الحمام والبالونات والقرصنة الإلكترونية.. حرب الباكستانيين «الناعمة» على الهند

يستخدمونها لبعث رسائل شديدة اللهجة وانتقاد التحركات العسكرية على الحدود

متظاهرات يرفعن شعارات معادية للحكومة الهندية في سريناغار بكشمير أمس (أ.ف.ب)
متظاهرات يرفعن شعارات معادية للحكومة الهندية في سريناغار بكشمير أمس (أ.ف.ب)
TT

الحمام والبالونات والقرصنة الإلكترونية.. حرب الباكستانيين «الناعمة» على الهند

متظاهرات يرفعن شعارات معادية للحكومة الهندية في سريناغار بكشمير أمس (أ.ف.ب)
متظاهرات يرفعن شعارات معادية للحكومة الهندية في سريناغار بكشمير أمس (أ.ف.ب)

مع انهماك كل من الهند وباكستان في الانتقام سواء بالكلمات أو بالنيران على الحدود، يستخدم المواطنون الباكستانيون الحمام والبالونات، والموسيقى، للتعبير عن غضبهم في وجه الهند.
اعترضت أجهزة الأمن الهندية حماما، ووجدت بالونات تحمل كلمات مسيئة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وانتقادات له، وتهديدات بتلقين الهند درسًا، داخل الأراضي الهندية على مدى الأسبوع الماضي. كانت البالونات تهبط كل يوم في قرى هندية على بعد كيلومترين من الحدود مع باكستان، وتم اعتراض ثلاث حمامات تحمل رسائل مشفرة.
منذ الهجوم الإرهابي، الذي تم شنّه الشهر الماضي على معسكر للجيش الهندي في أوري والذي أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا، وما تلاه من بيان عسكري هندي بتنفيذ عمليات محددة الهدف على مواقع انطلاق الهجمات على طول الشريط الحدودي الفعلي، الذي يقطع إقليم كشمير، ويقسمه إلى جزء تابع للهند وآخر لباكستان، حاول الجانب الباكستاني عدة مرات إنكار هذه المزاعم، بل وأيضًا تنظيم حملة دعائية مضادة للهند. وتصاعدت التوترات من الجانبين على الصعيدين السياسي والمدني.
مع ذلك بدأ المواطنون المدنيون الباكستانيون حملتهم ضد الهند باستخدام طرق مبتكرة ومرحة. وكان هذا فحوى الرسالة، التي عثر عليها حرس الحدود الهندي على حمام رمادي اللون بالقرب من موقعهم، أن كل طفل الآن مستعد لقتال الهند؛ وحمل الطائر الرسالة مكتوبة على جسمه. وكان جزء من الرسالة مكتوبًا بالأردو، وهي اللغة الرسمية لباكستان. وتضمنت الرسالة أيضًا رقم هاتف باكستاني، مع توقيع «عسكر طيبة»، إحدى الجماعات الإرهابية الموجودة في باكستان، بحسب ما ذكره محققون.
واعترض جنود الهند حمامة أخرى، كان ريش ذيلها مصبوغًا بالأزرق بسبب الحبر، الذي تم استخدامه في الكتابة الأردو، مع رقم مكون من أحد عشر رقمًا، على حد قول ريسفال سينغ، مفتش مساعد في الشرطة. وتم استدعاء رجل دين مسلم للمساعدة في فكّ شفرة الرسالة، التي تبين أنها تحمل تحذيرات للهنود.
مع ذلك لا تعد الشكوك التي تحوم حول الطيور على طول الحدود بالأمر الجديد؛ فخلال العام الماضي، تم اكتشاف حمامة تحمل رقمًا غامضًا مكتوبًا على ريشها، وقبلها كانت هناك حمامة أخرى بها جهاز إرسال، مما أثار الشكوك في عمليات تجسس، والتي تعد من أكبر مخاوف السلطات من الجانبين.
وهبطت حمامة أخرى على منزل مشيد من الطوب للحلاق رامش تشاندرا في قرية مانوال، التي تقع على بعد نحو خمسة كيلومتر عن الحدود. وكان ما أثار شكوك الحلاق البالغ من العمر 14 عامًا، هو وجود علامات بالأردو. وتوجه رامش فورًا إلى أقرب مركز للشرطة وبحوزته الطائر «الجاسوس». وبعد فحص الطائر، تم وصف الطائر بالـ«جاسوس المشتبه به» في سجل محاضر الشرطة الرسمية للمنطقة. خلال شهر يوليو (تموز) العام الحالي، تم الإمساك بحمامة غير محددة الملامح مكتوب عليها باللغة العربية، وفي أرجلها حلقات، في ولاية غوجارات غربي الهند. وكان مكتوبًا على الرجل اليسرى للحمامة رقم 347867 / 0921، في حين كان مكتوبًا على رجلها اليمنى رقما آخرا هو201662431 PPA.
لطالما لعب الحمام دورًا مهمًا في الحرب؛ فبسبب قدرته على العودة إلى دياره، وسرعته الكبيرة، وقدرته على الطيران المرتفع، كثيرًا ما تم استخدامه من طرف الجيوش. وكان يتم استخدام الحمام الزاجل من سلالة «المتسابق للعودة إلى الديار» لتوصيل الرسائل خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، وتم منح 32 حمامة من تلك المجموعة ميدالية «ديكين».
من الملحوظ أن السكان المقيمين على جانبي الحدود يربون الحمام كهواية، وأحيانا يكتبون أرقام هواتفهم وعناوينهم على الطيور للاستدلال بها إذا ما ضلت الطريق، ويعد وسم الحمام علامة لتمييزه في القرى الحدودية الواقعة على جانبي الحدود أمرًا شائعًا. مع ذلك أحيانا تستخدم عناصر مفسدة مخربة على الحدود الحمام لنشر رسائل تحريضية كما حدث في الحالة التي نتناولها هنا. كذلك فتحت السلطات الهندية تحقيقًا لمعرفة أصل البالونات «الغامضة»، التي تحمل رسائل بالأردو، والتي تم الحصول عليها من عدة مواقع على طول الحدود مع باكستان. وتم توجيه رسائل مكتوبة مرفقة بالبالونات إلى رئيس الوزراء الهندي، متحدية إياه بـ«تجربة واكتشاف شجاعة وبسالة القوات المسلحة الباكستانية».
وشوهدت بعض من تلك البالونات على ارتفاع يتراوح بين 8 و10 كلم. وكان قطر أكثر تلك البالونات يتراوح بين بوصة وبوصتين. ورغم أن تلك البالونات حملت رسائل مختلفة، كانت تتمحور جميعها حول موضوع واحد؛ وهو انتقام باكستان.
استهدفت بعض الرسائل النساء الهندوسيات ووصفتهن بأوصاف مهينة. وتأتي هذه الأحداث في وقت يتم فيه إخلاء المناطق الحدودية من المدنيين، حيث تم الطلب من السكان مغادرة قراهم إلى مسافة تبعد أكثر من عشرة كلم عن الحدود. من الملامح الأخرى للعبة الدعاية الباكستانية قراصنة الإنترنت، والموسيقى الباكستانية الوطنية.
ويواجه قائدو الطائرات الهندية، التي تهبط بالقرب من الشريط الحدودي الفعلي، مشكلة كبيرة هذه الأيام، حيث يخترق قراصنة الإنترنت الباكستانيون تردد الاتصال الذي يستخدمه الطيارون، عن طريق برج المراقبة في جامو، ويبثون أغاني مثل «ديل ديل باكستان، جان جان باكستان». ويحدث هذا الاختراق للتردد الخاص بالهند منذ فترة. يتوخى الطيارون، الذين يهبطون في جامو الحذر، فعند المناورة من أجل الهبوط على الممرات، يمرون على مقربة كبيرة من الشريط الحدودي الفعلي. كذلك اخترق قراصنة الإنترنت من باكستان الموقع الإلكتروني للجنة الخضراء الوطنية الهندية. ووصفت المجموعة، التي أطلقت على نفسها اسم «دارك أنجيل» «الملاك الأسود»، الأمر بأنه انتقام للضربات محددة الأهداف، التي وجهها الجانب الهندي، في 29 سبتمبر (أيلول) .
كانت الرسالة، التي تركتها المجموعة على الموقع الإلكتروني، مفادها «لا يمكن هزيمتنا، إنكم تقتلون الأبرياء في كشمير، وتدّعون أنكم تدافعون عن بلادكم. إنكم تنتهكون اتفاق وقف إطلاق النار، وتسمون ذلك «هجمات محددة الهدف». ذوقوا الآن مرارة حرب الإنترنت»؛ وكان النشيد الوطني الباكستاني يذاع في خلفية الرسالة.
وهناك مزاعم بقيام بعض الحشود من الجانب الباكستاني بإلقاء الحجارة على الجانب الهندي أثناء مراسم الانسحاب على معبر وجاه بين البلدين. مع ذلك، لم يسفر ذلك عن أي إصابات. ورغم إلقاء الحجارة على الجانب الهندي، ورفع بعض الجمهور الباكستاني شعارات معادية للهند، ومؤيدة لضمّ إقليم كشمير، أتمّ حرس الحدود من البلدين المراسم. ويقوم حرس الحدود من الهند وباكستان بإجراء مراسم الانسحاب في معبر وجاه عند الغروب كل مساء. ويشاهد المئات من سكان البلدين المراسم التي تستغرق 30 دقيقة يوميًا.
وبعد التوترات الأخيرة، التي شهدتها العلاقة بين القوتين النوويتين، عقب تنفيذ الجيش الهندي لهجمات محددة الهدف على الشريط الحدودي الفعلي من أجل تدمير مواقع انطلاق الهجمات، توقفت تلك المراسم تمامًا. وتعكرت العلاقة بين البلدين بعد هجوم أوري، إذ تبذل الهند قصارى جهدها من أجل عزل باكستان.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.