو يشارك في اجتماعات وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية بالدول الأعضاء في مجموعة العشرين بالبرازيل. وأضاف: «وهي توفر الآن البضائع الخضراء للعالم، فيما تسعى الدول إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية بحلول عام 2030».

وأوضح لياو، أن الطلب العالمي على السيارات الكهربائية سوف يتراوح بين 45 مليوناً و75 مليون سيارة، بحلول ذلك الحين، وهو ما يتجاوز بكثير الطاقة الإنتاجية للعالم، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.

وجاءت تصريحات المسؤول الصيني، بعد يوم من تعهد يلين «بمواصلة الضغط على الصين للنظر في نموذج الاقتصاد الكلي الخاص بها».

وتواجه الصين حواجز تجارية متنامية من الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وسط انتقاد للإفراط في الإنتاج الصناعي الصيني، وتداعيات ذلك على القطاعات الصناعية والشركات.

ويمضي الاتحاد الأوروبي قدماً صوب فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين، في حين هدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، بفرض رسوم بقيمة 50 في المائة، أو أكثر، على واردات السوق الأميركية من البضائع الصينية حال فوزه بالانتخابات المقررة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2024.

كانت بعض الدول النامية، مثل تركيا والبرازيل فرضت رسوماً جمركية على وارداتها من المنتجات الصينية، بما يشمل الصلب والسيارات، رغم أن هذه الدول لم تنتقد السياسة الصناعية للصين بالقدر نفسه.

وأوضح نائب وزير المالية الصيني أنه في الوقت الذي تهتم فيه بكين بمخاوف الشركات الرئيسية بشأن فائض التصنيع، فإنها معنية بالتهديدات التجارية مثل الرسوم.

وأوضح لياو، الذي كان عضواً ضمن فريق التفاوض الصيني بشأن الحرب التجارية، مع أميركا خلال رئاسة ترمب السابقة: «يجب علينا التواصل على نحو صريح فيما يتعلق بقواعد اقتصاد السوق والوقائع الحقيقية».

وزار لياو الولايات المتحدة من قبل، حيث التقى ترمب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض. كما استقبل يلين عندما زارت الصين خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي

وانتقدت وزارة الخزانة الأميركية الاستراتيجية الاقتصادية للصين، واصفة إياها بأنها تشكل «تهديداً لاستمرار الشركات والعمال في أنحاء العالم».