متحف الفنون الجميلة في المكسيك... تحفة معمارية تضم تاريخاً باهراً

تعبير حقيقي عن تاريخ البلاد وثرواته

جرى استخدام الرخام المحلي الذي يتميز بألوانه لدمج الهوية القومية في واحد من أهم معالم الثقافة المكسيكية
جرى استخدام الرخام المحلي الذي يتميز بألوانه لدمج الهوية القومية في واحد من أهم معالم الثقافة المكسيكية
TT

متحف الفنون الجميلة في المكسيك... تحفة معمارية تضم تاريخاً باهراً

جرى استخدام الرخام المحلي الذي يتميز بألوانه لدمج الهوية القومية في واحد من أهم معالم الثقافة المكسيكية
جرى استخدام الرخام المحلي الذي يتميز بألوانه لدمج الهوية القومية في واحد من أهم معالم الثقافة المكسيكية

متحف الفنون الجميلة في مدينة مكسيكو أول متحف يتم تأسيسه في المكسيك، وقد يكون هو الأقدم في أميركا اللاتينية. إنه يعد تجلياً لتاريخ وثورة البلاد وأهميتها في المنطقة. ولا يمكن للمرء أن ينظر إلى المبنى دون أن ينبهر، فالمبنى مشيد من الرخام الأبيض الذي تم جلبه من إيطاليا مما يجعل جماله مذهلاً.
ويقدم المتحف ليلاً تجربة مختلفة، حيث يشع المبنى ألقاً بفضل الرخام الأبيض، وكذلك الأضواء الملونة، والطقس الجميل المثالي المعتدل الذي تتمتع به العاصمة.
بدأ العمل في بناء المتحف عام 1905 للاحتفال بذكرى مرور قرن على استقلال المكسيك عن إسبانيا، لكن بسبب الثروة المكسيكية عام 1910، لم يتم الانتهاء من بنائه في الوقت المحدد، واستمرت عملية البناء حتى عام 1934. وتغير المهندسون المعماريون أثناء عملية البناء، فقد كان الأول إيطالياً اسمه أدامو بواري، الذي فاز في مسابقة بناء المتحف، وكان المفهوم الذي اتبعه يجمع بشكل كامل بين طراز الـ«أرت ديكو»، والـ«أرت نوفو».
وبعدما عاد الهدوء إلى البلاد، أكمل المهندس المعماري المكسيسكي فيديريكو ماريسكال، الذي كان تلميذاً لبواري، تشييد المتحف الذي كان مختلفاً كثيراً في زمنه. وقد أضاف بعض التفاصيل المكسيكية مثل الرخام المحلي، الذي يتميز بألوانه مثل الوردي، والأخضر، والأحمر، والأسود، وذلك لدمج الهوية القومية في واحد من أهم معالم الثقافة المكسيكية.
من الأشياء الأخرى الرائعة والفاخرة التي لا تزال موجودة بالمتحف هي الستائر المصنوعة من الكريستال من متجر «تيفاني» الشهير في نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية. إنها في الواقع عبارة عن جدار ضخم مصنوع من الزجاج وسط الجبال، والنهر، والأشجار، والأزهار، وتزين القاعة للحفلات.
تقول روكسانا روميرو، مسؤولة الإعلام بمتحف الفنون الجميلة، إن عملية نقل الستار الكريستال من نيويورك إلى مدينة مكسيكو كانت مثل الملحمة، حيث قالت ضاحكة: «لقد كانت عملية جلب الستار مغامرة حقيقية». كذلك وظّف المعماري فيديريكو ماريسكال بعض العناصر من الأساطير اليونانية مثل التماثيل التي تزين داخل المتحف، والتي تجمع بين ألوان الباستيل الفاخرة وتلك ذات الذوق الرفيع في بعض الأجزاء.
ويعد متحف الفنون الجميلة تعبيراً حقيقياً صادقاً عن التاريخ المكسيكي، الذي يوضح ثروة البلاد، وكثرة مواردها، وهويتها طوال تاريخها السياسي. لهذا السبب يحتفظ المتحف بأهم الأعمال الفنية لفنانين تخصصوا في اللوحات الجدارية مثل دييغو ريفيرا، وديفيد ألفارو سيكويروس، وخوسيه كليمنتي أوروزكو، وروفينو تامايو، وجورج غونزاليس كامارينا. تتكون المجموعة من 17 لوحة جدارية معروضة بشكل دائم.
ويعد ريفيرا أشهر رسّام والأكثر تأثيراً في البلاد، بل تتمتع أعماله بشهرة عالمية إلى درجة افتتاح المتحف عام 1934 بأعماله. من أشهر أعماله «الإنسان، سيد العالم»، وهي لوحة ضخمة تحمل رسالة سياسية تعبر عن تلك اللحظة المحددة التي تشهدها البلاد.
وأثارت اللوحة جدلاً واسع النطاق، حيث استعانت عائلة روكفلر في نيويورك بدييغو ريفيرا لرسم لوحة جدارية في مبنى روكفلر، لكن أثناء القيام بذلك، قام ريفيرا بإدخال بعض التعديلات السياسية على الفكرة الأصلية، وأضاف بعض قادة الاشتراكية. ولم توافق عائلة روكفلر على تلك التغييرات، ودمرت اللوحة الأصلية.
مع ذلك توضح روكسانا روميرو أن دييغو ريفيرا قد أنهى لوحته الجدارية في المتحف، وهي اليوم واحدة من أكثر الأعمال التي تحظى بالاهتمام والمشاهدة، حيث يشاهدها نحو نصف مليون زائر سنوياً. كذلك يعد المتحف مساحة للثقافة المكسيكية، حيث شهد أشهر الجنازات لأشهر الشخصيات المكسيكية، أو الذين تربطهم صلة بالمكسيك. وكان من أشهر الفعاليات حفل تأبين فريدا كاهلو، أشهر فنانة مكسيكية، وزوجة دييغو ريفيرا. كذلك تمت إقامة جنازة تشافيلا فارغاس، المغنية المكسيكية الشهيرة التي اشتهرت بصوتها القوي الرخيم بالمتحف. وتم تكريم الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي عاش في المكسيك لفترة طويلة، على النحو نفسه.
تتذكر روكسانا كيف زار مئات الأشخاص، الذين ليسوا بالضرورة من محبي الفنون، المتحف في تلك المناسبات فقط لتوديع تلك الشخصيات البارزة. وتوضح روكسانا أن الموت في المكسيك ليس بالضرورة لحظة حزينة، حيث تصاحبه فكرة تقديم الشكر لأولئك الذين تركوا لنا شيئاً مميزاً، وإرثاً ثقافياً فكرياً حتى وإن رحلوا. وتقول: «إنه لمن الرائع إقامة مثل تلك الفعاليات».
كذلك تم عرض أشهر لوحات في العالم في هذا المتحف من بينها أعمال لفنانين مثل ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو بوناروتي، وبابلو بيكاسو. مع ذلك يفتخر المكسيكيون كثيراً بتاريخهم وبأعمالهم الفنية، لهذا السبب تم تشييد هذا المبنى المذهل لعرضها به.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.