توقعات بنمو سوق التأمين في السعودية بنسبة 1.1 في المائة مطلع العام المقبل

معدل إنفاق الفرد على التأمين أقل من المعدلات العالمية

مؤسسة النقد العربي السعودي  أوضحت أنه في نهاية الربع الثالث من عام 2013 بلغ عدد الشركات العاملة في التأمين في المملكة نحو 34 شركة
مؤسسة النقد العربي السعودي أوضحت أنه في نهاية الربع الثالث من عام 2013 بلغ عدد الشركات العاملة في التأمين في المملكة نحو 34 شركة
TT

توقعات بنمو سوق التأمين في السعودية بنسبة 1.1 في المائة مطلع العام المقبل

مؤسسة النقد العربي السعودي  أوضحت أنه في نهاية الربع الثالث من عام 2013 بلغ عدد الشركات العاملة في التأمين في المملكة نحو 34 شركة
مؤسسة النقد العربي السعودي أوضحت أنه في نهاية الربع الثالث من عام 2013 بلغ عدد الشركات العاملة في التأمين في المملكة نحو 34 شركة

توقع مختصون، انتعاش سوق التأمين في السعودية نهاية العام الحالي، على أن تبلغ نسبة نمو مطلع عام 2015 ما يقارب 1.1 في المائة، مشيرين إلى بطئه بداية عام 2014، بسبب تعثر بعض الشركات فيما يتعلق بعجز عملياتها، فضلا عن زيادة بعض احتياطاتها الفنية بمخصصات مطالبات العملاء بشكل عام.
من جهته، أبدى الدكتور فهد العنزي - خبير تأمينات - في حديث لـ«الشرق الأوسط»، تفاؤلا بانعكاس إيجابي للقرارات الحكومية، القاضية بالتأمين على المنشآت والأنشطة ذات الأخطار المرتفعة والأمكنة المكتظة بالجمهور، والتأمين الإلزامي على المركبات الحكومية.
ويعتقد أن سوق التأمين تتجه نحو التنظيم، ما من شأنه أن يؤثر إيجابيا على مؤشر الأسعار ليكون أكثر استقرارا، شريطة زيادة الاحتياطات الفنية لمستويات متوازنة، مشيرا إلى أن القرارات الأخيرة، تساهم في زيادة الأقساط المكتتبة للسوق ككل بحصة كبيرة تستفيد منها جميع الشركات.
وفي هذا السياق، قال هاني أشقر، الشريك الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط لـ«بي دبليو سي» لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع نمو سوق التأمين في السعودية، حال شروعه في عمليات اندماجات وإعادة تشكيل متوقعة خلال الأعوام المقبلة، في ظل توافر المتطلبات التنظيمية الجارية بشكل صارم».
وعزا التوجه المتوقع لدخول شركات التأمين في اندماجات، إلى الرغبة في تفادي مخاطر تدني النمو وارتفاع التكاليف في ظل نتائج مالية ضعيفة للاكتتابات لبعض منها، مشيرا إلى أن التقرير السنوي لمؤسسة النقد العربي السعودي لعام 2012، أكدت تكبد عشر من أصل 35 شركة خسائر مالية سنوية.
ويعتقد أشقر أن هذا الوضع دفع ببعض المساهمين في شركات التأمين المتوسطة والصغيرة، نحو ضخ المزيد من الأموال، لمواكبة متطلبات مؤسسة النقد العربي السعودي.
وأضاف: «أتوقع أن يساهم استمرار تمويل هذه المؤسسات، في ظل تشديد القيود على الشركات الصغيرة، وخاصة تلك التي دخلت السوق أخيرا، من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي، في التحفيز على المزيد من الاندماجات بين الشركات العاملة في السوق». ولفت إلى أن أسواق التأمين الكبرى في الشرق الأوسط، ستشهد استمرارية التجزئة، إضافة إلى المواقف الصارمة من قبل المنظمين لقضايا الملاءة المالية والامتثال للقوانين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن فرص الدخول إلى سوق التأمين في السعودية للشركات الجديدة ضيقة.
من جهته، ربط الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحمن باعشن هذا الوضع بصعوبة الالتزام بالشروط والبنود المالية بالنسبة لشركات التأمين، متوقعا فرض منطق البقاء للأفضل بين شركات التأمين في السعودية، مشيرا إلى أنها تمثل فرصة جيدة للشركات الكبيرة منها لترسخ قدمها في السوق.
واتفق باعشن مع أشقر، في أن أسواق التأمين الرئيسة في منطقة الخليج العربي بشكل عام، ستتجه نحو تعزيز موقفها من خلال اتباع سياسة صفقات الاندماج، مشيرا إلى عدد من أسباب نمو القطاع.
وشدد على ضرورة تفعيل دور الهيئات التنظيمية في الإشراف والتشجيع على الاندماجات، وذلك لتشخيص أسباب بطء تقدم صفقات التأمين بالمنطقة، لتسريع وتيرة صفقات الاندماج والاستحواذ في القطاع.
ونوّه باعشن إلى أن معدل إنفاق الفرد على التأمين أقل من المعدلات العالمية بشكل كبير، مبينا أن تقرير «البلاد المالية» أكد أن معدل إنفاق الفرد على التأمين في السوق السعودية بلغ 816 ريالا سعوديا (218 دولارا) للفرد في عام 2013، وهو أقل من المتوسط العالمي الذي يبلغ 2460 ريالا (656 دولارا) للفرد في العام السابق. كما يبلغ معدل انتشار التأمين 0.88 في المائة، مقارنة بالمعدل العالمي الذي بلغ 6.5 في المائة لعام 2013، بينما بلغ عمق التأمين غير النفطي 1.66 في المائة، متوقعا نمو القطاع بنسبة 1.1 مع مطلع العام الجديد.
يشار إلى أن مؤسسة النقد العربي السعودي، أوضحت أنه في نهاية الربع الثالث من عام 2013 بلغ عدد الشركات العاملة في التأمين وإعادة التأمين في المملكة نحو 34 شركة، بالإضافة إلى 180 شركة مهن حرة لمساندة خدمات التأمين. وبلغت نسبة أقساط التأمين المكتتب بها حتى الربع الثالث من عام 2013 إلى الناتج المحلي الإجمالي للعام ذاته نحو 0.69 في المائة، وهو ما يشير إلى الفرص الكبيرة لنمو القطاع خلال السنوات المقبلة.



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.