بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* خذ قلبي ولا تمس عيوني!
تشير الإحصاءات إلى أن هناك نحو 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بالعمى بسبب تلف قرنياتهم - إما عقب تعرضهم للخدش والجروح أو بسبب الحوادث أو تعرض العين للعدوى البكتيرية الشديدة التي لم تعالج بطريقة صحيحة. وبعد زراعة القرنية، فإن أكثر من 90 في المائة من عمليات زرع القرنية تظل تؤدي وظيفتها إلى ما بعد سنة واحدة، و74 في المائة تؤدي وظيفتها حتى خمس سنوات. وهذا يؤكد مدى الحاجة لتوفير متبرعين بقرنياتهم بعد وفاتهم.
العيون هي أحد أعضاء الجسم المهمة، مثلها مثل القلب والكلى والكبد من حيث الوظائف، وإن كانت الأخرى تمثل أعضاء تعتمد عليها الحياة. إلا أن العين تبدو أكثر أهمية عند البشر وتعتبر جزءا غاليا من الجسم لا يتحمل الشخص التصريح أو تدوين الإقرار بأنه مستعد للتبرع بها بعد وفاته.
وقد ظهر هذا التوجه جليا في دراسة حديثة أجراها فريق طبي في المملكة المتحدة قام به عدد من قبل مقدمي الرعاية الطبية للعيون (أوبتيجرا) Optegra مشاركة مع مقدمي الرعاية الصحية الخيرية للعيون (الكفاح من أجل البصر) Fight for Sight.
قام فريق البحث بعمل مسح، شمل 2016 شخصا من البالغين في المملكة المتحدة، تمت مقابلتهم جميعا، وقال نحو ثلثي المشاركين إنهم لن يتبرعوا بالقرنية بعد وفاتهم من أجل زرعها لأناس آخرين. وكان أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع مستعدين للتبرع بالكلى، وصرح نحو 49 في المائة منهم بأنهم على استعداد للتبرع بالكبد. وبالمثل، صرح نحو 48 في المائة بإمكانية التبرع بقلوبهم، وقال 47 في المائة إنهم يوافقون على التبرع برئاتهم. أما عن القرنية فلم تتجاوز نسبة الذين أبدو الاستعداد للتبرع بها بعد وفاتهم 36 في المائة فقط.
وبتحليل أسباب إحجام الغالبية من المشاركين عن التبرع بعيونهم والعوامل التي أثرت على قرار التبرع من عدمه، وجد فريق البحث أن العامل الرئيس المؤثر على اتخاذ القرار هي المعتقدات الفردية المتوارثة حول العينين، فلقد رأى ثلاثة من كل 10 مشاركين أن عيونهم غالية لهم وتعتبر فريدة بين جميع أعضاء الجسم، في حين رأى 29 في المائة من المشاركين أن العيون هي الجزء الأكثر شخصية في الجسم. وكان أكثر من ربع الذين شملهم الاستطلاع يترددون في التبرع بالقرنية، لأنهم يشعرون بأنها ستكون مفاجأة سيئة ومحزنة لأسرهم، كما وجد أن واحدا من كل ستة أشخاص أعربوا عن السبب الروحي لقرارهم عدم التبرع بعيونهم.
يظهر هذا المسح الطبي أن الناس أكثر استعدادا للتبرع بقلوبهم من عيونهم، وأن العيون هي الأقل احتمالا للتبرع، وأن الحاجة لمتبرعين بعيونهم ستظل قائمة لوقت قد يطول.
* هل للختان آثار جانبية؟
يتعرض ختان الذكور إلى جدل كبير في الأوساط الحكومية القانونية والصحية في كثير من الدول الغربية، بين مؤيد ومعارض ومؤيد متحفظ، ومن قام بنشر إشاعات حول سلبيات يحدثها الختان، وأنه يؤثر على حساسية القضيب والوظيفة الجنسية.
ختان الأطفال حديثي الولادة قد لا يضعف حساسية القضيب.. هذه هي نتيجة دراسة كندية نشرت في «دورية المسالك البولية» The Journal of Urology وجد العلماء أنه ليس هناك أي فرق بين الرجال المختونين وغير المختونين بشأن الوظيفة الجنسية.
وعليه قام باحثون في جامعة كوينز في كينغستون Queen›s University in Kingston بإجراء دراسة لإثبات أو نفي تلك الإشاعات. شملت الدراسة 62 رجلا تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عاما. كان من بين هؤلاء المشاركين ثلاثون رجلا قد خضعوا للختان وهم أطفال حديثو الولادة، أما الباقون وعددهم 32 فقد كانوا غير مختونين. تم إخضاع جميع المشاركين من المجموعتين لاختبار شمل الآتي: اللمس، الألم، الإحساس بالدفء ودرجة تحمل ألم الحرارة. وتم تطبيق الاختبارات على عدة مواقع من سطح القضيب، وهي حشفة القضيب، خط الوسط الطولي، الخط الأقرب إلى خط الوسط من سطح القضيب، والقلفة (إن وجدت كما في حالة غير المختونين)، وتم تحديد موقع على الساعد كنقطة تحكم control site.
وعلى النقيض من الدراسات السابقة، فقد وجد الباحثون عدم وجود فروق في الحساسية عبر أنواع التحفيز الأربعة عند المشاركين سواء الرجال المختونين وغير المختونين. وهذا يثبت أن فرضية تكون طبقة الكيراتين keratinisation عند حشفة القضيب عند الرجال المختونين غير صحيحة. وعلاوة على ذلك، قد دحضت هذه الدراسة أيضًا أن جلد القلفة هو الجزء الأكثر حساسية في القضيب. بل وجد الباحثون أن حساسية القلفة كانت مماثلة لحساسية موقع السيطرة أو الكونترول على الساعد لأي نوع من الحوافز التي تم اختبارها. وفي المقابل، كانت مواقع الاختبار الثلاثة الأخرى أكثر حساسية للألم بشكل ملحوظ.
وتخلص هذه الدراسة، وفقًا لتصريح رئيسة فرق البحث جنيفر بوسيو Jennifer Bossio إلى أنه لا توجد أي اختلافات بين المجموعتين من حيث تقييم الوظيفة الجنسية، بمعنى أن الختان ليس سببًا في خلق أي فرق في الوظيفة الجنسية بشكل عام، وأن الختان عملية آمنة ودون آثار جانبية غير مرغوبة.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.