«إكسون موبيل» تجدد عهدها مع موسكو بعد «حقبة تيلرسون»

بوتين يستقبل مديرها الجديد لبحث آفاق التعاون

«إكسون موبيل» تجدد عهدها مع موسكو بعد «حقبة تيلرسون»
TT

«إكسون موبيل» تجدد عهدها مع موسكو بعد «حقبة تيلرسون»

«إكسون موبيل» تجدد عهدها مع موسكو بعد «حقبة تيلرسون»

أكد دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، صحة الأنباء حول لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودارن وودس المدير الجديد لشركة «إكسون موبيل». وقال بيسكوف في تصريحات للصحافيين أمس إن الرئيس بوتين استقبل بالفعل المدير الجديد للشركة، وأجريا محادثات، وشارك في اللقاء كل من وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، ومدير شركة «روسنفت» إيغر سيتشين، موضحاً أن حضور الأخير بسبب كونه الشريك الرئيسي لـ«إكسون موبيل» في روسيا.
وقال بيسكوف: «جاء اللقاء لأن الشركة ما زالت مشاركاً نشطاً في السوق الروسية»، لا سيما أن هذه هي الزيارة الأولى التي يجريها وودس إلى موسكو منذ توليه مهامه رئيسا للشركة مطلع يناير (كانون الثاني) 2017، وفي إجابته على سؤال حول نية بوتين عقد لقاءات جديدة مع شخصيات أخرى من كبار ممثلي قطاع الأعمال الأميركي، قال بيسكوف إن هذا أمر مستبعد في المستقبل القريب، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى عدم وجود أي قيود على لقاءات كهذه، وأردف مؤكداً: «ما زلنا نرحب بالعمل مع المستثمرين الأجانب، بصورة خاصة المستثمرين الكبار؛ ولكن ليس مع الكبار فقط».
وكان لقاء بوتين مع الرئيس الحالي لشركة «إكسون موبيل» سيمر مرور الكرام، لولا الصخب الإعلامي حول علاقة شخصيات من إدارة ترمب مع روسيا، بما في ذلك العلاقة بين وزير الخارجية الأميركي الحالي ريك تيلرسون وموسكو. وكان تيلرسون قد أجرى زيارة إلى روسيا عندما كان رئيسا لمجلس إدارة شركة «إكسون موبيل». وقالت وسائل إعلام أميركية إن علاقات وثيقة تربط تيلرسون مع بوتين، بينما قال جون هامر من معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية إن «تيلرسون هو الأميركي الذي أجرى أكبر قدر من الاتصالات بالرئيس الروسي بعد هنري كيسنجر».
ويعود تاريخ العلاقات بين بوتين وتيلرسون إلى التسعينيات من القرن الماضي، من خلال مشروع تشارك فيه «إكسون موبيل» في جزيرة سخالين أقصى شرق روسيا. وتوطدت العلاقة بينهما مع مرور الوقت، وساهمت إلى حد بعيد في توقيع الشركة الأميركية اتفاقات في مجال التنقيب عن النفط والغاز في سيبيريا والقطب الشمالي ومناطق أخرى من روسيا.
وتأثر عمل «إكسون موبيل» في السوق الروسية بصورة كبيرة بالعقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية ضد روسيا عام 2014، بسبب النزاع في أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي. حينها طالت العقوبات القطاعية الأميركية قطاع النفط والغاز الروسي، وبصورة خاصة الشركات الروسية الكبرى في هذا المجال مثل «غاز بروم» و«غازبروم نفط» و«لوك أويل» و«سورغوت نفط» و«روسنفت».
وفي سبتمبر (أيلول) من ذلك العام، أعلن المكتب الصحافي في شركة «إكسون موبيل» عن قرار بوقف العمل في كل المشاريع في إطار التعاون مع «روسنفت»، حيث امتنعت الشركة عن مواصلة أعمال التنقيب في جرف البحر الأسود، وفي القطب الشمالي، وكذلك في مناطق غرب سيبيريا، وفي بحر كارسك على أطراف المحيط المتجمد الشمالي. بينما استثنت الشركة مشروع «سخالين - 1» وواصلت تعاونها مع «روسنفت» هناك.
وفي الوقت الحالي، ما زالت «إكسون موبيل» تعمل مع «روسنفت» شريكها الرئيسي في روسيا، في مشروع «سخالين - 1» للتنقيب عن النفط والغاز في المنحدر القاري في جزيرة سخالين أقصى شرق روسيا. ويجري العمل في المشروع بين الجانبين بموجب اتفاقية تقاسم مكامن الطاقة، وتملك الشركة الأميركية 30 في المائة من أسهم المشروع، بينما تملك «روسنفت» 20 في المائة من الأسهم، ويتقاسم الجزء المتبقي كل من شركة «سوديكو» اليابانية بحصة 30 في المائة، وشركة «ONGC» الهندية بحصة 20 في المائة. ويُقدر الاحتياطي في تلك المنطقة بنحو 2.3 مليار برميل نفط، و485 مليار متر مكعب من الغاز.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.