زيارة لندن تبدأ بـ {عينها}... وتنتهي في دهاليزها

10 معالم لا يمل منها

{عين لندن} وحديقة الحيوان ومبنى {الشارد} - تسلق {أو تو} من أجمل النشاطات التي يمكنك ممارستها في لندن - رحلات سياحية  بالباصات
{عين لندن} وحديقة الحيوان ومبنى {الشارد} - تسلق {أو تو} من أجمل النشاطات التي يمكنك ممارستها في لندن - رحلات سياحية بالباصات
TT

زيارة لندن تبدأ بـ {عينها}... وتنتهي في دهاليزها

{عين لندن} وحديقة الحيوان ومبنى {الشارد} - تسلق {أو تو} من أجمل النشاطات التي يمكنك ممارستها في لندن - رحلات سياحية  بالباصات
{عين لندن} وحديقة الحيوان ومبنى {الشارد} - تسلق {أو تو} من أجمل النشاطات التي يمكنك ممارستها في لندن - رحلات سياحية بالباصات

صدق الكاتب الإنجليزي سامويل جونسون عندما رأى في القرن السابع عشر أن الشخص الذي سئم لندن قد يكون سئم من الحياة، ولم يكن مخطئًا بوصفه لتلك العاصمة الكوزموبوليتانية التي تشبه ألوان الطيف، بتعدد الثقافات والإثنيات فيها، الانفتاح والحضارة والبناء والتقدم ليس على حساب تاريخها العريق إنها على قاعدتها وأساسها.
قلما تسمع أن أحدهم زار لندن ولم يقع بحبها، وغالبًا ما أقول: «لو كان مناخها جميلاً لكان العالم كله يسكنها». فلحسن الحظ أن طقسها ليس رائعًا، ومعظم أيامها غائمة وممطرة، وقد تكون من أكثر مدن العالم احتفاء بالشمس وبطلاتها المعدودة.
وبعيدًا عن الطقس الذي يعتبر الحديث الأهم عند الناس تأتي أهمية معالم لندن القديمة التي لا تشيخ والجديدة التي تكمل المشهد الحضاري لعاصمة بعراقتها.
وقد تكون رحلات العائلات مع الأطفال من بين أصعب أنواع السفر، لا سيما عندما يبدأ الأمر باختيار الوجهة الأفضل؛ لأنه من المهم جدًا انتقاء الوجهة التي تتناسب مع أعمار الصغار وترضي الكبار على حد سواء.
باختصار، لندن هي عنوان الجميع كبارًا وصغارًا، وبالفعل إذا لم تنجح بجذبك إليها فقد يكون العيب فيك وليس فيها، وأدعوك إلى زيارتها مرة أخرى.
في الكثير من الأحيان تظلم الرحلة الأولى إلى أي مدينة روعة المعالم وما تزخر بها العواصم، ولكن الزيارة الثانية تكون كفيلة بتعويضك عن الذي لم تتمكن من رؤيته وفهمه وعشقه.
هذه المرة اخترنا لكم 10 معالم لا بد من زيارتها في لندن، والأهم هو أن تلك المعالم مناسبة جدًا لرحلات العائلة والصغار، لتبقى تلك الأسفار محفورة في الذاكرة، ولكن تذكر أن التخطيط المسبق سر نجاح أي رحلة، وإذا كنت تنوي زيارة لندن قريبًا تنبه إلى مسألة الحجز المسبق للمسارح والمطاعم والنشاطات؛ لأن الطلب عليها كبير، ولندن عاصمة وتيرتها سريعة أشبه بقطار يمضي في طريقه ولا ينتظر أحدًا.

ابدأ من عينها

الرحلة إلى لندن لا تكتمل إلا بزيارة عينها، «لندن آي» London Eye التي تعرف اليوم باسم «كوكا كولا آي» الواقعة بمحاذاة نهر التيمز وجارة مبنى البرلمان والكاشفة على الجسور الجميلة وروعة المعالم التاريخية مثل كاتدرائية «سانت بولز» وغيرها من المباني العابقة بسحر التاريخ وعظمته. ويحيط بعين لندن الكثير من الأماكن السياحية التي تناسب العائلات مثل «سي لايف لندن أكواريم»، وفيه مجموعة غنية ومنوعة من الأسماك والحيتان، وللحصول على أفضل الأسعار لتذاكر الدخول أنصحكم بشراء تذكرة «لندن باس» London Pass التي تمنحك تخفيضات على الكثير من التذاكر لزيارة أهم الأماكن السياحية. ولمواكبة النشاطات في المدينة قم بزيارة مواقع سياحية رسمية مثل «تريب أدفايزر» و«فيزيت بريتان» أو «فيزيت لندن».

غوص في خبايا هاري بوتر

إذا كنت من الذين قرأوا سلسلة كتب هاري بوتر ومن أنصار أفلامه فأنت في المكان الأمثل للغوص في تفاصيل هذه الشخصية الشهيرة، ومن خلال رحلات منظمة إلى استوديوهات وورنر براذرز ستتعرف على جميع تفاصيل الأفلام؛ لأن جميع الديكورات الأصلية والقطع التي استخدمت في جميع الأفلام توجد في تلك الاستوديوهات التي يمكن الوصول إليها عن طريق حافلات تابعة للشركة تقلك من وسط لندن، وتحديدًا من خارج محطة «فيكتوريا»، وتأخذك إلى تخوم لندن حيث موقع التصوير. الزيارة تستغرق يومًا كاملاً إذا أردت التعرف على كل التفاصيل ورؤية الأزياء التي استعملت في الأفلام والخدع التصويرية، والتقاط الصور لغرفة الطعام العملاقة التي لا تزال على حالها تمامًا، مثلما تراها في الأفلام، ومكتب دامبلدور وعليه هاغريد

مغامرة مع «شريك»

تعتبر شخصية «شريك» Shrek الكرتونية من أكثر الشخصيات قربًا إلى قلوب الصغار، ففي لندن حاليًا تعرض مغامرات هذه الشخصية يقوم بالتعريف عنها «دونكي»، بالإضافة إلى مشاهدة مسرحيات خيالية حية من بينها «ميرور مايز» و«شريك سوامب».

إطلالة على لندن

الإطلالة على معالم لندن لا يمكن أن يقدمها إلا مبنى الشارد الأعلى في أوروبا، فمن المنصة الواقعة على علو 244 مترًا، تشاهد أجمل وأشهر مباني لندن الساحرة، من عينها إلى كاتدرائية القديس بولس، إلى استاد ويمبلي الواقع إلى الشمال من العاصمة.
المشهد أكثر من جميل، وينصح دائمًا بالحجز المسبق مع تفحص حال الطقس قبل عشرة أيام.

إقامة في حديقة الحيوانات

من الممكن أنك قد زرت حديقة الحيوانات في منطقة ريجنتس بارك، ولكن ربما لم يصلك خبر افتتاح الفيلات على شكل شاليهات خشبية تمامًا مثل تلك التي تراها أثناء رحلات السفاري في كينيا أو جنوب أفريقيا.
المعروف عن الحديقة أنها الأقدم في أوروبا في إنجلترا وتضم 16 ألف حيوان وفيها تشاهد حيوانات كثيرة في غير بيئتها مثل البطريق والأسود، وغيرها من الحيوانات الجميلة وشبه المنقرضة.
من الممكن الإقامة في تلك الأكواخ وزيارة الحديقة مساء، وهنا أشير إلى أن زيارة أي حديقة حيوانات فترة الليل أفضل بكثير من زيارتها خلال النهار، لأن معظم الحيوانات تكون مستيقظة فترة الليل وتنام نهارًا بسبب الحر في بعض الأحيان.
وجربت زيارة حديقة الحيوانات مساء، وكانت أجمل بكثير من الزيارات النهارية التي قمت بها من قبل.

رحلة تسلق

تغير اسم المبنى أكثر من مرة، من مبنى الألفية ليستقر اليوم تحت اسم «أو تو». هذا المبنى يقع في شرق لندن وتقام فيه الحفلات الغنائية الكبرى، كما يمكن الوصول إليه عن طريق السيارة والقطار أو عن طريق العربات المعلقة «تيليفيريك» التي تديرها «طيران الإمارات»، وتأخذك في رحلة تستغرق نحو 15 دقيقة فوق الماء، لتصل إلى المبنى المصمم على شكل قبة عملاقة.
وأجمل ما يمكنك فعله بعيدًا عن الأكل في أحد المطاعم والتوجه إلى دار السينما أو حجز استعراض أو حفلة غنائية لفنانك المفضل هو تسلق المبنى، فتستطيع ذلك خلال اليوم أو فترة بعد الظهر أو المساء أو ضمن مجموعة من الأصدقاء، فبعد ارتداء لباس خاص وربطك بحبل مقوى تبدأ التسلق لتصل إلى أعلى القبة لتشاهد معالم لندن على مدى 15 ميلا لا يفصلك عنها إلى السحب.
هذه المغامرة رائعة بالفعل خاصة إذا كان الطقس جيدًا والرؤية واضحة.

موعد مع المشاهير

في غالبية المدن الكبرى تجد متحفًا للشمع، غير أن متحف مدام توسو في لندن يتميز عن غيره؛ لأنه يضم مجموعة أكبر مما تضمه المتاحف الكبرى لتماثيل الشمع.
وفيه تستطيع أن تستقل قطارا يأخذك في رحلة داخلية تعرفك على جميع ثنايا المتحف، ورؤية المشاهير عن قرب، والتقاط الصور مع تماثيلها التي تبدو شبه حقيقية.

عراقة لندن

المعروف عن لندن عراقتها والأرستقراطية الغالبة على طابعها، فبرج لندن هو من بين العناوين التي تجسد العراقة والتاريخ، وهذا المبنى تاريخه يرجع إلى 900 عام، وكان في الماضي قصرًا ملكيًا، واليوم يحوي جواهر الملكة إليزابيث الثانية، وزيارتها مهمة جدًا لرؤية تلك القطع الفريدة التي يحمل كل منها قصة.

حافلة بطابقين

أكثر ما يميز لندن عن باقي المدن الأوروبية، وسائل النقل فيها بتصميماتها اللافتة مثل التاكسي الأسود، ومترو الأنفاق، وبالطبع الحافلات الحمراء بطابقين.
وأفضل طريقة للتعرف على لندن هي المشي أو الحافلات، فاختر الحافلات التي تتوقف في محطات كثيرة، لكي تتمكن من الترجل ساعة تشاء، والركوب في الوقت الذي تفضله لتتابع الرحلة.
تنظم الحافلات برامج سياحية تعرفك على أهم شوارع ومعالم المدينة، ويمكن شراء تذكرة صالحة لـ24 ساعة تستفيد منها في أي وقت من الأوقات.
تمر الحافلات بالقرب من قصر باكينغهام، وسانت بولز، وساحة الطرف الأغر.

دهاليز لندن

بعد التعرف على لندن من فوق ومن أجمل زواياها، وبعد رؤية مبانيها التي تترجم حقبات كثيرة من التاريخ، يكون قد حان الوقت للتعرف على الوجه الآخر للعاصمة، الوجه الداكن الذي يحاول البريطانيون تناسيه.
فتعتبر دهاليز لندن المعروفة باسم «لندن دانجون» مرآة التاريخ البشع للمدينة العجوز.
فعند دخولك إلى تلك الدهاليز تعود عقارب الزمن إلى الوراء، لتشتم رائحة الموت وبشاعة الجرائم التي كانت تقتل الإنسان والإنسانية، ممثلون يؤدون الأدوار فتبدو وكأنها حقيقة، ويستعين المهندسون بالتكنولوجيا لخلق أجواء مخيفة، مستخدمين الخدع البصرية والصوتية.
تستمر الرحلة لمدة 90 دقيقة، تتعرف خلالها على الوجه الكئيب للمدينة.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».