كيف تختار أجهزة الكومبيوتر المحمول الأرخص ثمناً؟

نصائح حول اقتناء أنواعها المختلفة للعمل وممارسة الألعاب

كومبيوتر «ديل كرومبوك 13» المحمول
كومبيوتر «ديل كرومبوك 13» المحمول
TT

كيف تختار أجهزة الكومبيوتر المحمول الأرخص ثمناً؟

كومبيوتر «ديل كرومبوك 13» المحمول
كومبيوتر «ديل كرومبوك 13» المحمول

منذ ظهور جهازي «آيفون» و«آيباد»، بدأ استخدام البعض لأجهزة الكومبيوتر المحمول (لابتوب) يتراجع. وهذا ما جعلني أتساءل عما إذا كنت أحتاج إلى جهاز من هذا النوع بالأساس، لذا طلبت النصيحة من كيمبر ستريمز، الذي يختبر أجهزة الكومبيوتر المحمول في «وايركاتر»، الموقع الإلكتروني الذي ينشر مقالات تقييم نقدية للمنتجات، المملوك لصحيفة «نيويورك تايمز».
** أجهزة رخيصة
* بالنسبة للأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الكومبيوتر المحمول بالأساس، بهدف البحث على الإنترنت، وإرسال رسائل بالبريد الإلكتروني، هل هناك خيار زهيد الثمن؟
- بالتأكيد. أنصح هؤلاء باقتناء «كروم بوك»، إذ إنه جهاز كومبيوتر محمول تقليدي، لكنه يعمل بنظام تشغيل أخف، هو «كروم أو إس» من «غوغل»، وظيفته البحث على الإنترنت. ويمكنك الحصول على واحد مقابل 400 دولار تقريباً. ويبلغ سعر كومبيوتر محمول يعمل بنظام «ويندوز» 500 دولار على الأقل، ويكون أكبر حجماً، وأثقل وزناً، وعمر بطاريته أقل.
* هل يمكنني استخدام كل تطبيقات «غوغل»، ووثائق وأوراق التخزين على «غوغل درايف» مع «كروم بوك»؟
- نعم. يمكن لتطبيقات «غوغل»، التي استخدمها طوال الوقت في العمل، فتح الوثائق والأوراق، بما فيها الخاصة بـ«مايكروسوفت أوفيس». وتأتي مع أكثر أجهزة «كروم بوك» مساحة مجانية على «غوغل درايف»، قدرها 100 غيغابايت لمدة عامين. وتشجع أجهزة «كروم بوك» الناس على تخزين وثائقهم على السحابة الإلكترونية لأن الآلات لديها مساحة تخزين قليلة جداً، عادة تكون نحو 32 غيغابايت. كما تقدم شركة مايكروسوفت «أوفيس 365»، وهي طريقة للوصول إلى «وورد»، و«إكسيل»، وغيرها على الإنترنت، إن كنت بحاجة إلى تشغيل تلك البرامج.
* ما أقل جهاز «كروم بوك» سعراً؟
- هناك أجهزة «كروم بوك» بسعر 200 دولار، لكننا لا نوصي بشرائها لأن سعة ذاكرتها عادة ما تكون 2 غيغابايت، وبها معالجات ضعيفة، وهو ما يعني أنك لا تستطيع فتح أكثر من صفحتين، ويتم تحميل كل شيء ببطء، ويسبب استخدامه معاناة حقاً، حتى إذا كان بحثك على الإنترنت محدوداً.
توصيات الاختيار
* وما النوع الذي توصي به؟
- اختيارنا هو جهاز «لينوفو ثينكباد 13 كروم بوك Lenovo ThinkPad 13 Chromebook»، الذي يبلغ سعره 430 دولاراً، وكذلك هناك «ديل كروم بوك 3380 إديوكيشين Dell Chromebook 3380 Education»، الذي يبلغ سعره 300 دولار، وهذا الجهاز سريع بدرجة كافية، لكن لوحة مفاتيحه مسطحة وخافتة الإضاءة، وشاشته منخفضة الدقة؛ إنه أقل أجهزة «كروم بوك» المتاحة سعراً.
* كثيراً ما أتساءل عن سبب عجز هذه الأجهزة عن تشغيل تطبيقات يمكن أن تعمل على الهواتف، حتى يتاح لي تنفيذ أمور أكثر باستخدام تلك التطبيقات.
- تعمل شركة «غوغل» على حل هذا المسألة، إلا أن الأمر لا يزال في حيز التوقعات لا التنفيذ، لوجود بعض الإشكالات. وتقوم شركة «غوغل» بتطوير «كروم أو إس»، لكن من المحتمل أن تتطور التطبيقات على مدى السنوات القليلة الماضية.
** مواصفات الأعمال والألعاب
* عندما أشتري جهاز كومبيوتر محمول، هل يحق لي أن أقلق بشأن مواصفاته؟
- نعم، لكن ليس بدرجة كبيرة. لا ينبغي أن تكون ذاكرة «كروم بوك» حالياً أقل من 3 غيغابايت، ومعالج «سيليرون». ينبغي ألا تقل الذاكرة في جهاز كومبيوتر محمول يعمل بنظام «ويندوز» للقيام بالعمل اليومي عن 8 غيغابايت ومعالج «كور آي 3» Core i3، أو «كور آي 5» Core i5، وقرص الحالة الصلبة. أما في حالة الألعاب، أو ألعاب الفيديو، ستحتاج إلى ذاكرة مساحتها 16 غيغابايت، ومعالجات Core i5 or i7، وبطاقة غرافيك جيدة، وقرص الحالة الصلبة.
لا تتطور المعالجات بالسرعة التي كانت تتطور بها من قبل، لذا لا بأس بالأجيال الأقدم، ما دام المعالج «كور آي».
* إذا كنت لا أزال بحاجة إلى جهاز كومبيوتر محمول حقيقي، فما الذي ينبغي أن أفكر فيه؟ هل توصي بشراء أفضل جهاز رخيص الثمن يعمل بنظام «ويندوز»؟
- لا، لا أوصي بذلك. إذا كنت تحتاج إلى جهاز كومبيوتر رخيص الثمن، فغالباً سيفي «كروم باك» بالغرض، ويقدم لك أداء أفضل. إذا كان لديك 500 دولار فحسب، فجهاز كومبيوتر محمول زهيد الثمن يعمل بنظام «ويندوز»، هو خيارك الوحيد، وسيقوم بكل ما تحتاجه من مهام، لكنه كبير الحجم، وجودته منخفضة.
إذا كان ممكناً، فإني أوصي الناس بشدة بتوفير نحو 200 دولار، من خلال الحصول على أحد اختياراتنا المقترحة من بين أفضل «ويندوز ألترابوكس s ultrabooks»: «ذا أسوس زين بوك يو إكس 330 يو إيه Asus ZenBook UX330UA»، فهو رفيع، خفيف الوزن، ذو جودة عالية، وعمر بطاريته أطول، ولا يزيد سعره على 750 دولاراً. إنه جهاز رائع بالنسبة إلى سعره.
الأمر الجيد أننا ناقشنا بجدية مسألة ما إذا كنا نوصي بالجهاز أعلاه أكثر من «ديل إكس بي سي 13» Dell XPS 13، الذي كان أفضل خيار «ألترا بوك» مقترح منذ ظهوره في بداية عام 2015. وقد رأينا أخيراً أنه لا يزال خياراً جيداً، كما يظل «زين بوك ZenBook» خياراً رائعاً.

* خدمة «نيويورك تايمز»



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».