مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال أشهر

مصادر حكومية تقلل من شأن تقارير عن وقف «الواردات القطرية»

مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال أشهر
TT

مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال أشهر

مصر تسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز خلال أشهر

قال وزير البترول المصري طارق الملا، أمس الخميس، إن مصر تتوقع ارتفاع إنتاجها من الغاز الطبيعي بمقدار مليار قدم مكعبة يوميا، ليصل إلى 6.2 مليار قدم مكعبة يوميا نهاية السنة المالية الجارية 2017 - 2018، فيما أشارت مصادر أخرى بوزارة البترول إلى أن الإنتاج المستهدف بنهاية عام 2018 يتجاوز حاجز 7 مليارات قدم مكعبة، وذلك في ظل الخطة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغاز المحلي خلال العام المقبل، ثم التحول إلى أحد مصدري الغاز مع بداية عام 2019.
وتبدأ السنة المالية لمصر في الأول من يوليو (تموز) وتنتهي في 30 يونيو (حزيران). وعزا الملا في تصريحات لـ«رويترز» زيادة الإنتاج إلى «حقول ظُهر وأتول ونورس» بالبحر المتوسط.
وكانت «إيني» الإيطالية اكتشفت حقل «ظُهر» في عام 2015، وهو أكبر حقل غاز في البحر المتوسط، وتقدر احتياطاته بنحو 850 مليار متر مكعب. واستكملت الشركة الإيطالية إجراءات نيل الموافقة على تطويره في فبراير (شباط)، ومن المقرر بدء إنتاج الغاز منه بنهاية العام الحالي.
وتجري مصر محادثات مع موردي الغاز المسال لتأجيل شحنات متعاقد عليها للعام الحالي، وتهدف إلى خفض مشتريات 2018، في ظل ارتفاع إنتاج الغاز المحلي من الاكتشافات الجديدة، مما قلص الطلب على الغاز المستورد الأعلى تكلفة. وتتوقع مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي في نهاية 2018.
وأشار مسؤول بقطاع البترول إلى أن العمل جار حاليا على بلوغ الإنتاج أكثر من 7 مليارات قدم مكعب مع نهاية العام المقبل، موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن الاستهلاك المحلي وصل خلال الأشهر الماضية إلى نحو 5.8 مليار قدم مكعب، وأنه بحلول بداية العام المقبل ربما تصل مصر إلى مرحلة الاكتفاء الداخلي من الغاز المستخرج محليا من الحقول والاكتشافات الجديدة.
وتتزامن التصريحات المصرية مع تقرير نشرته «رويترز» أمس حول مخاطر الأزمة الناشبة بين مصر وقطر على توريدات الغاز الطبيعي المسال، خصوصا أن قطر تعد أحد أكبر موردي الغاز المسال إلى مصر، وذلك بنحو 60 في المائة من احتياجات القاهرة.
لكن مصادر بوزارة البترول المصرية، ومصادر حكومية، قللت من شأن تلك التطورات، قائلة لـ«الشرق الأوسط» إن مصر لا تستورد الغاز من قطر بشكل حكومي رسمي، وإنما تقوم بذلك عدد من الشركات بموجب مناقصات. وأضاف مصدر حكومي: «في حال إخلال قطر بالعقود المبرمة مع شركات مصرية لتوريد الغاز الطبيعي المسال، فإن البدائل متوافرة، ولا توجد أدى مشكلة أمام مصر لتوفير احتياجاتها».
وقال مصدر في وزارة البترول أيضا، إن «الجزائر تأتي على رأس الموردين المحتملين لاستعاضة الغاز القطري، كما أن الولايات المتحدة تعد مصدرا محتملا أيضا».
وبحسب «رويترز»، فإن شركات لتجارة السلع الأولية مثل «ترافيغورا» و«غلينكور» و«فيتول» و«نوبل غروب»، تقوم بدور الوسيط في توريد الغاز المسال إلى مصر من المنتجين، خصوصا في ضوء استفادة التجار من فورة صفقات الشراء المصرية للغاز الطبيعي المسال التي تقدر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات.
لكن أحد التجار أكد لـ«رويترز»: «لن تسري القيود القطرية إلا على الصفقات المفتوحة لبعض الشركات التجارية الموردة لمصر، ولا تغيير في جميع الصفقات القائمة». وبينما دبرت معظم الشركات التجارية الغاز المسال للوفاء بالتزاماتها، أرجأت بعضها تلك الخطوة تاركة تغطية بعض الصفقات المفتوحة إلى موعد أكثر قربا من تاريخ تسليم الشحنات.
وقالت المصادر التجارية إن هذه الصفقات المفتوحة هي التي رفضت قطر تغطيتها، وهو ما قد يفتح الباب أمام منتجين منافسين، من بينها ترينيداد والولايات المتحدة والجزائر لإمداد مصر بالغاز.
وأكدت المصادر الحكومية المصرية لـ«الشرق الأوسط»، أن نهاية العام الجاري أو بداية عام 2018 ستحقق مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، وفي عام 2019 ستتحول إلى أحد المنتجين المصدرين، وخلال سنوات قليلة ستصبح أحد أهم مصادر الغاز الطبيعي في حوض البحر المتوسط.



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.