النفط يرتفع مع تراجع الدولار

تحالف «أوبك بلس» يمنح روسيا مستوى أساس أعلى للإنتاج

مجسمات لمضخة زيت بجانب براميل نفط ملقاة على أوراق نقدية من الدولار (رويترز)
مجسمات لمضخة زيت بجانب براميل نفط ملقاة على أوراق نقدية من الدولار (رويترز)
TT

النفط يرتفع مع تراجع الدولار

مجسمات لمضخة زيت بجانب براميل نفط ملقاة على أوراق نقدية من الدولار (رويترز)
مجسمات لمضخة زيت بجانب براميل نفط ملقاة على أوراق نقدية من الدولار (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الأربعاء، بفعل توقعات متفائلة إزاء نمو الطلب على النفط صادرة عن منظمة «أوبك» ووكالة الطاقة الدولية.

وبحلول الساعة 15:44 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.75 في المائة، إلى 74.85 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.70 في المائة، إلى 69.95 دولار للبرميل.

وارتفع كلا الخامين أكثر من 3 في المائة في جلسة الثلاثاء، بتعزيز من آمال في ارتفاع الطلب على الوقود بعد خفض البنك المركزي الصيني فائدة الإقراض قصير الأجل.

ودعم الأسعار، تراجع الدولار بعد توقعات المستثمرين، قبل إعلان الفيدرالي الأميركي قرار أسعار الفائدة، أن تتوقف اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة التابعة للبنك رفع الفائدة مؤقتاً، وسط حالة من عدم اليقين إزاء الآفاق الاقتصادية والآثار المستمرة لرفع الفائدة 10 مرات منذ مارس (آذار) 2022.

ويدعم رفع الفائدة الدولار، مما يجعل السلع المقومة به أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، ويؤثر على أسعار النفط. ومن شأن وقف الزيادات أن يحفز النمو الاقتصادي والطلب على النفط، مما يدعم الأسعار.

وزادت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط في هذا العام 200 ألف برميل يومياً إلى 2.4 مليون برميل يومياً، وهو ما يسهم في رفع الكمية الإجمالية المتوقعة إلى 102.3 مليون برميل يومياً. وتتجاوز أرقام توقعات الوكالة لنمو الطلب على النفط، بشكل طفيف، الأرقام الموجودة في توقعات «أوبك».

في غضون ذلك، قال تحالف «أوبك بلس» إنه منح روسيا مستوى أساس أعلى لإنتاج النفط بعد موافقتها على العمل مع عدد من المؤسسات البحثية والوكالات لمراجعة أرقام إنتاجها.

وتستخدم منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) مستويات الأساس المتعلقة بإنتاج النفط لتحديد المستويات التي يبدأ من عندها خفض الإنتاج. وتوقفت روسيا عن إعلان أرقام إنتاجها من النفط منذ أن فرض الغرب عقوبات على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا.

ومن شأن رفع مستوى الأساس أن يساعد روسيا على إنتاج كميات من النفط تفوق ما جرى الاتفاق عليه من قبل.

وقال تحالف «أوبك بلس» إنه بناء على أحدث الأرقام تم تعديل إنتاج روسيا من النفط الخام إلى 9.949 مليون برميل يومياً لشهر فبراير (شباط) 2023 بدلاً من 9.828 مليون برميل يومياً في السابق. وقال التحالف: «سيُعد هذا مستوى الإنتاج المحدث المطلوب من روسيا اعتباراً من يناير (كانون الثاني) 2024 إلى ديسمبر (كانون الأول) 2024».

وسوف تساعد هذه الخطوة روسيا على رفع الإنتاج بواقع 120 ألف برميل يومياً أو 6 ملايين طن سنوياً، وهو ما يكفي لتغذية مصفاة نفط صغيرة. وكانت منظمة «أوبك» قد وافقت في وقت سابق من هذا الشهر على تمديد خفض الإنتاج الحالي حتى العام المقبل.

وأشار بيان «أوبك» إلى أن الإنتاج الروسي وصل إلى 9.533 مليون في مايو (أيار) 2023، أي أقل بنحو 0.416 مليون عن فبراير 2023، وأقل قليلاً من الخفض الطوعي البالغ 0.5 مليون الذي تعهدت به البلاد في أبريل (نيسان) 2023.

في الأثناء، أفادت صحيفة نيكي بأن اليابان ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اتفقتا على إقامة حوار بين كبار المسؤولين في وقت تتطلع فيه البلاد، وهي رابع أكبر مستورد للنفط في العالم، إلى تعزيز أمن الطاقة.

والتقى المسؤول الياباني كي تاكاجي مع أمين عام «أوبك» هيثم الغيص في مقر المنظمة في فيينا يوم الثلاثاء، حيث ناقشا إمدادات الطاقة العالمية وتوقعات الطلب، واتفقا على إطلاق خط اتصالات دائم.

تعمل اليابان الفقيرة في موارد الطاقة على إضافة موارد متجددة إلى مزيج استهلاكها؛ بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على واردات النفط والغاز الطبيعي المسال. ويمثل منتجو «أوبك» أكبر موردي النفط لليابان.

وبشكل منفصل، نقلت وكالة «جيجي» للأنباء يوم الثلاثاء عن مصادر أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا يدرس زيارة السعودية والإمارات خلال يوليو (تموز).


مقالات ذات صلة

السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في نوفمبر 2.20 دولار

الاقتصاد صهاريج نفط تابعة لشركة أرامكو السعودية (رويترز)

السعودية ترفع سعر الخام العربي الخفيف لآسيا في نوفمبر 2.20 دولار

رفعت شركة أرامكو السعودية، سعر البيع الرسمي لخامها العربي الخفيف الرائد لعملائها بآسيا في نوفمبر المقبل بمقدار 0.90 سنت إلى 2.20 دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك في فيينا (رويترز)

نوفاك: «أوبك بلس» ستواصل دورها الرئيسي في استقرار سوق النفط

أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن مجموعة «أوبك بلس» من كبار منتجي النفط ستواصل لعب دور حاسم في استقرار سوق النفط العالمية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد حاويات تخزين الوقود على رصيف تحت جسر توبين في تشيلسي بماساتشوستس (إ.ب.أ)

النفط يرتفع وسط مخاوف من تعطل الإمدادات... وتجار يراهنون على صعوده لـ100 دولار

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، مع طغيان احتمال اتساع الصراع في الشرق الأوسط الذي قد يعطل تدفقات النفط الخام من المنطقة المصدّرة الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد «أوبك» نفت حدوث أي مكالمة أجراها وزير الطاقة السعودي (رويترز)

«أوبك» رداً على مقال «وول ستريت جورنال»: لا أساس له من الصحة ومضلل

نفت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بشكل قاطع، المزاعم التي انطوى عليها المقال المنشور في عدد صحيفة «وول ستريت جورنال» لأنها غير دقيقة ومضللة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

«أوبك بلس» تُبقي سياسة الإنتاج دون تغيير وتؤكد «الأهمية البالغة للالتزام»

أكدت لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف «أوبك بلس» على الأهمية البالغة لتحقيق الالتزام الكامل والتعويض عن زيادة الإنتاج.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)
فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)
TT

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)
فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

وقال برنده، وفق وكالة الأنباء الألمانية: «أنا أكثر تفاؤلاً بالنسبة إلى ألمانيا لأنها تمتلك قاعدة صناعية وخبرة... يمكن نقل هذه المعرفة بسهولة من أحد مجالات الصناعة إلى مجالات جديدة. إنها في رؤوس الناس، في المنظمات والمؤسسات».

وذكر برنده أن ألمانيا تزيد بالفعل استثماراتها في مجالات أعمال جديدة مثل تقنيات أشباه الموصلات والمراكز السحابية ومراكز البيانات، مشيراً إلى أن «ألمانيا كانت تعد ذات يوم رجل أوروبا المريض قبل نحو عشرين عاماً»، ومنذ ذلك الحين وجدت طريقها إلى القدرة التنافسية من خلال سلسلة من الإصلاحات الهيكلية.

في المقابل، تشير المؤشرات الحالية إلى الركود، وبينما من المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة تزيد على 3 في المائة هذا العام، خفضت معاهد بحوث اقتصادية رائدة في ألمانيا مؤخراً توقعاتها بالنسبة لنمو الاقتصاد الألماني إلى 0.1 في المائة للعام الحالي. وأرجع برنده هذا إلى التداعيات اللاحقة للاعتماد السابق على الغاز الروسي أو السوق الصينية.

وفي ضوء ارتفاع أسعار الكهرباء في ألمانيا بمقدار الضعف عن أسعارها في الولايات المتحدة، قال برنده: «هذا يجعل الأمر صعباً على المدى القصير بالنسبة إلى الصناعات التي تعتمد بشكل كبير على الكهرباء»، مضيفاً في المقابل أن ألمانيا وجدت رغم ذلك بدائل للطاقة من خلال الغاز المسال، وهي الآن تصدر منتجات إلى الولايات المتحدة أكثر مما تصدره إلى الصين.

وشدد برنده على ضرورة أن تحرص ألمانيا على عدم خفوت الاستثمارات، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن بلداناً أخرى ليس لديها مجال كبير لفعل ذلك حالياً بسبب ارتفاع الديون، فإن قيود الميزانية الألمانية مطبَّقة تلقائياً في شكل كبح الديون، ما يزيد من صعوبة الاستثمار في البنية التحتية أو البحث والتطوير أو توفير رأس المال الأوّلي ورأس المال المخاطر، وقال: «ليس هناك شك بأن رأس المال المتاح للشركات الناشئة في الولايات المتحدة أكبر مما هو موجود هنا في أوروبا».