التجارة البينية لدول الخليج تتجاوز 100 مليار دولار

دعوة لتسريع الوصول إلى الوحدة الاقتصادية الخليجية ومواجهة التحديات والأزمات العالمية

الاجتماع الرابع والستون للجنة التعاون التجاري لوزراء التجارة بدول مجلس التعاون، الذي عقد أمس في العاصمة العمانية مسقط.(العمانية)
الاجتماع الرابع والستون للجنة التعاون التجاري لوزراء التجارة بدول مجلس التعاون، الذي عقد أمس في العاصمة العمانية مسقط.(العمانية)
TT
20

التجارة البينية لدول الخليج تتجاوز 100 مليار دولار

الاجتماع الرابع والستون للجنة التعاون التجاري لوزراء التجارة بدول مجلس التعاون، الذي عقد أمس في العاصمة العمانية مسقط.(العمانية)
الاجتماع الرابع والستون للجنة التعاون التجاري لوزراء التجارة بدول مجلس التعاون، الذي عقد أمس في العاصمة العمانية مسقط.(العمانية)

أوضح جاسم محمد البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون تجاوز 100 مليار دولار، وذلك نتيجة الجهود المبذولة في تعزيز مجالات التعاون الاقتصادي بين الدول الست.

ودعا البديوي في مؤتمر اقتصادي في عُمان لتسريع وتيرة العمل لإنجاز المشاريع الاقتصادية والتنموية، للوصول للوحدة الاقتصادية الخليجية لتعزيز مكانة دول مجلس التعاون الخليجي كمركز مالي واستثماري واقتصادي عالمي، ومواجهة التحديات الاقتصادية العالمية في ظل الأزمات الجيوسياسية الراهنة وتداعياتها على دول المجلس.

وقال إن العمل التجاري الخليجي المشترك بين دول المجلس قد تبينت نتائج ثماره من خلال ما تشهده الحركة التجارية بين دول مجلس التعاون على جميع الأصعدة وفي مختلف النشاطات التجارية والاقتصادية.

وكان البديوي يتحدث خلال الاجتماع الـ64 للجنة التعاون التجاري لوزراء التجارة بدول مجلس التعاون، الذي عقد أمس الخميس في العاصمة العمانية مسقط.

وشارك الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي في تدشين منصة رواد الخليج في نسختها الأولى، والذي أقيم أمس الخميس، على هامش انعقاد اجتماعات لجنة التعاون التجاري الـ(64) ولجنة التعاون الصناعي الـ(50) بدول مجلس التعاون، لوزراء التجارة والصناعة بدول المجلس.

وأوضح البديوي أن منصة رواد الخليج تهدف لتيسير التواصل وتوفير البيانات والمعلومات اللازمة لرواد الأعمال الخليجيين للتعرف على الفرص الاستثمارية في المنطقة والجهات الداعمة، لتمكنهم من تطوير وتحسين أعمالهم وتكون منصة للتحاور والتشاور بين رواد الأعمال والمستثمرين.

وبيّن أن المنصة تسهم في تسليط الضوء على فرص الاستثمار المتنوعة في المنطقة من خلال تسويق وترويج منتجات وخدمات رواد الأعمال، موضحاً أن أهداف المنصة هي تيسير التواصل بين رواد الأعمال الخليجيين وبين المستثمرين والممولين والعملاء والباحثين عن عمل.

وأشاد قيس اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في عمان بالجهود التي بذلتها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في متابعة تنفيذ قرارات الاجتماعات السابقة والتحضير لاجتماعات هذه الدورة.

من جهته أوضح الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة العماني أن عُمان، رئيسة الدورة الحالية للمجلس، تقدمت بمقترحين يتمثل أولهما في إنشاء جائزة لتكريم المبتكرين على مستوى دول المجلس، والثاني في إقامة منتدى خليجي صناعي.

وشهدت الاجتماعات الوزارية لدول مجلس التعاون للجنة التعاون التجاري ولجنة التعاون الصناعي واجتماع اللجنة الوزارية لشؤون التقييس واللقاء التشاوري بين وزراء التجارة والصناعة ورؤساء اتحادات وغرف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مناقشة لجنة التعاون التجاري لقرارات لجنة التعاون المالي والاقتصادي بشأن استكمال تنفيذ مسارات السوق الخليجية المشتركة قبل نهاية عام 2024.

وناقشت لجنة التعاون الصناعي في اجتماعها الـ50 عدداً من الموضوعات المتعلقة بالجانب الصناعي منها إيجاد تعريف موحد للمنتج الوطني «الخليجي» والمعايير الخاصة به، ومقترح الأمانة العامة بإنشاء منصة معلومات إلكترونية تعنى بالمشروعات الصناعية الخليجية واللائحة التنفيذية لنظام قانون التنظيم الصناعي الموحد، ومقترح تحديد فرص تكامل سلاسل الصناعات والمنتجات المعدنية بين دول المجلس وتحليل فجوات العرض والطلب ونقاط القوة لجميع المنتجات المعدنية، وخريطة الاستثمارات التعدينية لدول المجلس، والاطلاع على تجارب الدول الأعضاء في مجال مصانع المستقبل.

كما عقد رؤساء اتحادات وغرف دول مجلس التعاون الخليجي اللقاء التشاوري للارتقاء بنمو القطاع الاقتصادي بدول المجلس لدول الخليج العربية.

إلى ذلك أكد حسن الحويزي، رئيس اتحاد الغرف الخليجية والسعودية، على جهود قادة دول مجلس التعاون في إدارة برامج التنمية الاقتصادية، مطالباً بالعمل على زيادة التبادل التجاري بين الشركات وتطوير برامج دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة والتحول الرقمي والتجارة الحرة والإلكترونية.

ودعا المشاركون في اللقاء إلى إنشاء وحدة للمحتوى المحلي الخليجي للمحافظة على الإنفاق المالي داخل دول المجلس وخفض فاتورة الواردات، إلى جانب وضع آلية لتوفير حاضنات أعمال للمشاريع الرقمية ومشاريع الذكاء الاصطناعي، وسن قانون خليجي موحد للامتياز التجاري.


مقالات ذات صلة

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

إعلام  تسجيل في الجامعة الأميركية برأس الخيمة (الشرق الأوسط)

مساعٍ أكاديمية خليجية لمواجهة «الإعلام المضلِّل»

في ظل تصاعد التهديد الذي تفرضه المعلومات المضلّلة والروايات المصطنعة على المجتمعات، تبرز مساعٍ أكاديمية منهجية لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية عبر برامج تعليمية

مساعد الزياني (دبي)
يوميات الشرق تبعد الهزة الأرضية 66 كم عن شرق مدينة الجبيل (واس)

هزة أرضية شرق السعودية... ولا تأثيرات

رصدت «هيئة المساحة الجيولوجية» السعودية هزةً أرضيةً في الخليج العربي، بلغ قدرها الزلزالي 4.36 درجات على مقياس ريختر تبعد 66 كم شرق مدينة الجبيل.

«الشرق الأوسط» (الجبيل)
الخليج خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين play-circle 00:36

خالد بن سلمان يُسلِّم خامنئي رسالة من خادم الحرمين

جاءت زيارة الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي إلى العاصمة الإيرانية طهران، الخميس، وسط تطورات إقليمية ودولية ذات أبعاد ترتبط بالبلدين.

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الاحتفال شهد حضور عدد من كبار المسؤولين والسفراء والشابات والشباب المكرّمين (مجلس التعاون)

«التعاون الخليجي» يعتزم إنشاء «مجلس الشباب»

أعلن جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عزمهم تبنّي مقترح إنشاء «مجلس الشباب» في الأمانة العامة، برؤية طموحة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ميناء خور عبد الله (أ.ب)

قادة العراق لتفعيل «اتفاقية خور عبد الله» مع الكويت

طالب رئيسا الحكومة والجمهورية في العراق بإعادة الاعتبار لاتفاقية كانت تنظم الملاحة مع الكويت، وشددا على أن السلطات في هذا البلد تراعي «حسن الجوار» بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار
TT
20

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

الحقيل: نعمل لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 66 ألف دولار

في ظل حرص السعودية على توفير الرخاء والاستقرار لمواطنيها من خلال تنفيذ الكثير من المشاريع الإسكانية، وتأمين القروض العقارية، ومع تقدمها نحو تحقيق أهداف «رؤية 2030» في توسيع نسبة مالكي المنازل من المواطنين، أعلن وزير البلديات والإسكان، ماجد الحقيل، أن تبرع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بمبلغ مليار ريال لدعم تمليك الإسكان يؤكد أولوية الإسكان لدى القيادة السعودية، موضحاً أن هذا التبرع سيكون دافعاً إلى زيادة عدد تسجيل الوحدات السكنية في عام 2025 للأسر المستحقة. كما كشف عن خطط لضخ 70 ألف وحدة سكنية جديدة بالرياض بأسعار تبدأ من 250 ألف ريال (66 ألف دولار).

كلام الحقيل في المؤتمر الصحافي الحكومي الذي ضم أيضاً وزير الإعلام سلمان الدوسري، جاء بُعيد تبرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بمبلغ مليار ريال لدعم سكن المواطنين.

وكان التقرير الأخير للتقدم المحرَز في «رؤية 2030» عن عام 2024 والصادر منذ أيام، قد كشف عن أن نسبة تملك الأسر السعودية المساكن ارتفعت إلى 65.4 في المائة العام الماضي من 47 في المائة في العام 2016.

وأوضح الحقيل في هذا الإطار أن الوزارة أطلقت أكثر من 11 حلاً تمويلياً لدعم المواطنين، وحدثت برامج الدعم السكني لتكون أكثر مرونة وعدالة، مما أسهم في تملك أكثر من 850 ألف أسرة سعودية لمساكنها حتى الآن، مع تحقيق نسبة تملك بلغت 65 في المائة عام 2024، قبل المستهدف الزمني بعام كامل. وتعمل الوزارة، بحسب الحقيل، للوصول إلى نسبة تملك تبلغ 70 في المائة بحلول 2030.

وأكد أن الجهود شملت أيضاً توفير مساكن ملائمة لأكثر من 50 ألف أسرة من الأسر الأشد حاجة، حيث تمكنت أكثر من 43 ألف أسرة منها من تملك منزلها، ضمن مساعي تعزيز جودة الحياة ودعم الفئات الأكثر احتياجاً.

وقال إن رحلة التملك السكني في السعودية باتت أقصر وأسهل، مشيراً إلى أنه يطمح أن تكون لدى جميع مدن المملكة مخططات محلية وإقليمية تتماشى مع متطلبات التنمية الحضرية واحتياجات السكان.

نموذج توضيحي لمشروع «ضاحية خزام» في الرياض (الشرق الأوسط)
نموذج توضيحي لمشروع «ضاحية خزام» في الرياض (الشرق الأوسط)

وكشف عن أنه سيتم ضخ ما بين 60 و70 ألف وحدة سكنية في الرياض؛ تلبية لاحتياج سكانها، كما ستضخ وحدات في مناطق المملكة كافة. وقال: «سنضخ وحدات سكنية في مدينة الرياض تبدأ أسعارها من 250 ألف ريال بعد الدعم»، موضحاً أن أسعار الوحدات السكنية التي ستضخ في مدينة الرياض ستكون مناسبة. وشدد على «أننا نراعي في أنشطتنا أمرين، التوطين وخلق الوظائف الجديدة».

وأوضح أن القطاع البلدي والإسكان يمثلان 14 في المائة من الناتج المحلي على أكثر من 550 نشاطاً، لافتاً إلى أن الفترة الماضية شهدت خلق أكثر من 500 ألف فرصة وظيفة للشباب والشابات فيما يزيد على 318 ألف منشأة تعمل بالأنشطة التي تشرف عليها الوزارة.

ولفت إلى أن حجم القطاع العقاري ارتفع من 170 مليار ريال إلى أكثر من 850 ملياراً في عام 2024. وقال إن «مساهمة قطاع التشييد والبناء والأنشطة العقارية تجاوزت 16 في المائة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر؛ ما يعكس ثقة المستثمر في جاهزية المدن والبيئة التنظيمية التي نعمل على تطويرها باستمرار».

زوار ينظرون إلى نموذج مصغر لمشروع «ضاحية خزام» في مقر المؤتمر الصحافي بالرياض (الشرق الأوسط)
زوار ينظرون إلى نموذج مصغر لمشروع «ضاحية خزام» في مقر المؤتمر الصحافي بالرياض (الشرق الأوسط)

كما أشار إلى ارتفاع إيرادات القطاع البلدي من 6.3 مليار ريال في 2020 إلى 22 ملياراً في 2024 بنسبة نمو 249 في المائة؛ نتيجة استثمار الفرص المتاحة.

وبيّن أن أكثر من 6 مدن سعودية دخلت تصنيف المدن الذكية، بينما تعمل الوزارة على تفعيل الهويات العمرانية في 12 أمانة بحلول نهاية العام.

وفي جانب جودة الخدمات البلدية، أوضح أن الوزارة تبنَّت منذ البداية رؤية تقوم على جعل المدن بيئات متكاملة للحياة، وليس مجرد أماكن للسكن، مشيراً إلى وضع خطة شاملة لتحسين جودة الخدمات البلدية، من خلال الانتقال من الرقابة على الأنشطة إلى الرقابة الشاملة على المدينة لضمان تلبية احتياجات المواطنين بشكل استباقي.

وأبرز الحقيل ما تم إنجازه حتى الآن، من خلال تفعيل مركز مراقبة المدن، وتقليص مدة إصدار الرخص إلى أقل من 48 ساعة، مع تجاوز نسبة إغلاق البلاغات 94 في المائة، وإصدار أكثر من 70 ألف شهادة امتثال للمباني في مختلف المناطق.

أما على صعيد الاستدامة المالية، فقال الحقيل إن القطاع البلدي كان يعتمد سابقاً على الدعم الحكومي بشكل رئيس، مع تفاوت في كفاءة الإنفاق وخطط تنمية الإيرادات. لكن مع التحولات التي قادتها «رؤية 2030»، تمكنت الوزارة من تحقيق قفزات كبيرة؛ إذ وقّعت عقوداً استثمارية بقيمة نحو 19 مليار ريال لتطوير البنية التحتية والخدمات.

الدوسري

من جهته، أكد وزير الإعلام، سلمان الدوسري، أن «رؤية 2030» أصبحت نموذجاً ملهماً للأمم والشعوب والمجتمعات، مشيراً إلى أنها سبقت الزمن والأرقام، وأن الإنجازات المحققة جاءت قبل مواعيدها المحددة.

وقال الدوسري إن «(رؤية 2030) تمثل أكبر قصة نجاح في العالم في القرن الحادي والعشرين، حيث تلهم الإنسانية، وتبني الأرض، وتصنع التاريخ»، مضيفاً أن عام 2024 كان عام الأرقام القياسية؛ في إشارة إلى سلسلة الإنجازات التي تحققت على مختلف الصعد.

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري متحدثاً خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

وأشار وزير الإعلام إلى أن العلا أصبحت أول وجهة سياحية في الشرق الأوسط تحصل على اعتماد المنظمة الدولية للوجهات السياحية.

وشدد الدوسري على أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يؤكد باستمرار على أهمية الشفافية الكاملة في مسار تحقيق «الرؤية»، مؤكداً أن الوضوح أساس الرحلة، وأن المواطن يُعدّ الشريك الأهم في هذه المسيرة الوطنية.

في السياق ذاته، أوضح أن «مستشفى صحة الافتراضي» دخل «موسوعة غينيس» للأرقام القياسية، إلى جانب إدراج 7 مستشفيات سعودية ضمن قائمة أفضل 250 مستشفى عالمياً.