رحيل يحيى الجمل.. أحد أبرز فقهاء مصر الدستوريين

شغل مناصب وزارية كثيرة وأوصى بخروج جثمانه من جامعة القاهرة

رحيل يحيى الجمل.. أحد أبرز فقهاء مصر الدستوريين
TT

رحيل يحيى الجمل.. أحد أبرز فقهاء مصر الدستوريين

رحيل يحيى الجمل.. أحد أبرز فقهاء مصر الدستوريين

غيب الموت في القاهرة أمس الفقيه الدستوري الدكتور يحيى الجمل، نائب رئيس الوزراء الأسبق عن عمر يناهز 86 عاما بعد معاناة مع المرض. وشيعت جنازة الفقيد من حرم كلية الحقوق بجامعة القاهرة، بعد صلاة الجنازة عليه بمسجد الجامعة، بحسب وصيته.
وكان في مقدمة المشيعين الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، ونوابه، والدكتور عمر سالم، عميد كلية الحقوق بالجامعة، وجمع كبير من أساتذة الحقوق، زملاء الدكتور الراحل يحيى الجمل. كما حضر الجنازة لفيف من المثقفين والسياسيين ورجال الإعلام. ولد الدكتور الجمل في 15 أغسطس (آب) 1930 بمحافظة المنوفية، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة في عام 1952، وحصل على الدكتوراه في القانون، عام 1967.
لعب الراحل أدوارا مهمة في الحياة السياسية والقانونية في مصر، فكان أحد الوجوه الداعمة بقوة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وانضم إلى لجنة الحكماء التي تم تشكيلها في أثناء اندلاعها.
وعقب الثورة تولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومتين متتاليتين، حكومتي أحمد شفيق، وعصام شرف، ثم استقال من منصبه وتفرغ للعمل بالمحاماة. كما كان الجمل عضو مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، كما أسس بالتعاون مع أسامة الغزالي حرب ومجموعة من السياسيين والمفكرين، حزب الجبهة الديمقراطية، وتولى رئاسته. ودعا إلى إنشاء لجنة تتولى مهمة تعديل الدستور المصري. واصفا التعديلات الدستورية للمادة 76 من الدستور التي تمت في عهد مبارك بأنها جريمة دستورية، رغم أنه تولى في عهده منصب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير التنمية الإدارية.
عاش الدكتور يحيى الجمل حياة حافلة بالعطاء، وكان شخصية محبوبة، تحظى آراؤه بالتقدير والاحترام، حتى من المختلفين معه. ساعده على ذلك خبرة طويلة اكتسبها من خلال العمل في السلك الوظيفي بداية من معاون، ووكيل نيابة، إلى أستاذ بقسم القانون العام بكلية الحقوق، جامعة القاهرة، ثم عميد للكلية.
عرف الراحل بحبه للأدب والشعر والفن، وكان عضوا في الكثير من المجالس المتخصصة داخل مصر وخارجها، من ضمنها، عضو المجلس القومي للتعليم والبحث العلمي، عضو لجنة القانون بالمجلس الأعلى للثقافة، عضو محكمة التحكيم الدولية بباريس.
حصل الراحل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1998، وترك الكثير من المؤلفات القانونية المهمة، من أبرزها «الأنظمة السياسية المعاصرة» 1969، «النظام الدستوري المصري»، 1970، «نظرية التعددية في القانون الدستوري». وله الكثير من المقالات في المجالات الأدبية في مصر والعالم العربي. وكان من أبرز كتاب الرأي بصحيفة «الشرق الأوسط»، على مدار سنوات كثيرة من حياته.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.