تهديد باب المندب قد يقطع كهرباء المملكة المتحدة

كبرى المدمرات البريطانية إلى سواحل اليمن لردع الصواريخ الإيرانية

المدمرة «إتش إم إس دارينغ» أكثر مدمرات البحرية البريطانية تطورًا (موقع حكومة المملكة المتحدة)
المدمرة «إتش إم إس دارينغ» أكثر مدمرات البحرية البريطانية تطورًا (موقع حكومة المملكة المتحدة)
TT

تهديد باب المندب قد يقطع كهرباء المملكة المتحدة

المدمرة «إتش إم إس دارينغ» أكثر مدمرات البحرية البريطانية تطورًا (موقع حكومة المملكة المتحدة)
المدمرة «إتش إم إس دارينغ» أكثر مدمرات البحرية البريطانية تطورًا (موقع حكومة المملكة المتحدة)

وسط تصاعد المخاوف الدولية على ممر الملاحة الدولي باب المندب، وصلت أكبر المدمرات البريطانية تطورا إلى منطقة قريبة من السواحل اليمنية بعدما صعدت ميليشيات الحوثي وصالح حديثا، هجماتها على سفينة إماراتية كما أطلقت مقذوفات صوب مدمرة أميركية.
ونشرت صحيفة «تايمز» البريطانية، أن المدمرة «إم إتش إس دارينغ» ستقوم بحماية المصالح البريطانية من الصواريخ الإيرانية، بحسب مصادر، لافتة إلى أن المدمرة نفسها ستؤدي عمليات عسكرية مع التحالف الدولي لمكافحة «داعش» لاحقا في هذا الشهر.
وأوردت الصحيفة، أن الغالبية العظمى من إمدادات النفط والغاز في بريطانيا تسلك باب المندب، وقال بيتر روبرتس، وهو باحث في المعهد الملكي للدراسات الدفاعية، أن أي عقبة في المضيق المهم تعني أن الكهرباء من الممكن أن تنقطع عن جميع أنحاء بريطانيا، مشددا على أهمية إبقاء الحفاظ على المضيق مفتوحا.
وتعد المدمرة، وهي من جيل المدمرات من نوع 45 بحسب موقع البحرية الملكية.
وتشير المعلومات في الموقع إلى أن المدمرة «دارينغ» مزودة بأحدث التكنولوجيا الحربية الرائدة عالميا، ويصل ارتفاعها إلى 151 مترا، وتزن نحو 800 طن.
ويصاحب المدمرة عادة طاقم مكون من 190 بحارا مدربا ومؤهلا، للتعامل مع جميع النشاطات العسكرية، بما فيها المهام الإغاثية في أعقاب الأعاصير والعمليات الأمنية الملاحية المضادة لتهديدات القرصنة، إلى جانب الوجود في حروب حامية الوطيس ضد المعتدين.
وشهدت المقاتلة مسيرة حافلة منذ تدشينها عام 2009، ولكن أكبر نجاحاتها كان مهمة تقييم عالمي بين مايو (أيار) 2013 وفبراير (شباط) 2014، وفقا للبحرية الملكية البريطانية. وخلال المهمة، وكلت «دارينغ» بإتمام محاولات لتجربة مستشعراتها في المحيط الهادي، ومهام إغاثية لجزر فلبينية تضررت جراء إعصار «هايان» الذي ضرب البلاد في أواخر عام 2013، كما وجدت في شرق آسيا حتى مطلع عام 2014.
يذكر أن المدمرة نوع 45 أبحرت من مدينة بورتسموث البريطانية في مهمة لتوظيف مستشعراتها المتطورة ونظام قاذفاتها لحماية الطيران الأميركي خلال ضرباته وطلعاته الجوية على الإرهابيين في كل من سوريا والعراق.
وتتضمن مهمتها الإدلاء بمعلومات مهمة للمركز الرئيسي للتحالف الدولي، إلى جانب عمليات تفقدية دورية في أكثر الطرق الملاحية ازدحاما في العالم.
يشار إلى أن مسؤولين في الملاحة البحرية قالوا إن السفن التجارية التي تبحر عبر ممرات الشحن المزدحمة بين الصومال واليمن ربما تهون من شأن مخاطر القرصنة والإرهاب رغم وقوع محاولتي هجوم الشهر الماضي.
ويمر في المضيق الهام أكثر من 40 في المائة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا عبر خليج عدن وبحر العرب وهو ممر شحن رئيسي يستخدم أيضا لنقل الصادرات والسلع بين آسيا وأوروبا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».