بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* فوائد الأسبرين لمرضى السرطان
* يقلل الكثيرون من أهمية دواء الأسبرين كونه أقدم المسكنات ومضادات الالتهابات التي أنتجت منذ أكثر من قرن من الزمان، خاصة في ظل وجود عقاقير مطورة حديثة. وفي الحقيقة تطالعنا كل يوم المختبرات باكتشافات واستخدامات جديدة لأدوية قديمة مثل الأسبرين، ومن ذلك أن تناول جرعات منخفضة المستوى من الأسبرين يمكن أن تزيد من فرصة البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان.
جاء هذا في دراسة حديثة، مرجعية وممنهجة، قام بها فريق بحث بريطاني ونشرت نتائجها في مجلة «المكتبة العامة للعلوم (بلوس وان) Public Library of Science (PLoS One)». وكانت هناك دراسات أخرى سابقة أظهرت أن تناول الأسبرين يمكن أن يقلل من الإصابة ببعض أنواع السرطان.
فريق البحث في هذه الدراسة من جامعة كارديف Cardiff University أراد معرفة ما إذا كان هذا الدواء يمكن أن يساعد أيضًا في العلاج، وعليه قاموا بإجراء بحث منهجي لجميع المؤلفات والأدبيات العلمية، وبحثوا في كل البيانات المتاحة بما في ذلك التجارب الخمسة العشوائية والـ42 دراسة رصدية سابقة لسرطان القولون والمستقيم، وسرطان الثدي، وسرطان البروستاتا. وكان متوسط فترة المتابعة خمس سنوات.
وتشير نتائج هذا البحث إلى أن إعطاء جرعة صغيرة من الأسبرين يتناولها المرضى الذين يعانون من سرطان القولون أو وسرطان الثدي أو سرطان البروستاتا، بالإضافة إلى العلاجات الأخرى، يرتبط مع انخفاض ملحوظ في الوفيات يقدر بنحو 15 - 20 في المائة، جنبا إلى جنب مع وجود انخفاض في انتشار السرطان. وتشير نتائج ست دراسات أخرى، كانت قد أجريت على أنواع أخرى من السرطان، وجود انخفاض أيضًا، ولكن تعذر الإعلان عن تفسير العلماء الباحثين لها في هذه الدراسات كون عدد المرضى فيها قليلاً جدًا. ووجد في هذه الدراسات وجود الطفرة PIK3CA في نحو 20 في المائة من المرضى، مما يوضح كثيرًا ويفسر الحد من الوفيات بين مرضى سرطان القولون الذين تناولوا الأسبرين.
وبالأخذ في الاعتبار المخاوف حول تناول الأسبرين واحتمال حدوث نزيف معوي، قام الباحثون بدراسة الأدلة المتاحة للنزيف المهدد للحياة بشكل خاص. وقال رئيس فريق البحث ضمن توصياته في هذه الدراسة، بيتر إلوود Peter Elwood، إن هناك حاجة ماسة لإجراء بحوث أكثر تفصيلا للتحقق من نتائج هذه المراجعة وكذلك للحصول على أدلة تتوافق مع أنواع السرطان الأخرى الأقل شيوعًا، وحث المرضى الذين شخصت حالاتهم بإصابتهم بسرطان ما إن يتحدثوا إلى أطبائهم، والأطباء أن يأخذوا هذه النتائج بعين الاعتبار حتى يتمكنوا من اتخاذ قرار مستنير بشأن ما إذا كان ينبغي أولا إعطاء مرضاهم جرعة منخفضة من الأسبرين كجزء من علاج السرطان.
* مرضى هشاشة العظام والكسور
* يزداد خطر الإصابة بكسر العظام للمرة الثانية وعلى الفور، بعد حدوث الكسر الأول مباشرة بسبب مرض هشاشة العظام. وجدت هذا دراسة مشتركة بريطانية وآيسلندية مشتركة قدمت في المؤتمر العالمي لهشاشة العظام the World Congress on Osteoporosis المختص بأمراض العظام والعضلات في مدينة ملقا بإسبانيا.
ولقد ثبت من الدراسات التي قدمت في المؤتمر أنه بعد مرور عام على الكسر الأول، يزداد الخطر لدى المريض بنحو ثلاث مرات، مرتفعًا عن أقرانه من الأفراد الذين لم يسبق لهم أن تعرضوا للكسر.
وتفصيل هذه الدراسة الأخيرة يتلخص في قيام باحثين من جامعة ساوثهامبتون the University of Southampton بدراسة قاعدة بيانات مكونة من 118872 من الجنسين الرجال والنساء الذين ولدوا بين عامي 1907 و1935 وكانوا جزءا من دراسة طويلة سابقة تدعى ريكيافيك Reykjavik خلال الفترة 1967 - 1991. تم استخراج بيانات عن جميع الكسور التي سجلت منذ دخول المشاركين في الدراسة حتى عام 2012.
وجد الباحثون في نتائج الدراسة أن هناك 5039 مريضًا سبق أن عانوا من واحد أو أكثر من الكسور الرئيسية فأدرجوهم في الدراسة والتحليل. كما وجدوا أن من بين هؤلاء المرضى كان هناك 1919 مريضا تعرضوا للكسر مرة ثانية.
اتضح للباحثين أن خطر الإصابة بكسر كبير ثان عند مرضى هشاشة العظام بعد الكسر الأول كان كبيرا وتزداد نسبته 4 في المائة عن كل سنة من العمر، وكانت النساء أكثر تعرضا لهذا الخطر عن الرجال بنسبة 41 في المائة.
وكانت نسبة خطر الكسر الثاني أكبر مباشرة بعد حدوث الكسر الأول، ثم تتراجع نسبة الخطر لاحقًا مع مرور الوقت. وعلى الرغم من ذلك تظل النسبة عالية وأكبر من نسبة إصابة بقية الناس الذين لا يعانون من هشاشة العظام.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة أوضح رئيس فريق البحث د. نيكولاس جيم هارفي Nicholas C. Harvey أن نتائج هذه الدراسة تظهر أن خطر حدوث مزيد من الكسور الكبيرة بعد أول كسر لمرضى هشاشة العظام هو أكبر مباشرة بعد الإصابة الأولى، ولكن زيادة المخاطر تبدأ تتلاشى شيئا فشيئا في السنوات اللاحقة.
وعليه صدرت عن هذه الدراسة التوصية بضرورة بدء العلاج الدوائي مباشرة بعد الإصابة الأولى مع مرضى هشاشة العظام، وذلك بهدف الوقاية من خطر حدوث كسر آخر ثانوي.
استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.