«الفيدرالي» يثبت الفائدة تماشياً مع التوقعات

مدعوماً بتباطؤ التضخم وقوة سوق العمل

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في مناسبة سابقة (أ.ف.ب)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في مناسبة سابقة (أ.ف.ب)
TT

«الفيدرالي» يثبت الفائدة تماشياً مع التوقعات

رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في مناسبة سابقة (أ.ف.ب)
رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول في مناسبة سابقة (أ.ف.ب)

تماشياً مع أغلب التوقعات الاقتصادية ورهانات المستثمرين، أعلن «مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)»، في ختام اجتماعه الذي استمر يومين، تثبيت معدل الفائدة الرئيسي عند ما بين 5 و5.25 في المائة، بعد سلسلة من الرفع استمرت 10 مرات على التوالي.

وقبل إعلان القرار، قالت كبيرة الاقتصاديين في شركة «نايشن وايد» للتأمين، كاثي بوستيانسيتش، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «نسب التضخم تبقى مرتفعة، لكن التباطؤ المعتدل يمنح (الاحتياطي الفيدرالي) إمكان تعليق زيادات معدلات فائدته».

وبدأ اجتماع لجنة السياسة النقدية في «الاحتياطي الفيدرالي» صباح الثلاثاء بعد ساعتين من نشر آخر أرقام التضخم. ولهذه الأرقام تأثير كبير مع تباطؤ الزيادة الحادة في أسعار الاستهلاك خلال مايو (أيار) الماضي إلى 4.0 في المائة بوتيرة سنوية، مقابل 7.9 في المائة خلال الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوياتها منذ مارس (آذار) 2021.

وبات التضخم أدنى بمرتين منه في يونيو (حزيران) 2022 عندما بلغ ذروة قدرها 9.1 في المائة. غير أنه يبقى أعلى بفارق كبير من هدف اثنين في المائة الذي حدده «الاحتياطي الفيدرالي» الساعي إلى ضبط فورة الأسعار، ولو أن المصرف المركزي بدأ يرى هذا الهدف يتحقق.

فبعد زيادة معدلات الفائدة 10 مرات على التوالي وصولاً إلى 5 نقاط مئوية بصورة إجمالية؛ مما رفع معدل فائدته الرئيسية إلى ما بين 5 و5.25 في المائة، أيد عدد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» تعليق هذه السياسة.

وأوضح فيليب جيفرسون، العضو في «مجلس حكام المصرف» الذي عين رئيساً له في انتظار أن يثبته مجلس الشيوخ في هذا المنصب، أن هذا «سيسمح بمراقبة مزيد من المعطيات قبل اتخاذ قرارات حول حجم» الزيادات التي لا تزال ضرورية. كما سيتيح، وفق ما قال، تفادي التأثير كثيراً على الاستهلاك وعلى الاستثمار، وبالتالي على النشاط الاقتصادي. والأهم أنه سيسمح بتجنب انكماش.

وكان معظم الفاعلين في السوق حالياً يعتقدون قبل صدور القرار أن «الاحتياطي الفيدرالي» سيعلق زيادة معدلات الفائدة، وفق تقديرات «مجموعة سي إم إيه»، بما يحمله ذلك من أنباء سارة للمستهلكين على صعيدين؛ إذ سيتباطأ ارتفاع الأسعار فيما ستصبح القروض المصرفية أقل تكلفة... لكن كاثي بوستيانسيتش حذرت بأنه «إذا استمرت المعطيات الاقتصادية في الارتفاع وبقي التضخم قوياً، فعندها يكون الباب مفتوحاً لزيادة جديدة في معدلات الفائدة خلال الأشهر المقبلة بدءاً من يوليو (تموز)» المقبل عند انعقاد الاجتماع المقبل.

ولا تزال سوق العمل تعاني نقص اليد العاملة رغم تحسن الأوضاع. وكان استحداث الوظائف في مايو الماضي أعلى بكثير من التوقعات، لكن معدل البطالة أيضاً ازداد أكثر مما كان متوقعاً ليصل إلى 3.7 في المائة. وبلغ حجم التسجيل اليومي للحصول على مساعدات البطالة في مطلع يونيو الحالي أعلى مستوياته منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وقالت روبيلا فاروقي، كبيرة الاقتصاديين في شركة «إتش إف إي»، إن أرقام التضخم وسوق العمل وشروط القروض «ستحدد ما إذا كانت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (هيئة تابعة للاحتياطي الفيدرالي) انتهت من زيادة معدلات الفائدة أم إنه من الضروري اعتماد تشديد إضافي»، لكنها توقعت إبقاء «معدلات الفائدة بمستواها الحالي حتى نهاية السنة على الأقل».


مقالات ذات صلة

بايدن: الاقتصاد الأميركي «الأقوى في العالم» بعد أرقام النمو الكبيرة

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

بايدن: الاقتصاد الأميركي «الأقوى في العالم» بعد أرقام النمو الكبيرة

أشاد الرئيس جو بايدن، الخميس، بأرقام النمو القوية، وأوضح أنها تؤكد أن الولايات المتحدة لديها «الاقتصاد الأقوى في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد موظفو «أمازون» يحملون الطرود على عربات قبل وضعها في الشاحنات للتوزيع خلال الحدث السنوي للشركة (أ.ب)

الاقتصاد الأميركي يفوق المتوقع وينمو بـ2.8 % في الربع الثاني

نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة أسرع من المتوقع في الربع الثاني، لكن التضخم تراجع، مما ترك توقعات خفض أسعار الفائدة في سبتمبر سليمة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مقر بورصة نيويورك التي تترقب بيانات مهمة هذا الأسبوع (أ.ب)

المستثمرون يترقبون بيانات الناتج المحلي والتضخم الأميركية هذا الأسبوع

تتجه أنظار المستثمرين هذا الأسبوع إلى بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة للربع الثاني وأرقام تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي عن كثب.

«الشرق الأوسط» (عواصم: «الشرق الأوسط»)
الاقتصاد إنفوغراف: سهم «ترمب ميديا» يشهد نشاطاً في الأداء عقب محاولة الاغتيال 

إنفوغراف: سهم «ترمب ميديا» يشهد نشاطاً في الأداء عقب محاولة الاغتيال 

ارتفع سهم شركة «ترمب ميديا آند تكنولوجي غروب» بأكثر من 50 في المائة خلال معاملات ما قبل افتتاح بورصة «ناسداك» لجلسة يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشاة يسيرون في شارع وول ستريت أمام بورصة نيويورك الأميركية (رويترز)

بنوك أميركية تحذر من تراجع تعاملات المستهلكين ذوي الدخل المنخفض

حذرت البنوك الأميركية الكبرى من أن العملاء من ذوي الدخل المنخفض تظهر عليهم علامات الضغط المالي، التي تتجلى خصوصاً في تراجع الطلب على القروض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
TT

الجدعان: السعودية تدعم تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون

وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان ومحافظ البنك المركزي أيمن السياري خلال اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين (وزارة المالية)

أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان على أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية، مشيراً إلى دعم المملكة لجهود تعزيز تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون، وذلك لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي. كلام الجدعان جاء في خلال الاجتماع الثالث لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين الذي انعقد خلال الفترة 25 و26 يوليو (تموز) تحت رئاسة البرازيل، في جلسة بعنوان «التمويل التنموي». وكان تم إطلاق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل مجموعة العشرين خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020؛ بهدف تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً. وقال الجدعان إنه، ورغم التعافي الملحوظ في الاقتصاد العالمي، فإنه لا يزال أقل من مستوياته المأمولة، مسلّطاً الضوء على مكاسب التخطيط الاقتصادي بعيد المدى الذي تنعم به المملكة في ظل «رؤية2030»، كما أكّد أهمية التعاون متعدد الأطراف في التصدي للتحديات العالمية. وأشار إلى أن التمويل المستدام يتطلب العمل المنسق مع الأخذ بالاعتبار تطلعات الدول النامية للتقدم الاقتصادي، مؤكداً أهمية السماح للبلدان بتنفيذ نهج يتماشى مع سياساتها وإجراءاتها الوطنية، وأن تشمل الحلول المطروحة تقنيات احتجاز الكربون، وذلك خلال جلسة عنوانها «إتاحة التمويل لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة». وأكد أن أهم عوامل استقرار ومتانة الاقتصادات ضد الصدمات العالمية هما التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى والتنويع الاقتصادي، وهما ما تنعم بهما المملكة في ظل رؤيتها 2030.

هيكلة الديون

من جهته، رحب محافظ البنك المركزي السعودي أيمن السياري، بالتقدم المحرز في إعادة هيكلة الديون للدول منخفضة الدخل، وأكّد على دور المملكة في دعم الجهود الرامية إلى معالجة التحديات التي تواجه الاستدامة المالية والاستقرار الاقتصادي الكلي، بالإضافة إلى ضرورة رأس المال الخاص لتحقيق التنمية المستدامة، خلال جلسة بعنوان «تمويل التنمية: العلاقة بين تدفقات رأس المال والديون العالمية وإصلاحات بنوك التنمية متعددة الأطراف». وذكر السياري أنه يتعين على دول مجموعة العشرين مواصلة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، تفادياً لأي تداعيات سلبية قد تترتب في حال عدم تحقيق ذلك.

تنمية مستدامة

وأشار السياري خلال حديثه، إلى أن رأس المال الخاص ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وأن بنوك التنمية متعددة الأطراف تؤدي دوراً هاماً في جذب الاستثمارات. وتابع «ونرحب بتركيز خارطة طريق مجموعة العشرين على جعل بنوك التنمية متعددة الأطراف تعمل كنظام متماسك ومرن، لتلبية احتياجات كل دولة مع الأخذ في الاعتبار التحديات العالمية». وأفاد السياري بأن لكل بنك من بنوك التنمية متعددة الأطراف خصائص مختلفة من الفرص والتحديات، وينبغي لكل بنك أن يصمم نهجه الخاص المناسب لتحقيق مهامه، وتعزيز كفاءته التشغيلية، وتفعيل قدرته المالية. وذكر أن المملكة تواصل دعم تنفيذ توصيات إطار العمل المشترك بين بنوك التنمية متعددة الأطراف لتحسين ميزانياتها العمومية.