عبدالرحمن الشبيلي

عبدالرحمن الشبيلي
إعلامي وباحث سعودي

ابن سعود وميلاد مملكة... بعيون فرنسية

ربّما لم يُقْدِم باحثٌ غربيّ، على كتابة سيَر قادة متتالين من بلد واحد، بمثل ما قام به الكاتب الفرنسي جاك بنوا ميشان (J.

ما قاله أمير البيان شكيب أرسلان في الملك الهمام

يمثّل هذا الزعيم السياسي والأديب العربي - المولود في قرية الشويفات بلبنان عام 1869 والمتوفّى عام 1946 - أحد أبرز الوجوه العروبيّة اللّامعة التي صار لها تأثير كبير في حركة اليقظة والإصلاح في التاريخ الحديث، إلّا أنه رغم مكانته المرموقة وشأوه الأدبي والاجتماعي الرفيع، وصلاته الوثيقة مع أوساط سياسيّة وثقافية كثيرة في عصره، فإن ذكره في العقود الأخيرة يكاد يخفت في العالم العربي، ربّما باستثناء الساحتين اللبنانية والمصرية، من حيث التذكير بمواقفه القومية الفاعلة، ومن حيث إبراز إنتاجه البياني النثري والشعري، ومؤلّفاته التحليلية عن أحوال العرب والمسلمين وبلاد الأندلس. وقد تأثر بعدد كبير من أعلام عصره،

د. نزار مدني... أيقونة قوّة ناعمة تترجل

ما كان لهذا القلم، أمام شخصيّة عرفها عن قرب على مدى ربع قرن، وهو يترجل عن الخدمة العامة هذا الشهر، وكان قد تربّى في بيت الأدب والتاريخ في المدينة المنوّرة، قبل أن يسلك طريقه نحو تخصّص العلوم السياسيّة، ثم يمارس العمل الدبلوماسي، لتجتمع في يديه خيوط الخبرات من جميع أطرافها، مضافة إليها تجربة ثريّة في المجال الشوري من خلال مروره في بدايات تكوين مجلس الشورى السعودي الحديث، فتفاعل معه في أثناء عضويّته وبعدها، وكان ركناً من أركان لجنة الشؤون الخارجيّة واللجان البرلمانيّة في المجلس...

عبد الله الشهيل... المؤرّخ المغمور

يبدأ هذا المقال بحكاية، ملخصها أن كاتبه ارتبط عام 2016 ببحث عن المؤرِّخين المحليين والعرب والأجانب، الذين تناولوا تأسيس المملكة العربية السعودية في مؤلَّفاتهم، وانتهى به البحث إلى انتقاء ستين مؤرخاً ممن انطبقت عليهم معايير اجتهاده. وكانت المفاجأة أن عدد المؤلفين السعوديين صاروا الأقل بينهم، لأسباب يطول شرحها، منها أن بعضهم خضع لحذر بالغ فيه، فضاعت عليهم، بنسب متفاوتة، فرصة الإسهام في تدوين التاريخ وتحليله، مع ما للمؤرخ المحلي من فضل الأصالة في معرفة المعلومات ودقة تشخيصها، والحكم على ظروفها، متى ما توافر لديه التأهيل المعرفي لها. وعلى الرغم مما كان يربط كاتب هذا المقال بالأديب عبد الله الشهيل

«روائع آثار السعودية» بين «لوفر باريس 2010» و«لوفر أبوظبي 2018»

لا يبتعد عن الحقيقة كثيراً القول إنه قبل عام 2010 عندما نظّم متحف «اللوفر» في باريس معرض «روائع آثار السعودية»، من قِبَل الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني، وكاتب هذا المقال من حضوره آنذاك، لم يكن الأوروبي يتصوّر أن في الجزيرة العربية، وفي باطن صحاريها وتحت مناخها القاسي، مخازن كبرى للآثار يعود تاريخها إلى آلاف السنين، وأن الحفريّات التي شارك فيها مع الخبراء الأثريين المحليين بعثات دولية وجامعية، قد استخرجت من هذا المخزون والمتحجّرات مئات الشواهد على العمق الحضاري للجزيرة العربية عبر القرون، وعلى مرور هجرات بشرية قديمة وتواصل حضاري معها، خصوصاً عبر الساحل الأفريقي، وكان من نتائجها ما نشرته

ثنيّان بن فهد آل ثنيّان... ذاكرة الرياض وتحوّلات السنين

مع مرور الأعوام وتغيّر المعالم العمرانيّة، يندر أن تجد في العواصم الحديثة، مَن يدلّ على تراثها القديم، هكذا هو الحال مع الرياض، وجدة، والكويت، ودبي، وبيروت وغيرها، وبقيّة المدن العربيّة التي تعرّضت للتطوير، وكان من نتائجه وضحاياه اندثار معظم التراث العمراني، ولعل المحظوظ من تلك الحواضر ما أبقت بلديّاته على جزء تاريخي منه للذكرى والسياحة، أو عملت على تحديثه بما يحاكي القديم ويحافظ على طابعه ورمزيّته. في الرياض، أدرك كاتب المقال منذ أواخر الخمسينات أحياء «مصدّة والعطايف وحلّة آل بحير» والنسخة المطوّرة الثانية من بقيّة ميادين العاصمة وأسواقها ومبانيها الطِينِيَة، وبدايات شق الشوارع الجديدة، على ا

السعودية في يومها الوطني: تاريخٌ كُتب... ولم يُكتب

يُمكن فعليّاً اعتبار حقبة تأسيس الدولة السعودية المعاصرة وتوحيدها 54 عاماً، تُمثّل مدّة حكم مؤسّسها (الملك عبد العزيز) المتوفّى عن 80 عاماً، وأنها تكوّنت من مرحلتين متقاربتين زمنيّاً؛ بدأت الأولى بدخوله الرياض عام 1902 وغلب عليها الكرّ والفرّ حتى توحّدت المكوّنات الرئيسيّة للدولة؛ (وسط نجد 1904 – 1906، والأحساء والقطيف 1913، وحائل 1921، والجنوب 1923، والحجاز 1924 - 1925) حيث دانت تلك الأقاليم وغيرها بالولاء أو بالسياسة والحصار، أو بعمل عسكري، من أبرزه: روضة مهنّا 1906، وجراب 1915، وتربة 1919، والسبلة 1929. ثم بدأت المرحلة الثانية بتوحيد الكيان عام 1932 حتى وفاته 1953 واتّسمت ببسط الأمن وتثبيت

خزائن تاريخ ثرية... رحيل السفير الشبيلي

يُعدّ - وقد أدرك التسعين - من القلائل الذين عاشوا ثلاثين سنة في عهد الملك المؤسس عبد العزيز، وعمل عشراً منها في ديوانه، وعاصر عهود الملوك الخمسة من بعده، وارتبط بمعرفة وثيقة مع الملك سلمان، وكان خلال مسيرته العملية الخمسينيّة منذ الأربعينات شاهداً على مجمل الأحداث العربية المعاصرة، بدءاً باحتلال فلسطين، ومروراً بالعدوان الثلاثي وحرب الأيام الستة وحريق المسجد الأقصى، ثم حرب رمضان المبارك (أكتوبر) وما أتى بعدها من أحداث. أبو سامي، لقبٌ اشتهر به عند أقرانه وأقربائه، عرَف عن قُرب مستشارين سياسيين عرباً عاشوا فترة تأسيس السعودية، كفؤاد حمزة ويوسف ياسين ورشدي مَلحَس ورشاد فرعون، ومؤرّخين غربيين أقا

رجل لا يحتفي بالإطراء

لم يظفر النقي عبد الله عمر نصيف، شفاه الله، في هذه الدنيا بأرصدة أو أطيان أو بناطحات سحاب، ولم يحُز فيها أوسمة وجوائز، لكنه فاز بما هو أغلى وأثمن عند الله، بالضمير الصافي والرصيد المكنون في قلوب عارفيه. كان منذ أن تخرّج في جامعة الملك سعود (1964) شاباً يُذكّر بعلمه وخلقه وبساطته وبكل شيء فيه، بسيرة أسرة آل نصيف، وعلى رأسهم طيب الذكر جده العالم الراحل محمد حسين نصيف، وبصورة كل الرجال والنساء الأماجد الذين سطّروا في تاريخ السعودية رائع أمثلة الوفاء وصون تاريخها المجيد، منذ أن استقبل أعيانُ الحجاز الملكَ الموحّدَ الجديد، وفيهم آل نصيف وآل قابل وآل باناجة وآل شطا وآل الطويل وآل زينل وغيرهم، مادّين

ماجد الشبل.. الغائب الحاضر في لقاء الملك

يهتم الكثيرون في المجتمع العربي بمعرفة الأنساب والانتسابات المناطقية، لدرجة تدفع المهتم بها إلى المبادرة بالسؤال عن الانتماء بمجرد أن يسمع باسم يوحي بناحية أو عشيرة، يتبع ذلك بالطبع شعور بالزَهو عندما تتطابق الإجابة مع توقّعات السائل وحدْسه، دون اكتراث بما يلفّ الخوض في مثل هذه الأمور من حرج، نتيجة الشكّ والجدل فيها. وعلى الرغم من وجود ماجد الشبل في الرياض منذ نصف قرن، فالسؤال ما انفكّ يُطرح عن جذوره الأُسريّة وعلاقتها بنجد، وما كان مثل هذا الاستفسار ليُطرح مجتمعيًّا - بالطبع - لولا الاعتزاز بكفاءته الإعلامية الرصينة المشهودة، ولسان حال المواطن البسيط يُضمر المقولة الشعبية المعروفة «عسى الطيّب