ثلاث جهات عسكرية تهاجم «داعش» متزامنة على 3 جبهات

الأكراد تقدموا في ريف الرقة... وهجمات «درع الفرات» و«النظام» في ريفي حلب وحمص

ثلاث جهات عسكرية تهاجم «داعش» متزامنة على 3 جبهات
TT

ثلاث جهات عسكرية تهاجم «داعش» متزامنة على 3 جبهات

ثلاث جهات عسكرية تهاجم «داعش» متزامنة على 3 جبهات

حولت ثلاثة تكتلات عسكرية في سوريا أمس، جهودها العسكرية لقتال تنظيم داعش الذي تعرض لهجمات متزامنة في ريف حلب الشرقي وريف الرقة الغربي وريف حمص الشرقي، حيث تعرض التنظيم لخسائر عسكرية، وأسفرت العمليات عن انحسار في رقعة انتشاره الجغرافية.
وأحرزت قوات «سوريا الديمقراطية» تقدمًا باتجاه مزرعة تشرين على 9 كم جنوب غربي تل السمن والوجهة حزيمة على أطراف مدينة الرقة، بعد أن سيطرت على بلدة استراتيجية في الريف الغربي لمدينة الرقة شمال شرقي سوريا، بعد اشتباكات مع تنظيم داعش في إطار المرحلة الثانية لحملة «غضب الفرات».
وأفاد شبكة «آرا نيوز» بأن قوات سوريا الديمقراطية «فرضت سيطرتها على بلدة المحمودية في ريف مدينة الرقة» المعقل الرئيسي لتنظيم داعش في سوريا، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم استمرت عدة أيام، مشيرة إلى أن الاشتباكات التي اندلعت في قرية المحمودية أسفرت عن «مقتل العشرات من عناصر التنظيم».
وتزامنت المعارك العسكرية مع غارات جوية نفذتها طائرات «التحالف الدولي» تمهيدًا لتقدم القوات المدعومة أساسًا من قبل الأكراد، بحسب ما أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وباتت على مشارف سد الفرات الذي من شأن السيطرة عليه أن يفقد التنظيم طريقًا استراتيجيًا يربط معقله بريف حلب الشرقي، حيث يتعرض لهجمات من قبل قوات «درع الفرات» المدعومة من تركيا.
وعلى مشارف مدينة الباب، تجددت الاشتباكات بين تنظيم داعش من جهة، والفصائل المقاتلة والإسلامية العاملة ضمن عملية «درع الفرات» المدعومة من القوات التركية وطائراتها من جهة أخرى، في غرب مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تمكنت الفصائل والقوات التركية من التقدم والسيطرة على قرية في المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري، لافتًا إلى وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين جراء القصف المكثف والاشتباكات.
هذا، واندلعت اشتباكات بين تنظيم داعش من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في محور قرية الدويرة بريف حلب الشرقي. وواصلت القوات التركية قصفها إلى محيط الباب، مع تجديد محاولات اقتحام مدينة الباب والسيطرة عليها برفقة قوات «درع الفرات» المؤلفة من فصائل مقاتلة وإسلامية.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام مناطق في قرية عرشونة وأماكن أخرى في محيط مطار التيفور العسكري ومحيط قصر الحير بريف حمص الشرقي، ومناطق أخرى في قرى مسعدة والشنداخية الجنوبية ببادية تدمر، فضلاً عن قصف مناطق في مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وذلك بالتزامن مع هجمات نفذها النظام السوري، يهدف لإبعاد تنظيم داعش عن مطار «تي فور» العسكري في ريف حمص الشرقي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بتجدد الاشتباكات بوتيرة عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وتنظيم داعش من جانب آخر، في محيط منطقة مطار التيفور العسكري ببادية حمص الشرقية، ومناطق قربها، حيث تحاول قوات النظام تحقيق تقدم في المنطقة بغية استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها منذ بدء التنظيم هجومه في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي نفذه عقب وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة أرسلتها قيادة التنظيم إلى بادية تدمر، ليتمكن التنظيم من السيطرة على مدينة تدمر والمدينة الأثرية ومطار تدمر العسكري، وقلعة تدمر الأثرية، وقصر الحير الأثري، وحقل المهر، وحقل وشركة جحار، وقصر الحلابات وجبل هيال وصوامع الحبوب وحقل جزل ومستودعات تدمر ومزارع طراف الرمل، وقريتي الشريفة والبيضة الشرقية، ومواقع أخرى في محيط مدينة تدمر وباديتها.
بدوره، ذكرت وكالة «سانا» الرسمية السورية، أن وحدات من قوات النظام «وجهت ضربات مكثفة على «مواقع انتشار إرهابيي تنظيم داعش وطرق إمدادهم في قرية عرشونة وشرق قرية تياس وشرق المحطة الرابعة لضخ النفط ومنطقة بئر الفواعرة ومحيط قصر الحير وشرق مدينة القريتين بالريف الشرقي»، مشيرة إلى أن الضربات «أدت إلى مقتل العشرات من إرهابيي التنظيم، وتدمير عربات مدرعة وسيارات مزودة برشاشات ثقيلة وجرافة لهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».