القادة العرب يجمعون على ضرورة تحريك عملية السلام ومعالجة الوضع السوري

عباس: ممتنون لمبادرة خادم الحرمين دعم صمود المدن الفلسطينية

الشيخ صباح الأحمد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي (أ.ب)
الشيخ صباح الأحمد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي (أ.ب)
TT

القادة العرب يجمعون على ضرورة تحريك عملية السلام ومعالجة الوضع السوري

الشيخ صباح الأحمد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي (أ.ب)
الشيخ صباح الأحمد مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي (أ.ب)

ألقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مساء أمس، كلمة في الجلسة الثانية لأعمال القمة، حيث أكد على ضرورة تفعيل منظومة التعاون والعمل العربي المشترك باعتبار ذلك السبيل الأنجع لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في العيش بأمن وسلام وبناء مستقبل أفضل لها.
وقال الملك عبد الله الثاني إن الأردن سيقوم بدوره اللازم للنهوض بالعمل العربي المشترك وتسخير جميع إمكانياته وطاقاته في جميع المنابر الدولية، لا سيما في مجلس الأمن الدولي، لخدمة المصالح والقضايا العربية. وأوضح أن المنطقة العربية تعاني من تحديات وأخطار ناجمة عن عدم التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تعد جوهر الصراع في المنطقة، إلى جانب تفاقم الأزمة في سوريا وتصاعد حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري والأعباء التي تتحملها الدول العربية المحيطة بسوريا، واستمرار التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية لترسيخ أمنها واستقرارها.
وجدد التأكيد على أن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقابلة للحياة استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية هي الأساس لإنهاء النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، وإحلال السلام الشامل لترسيخ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وشدد العاهل الأردني على ضرورة أن تراعي جميع الاتفاقات الخاصة بقضايا الوضع النهائي المصالح الأردنية العليا، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لحمل إسرائيل على وقف سياساتها وإجراءاتها الأحادية ودفعها إلى استغلال مبادرات السلام العربية والفرصة التاريخية المتاحة الآن للوصول إلى السلام المنشود. وقال إن الأردن سيواصل القيام بواجباته للحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية وتثبيت سكانها العرب ودعم صمودهم وتعزيز وجودهم في مدينتهم، والتصدي للإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية في القدس خاصة تلك التي تستهدف المسجد الأقصى.
وفي ما يتعلق بالشأن السوري، ذكر العاهل الأردني أن استمرار الأزمة في سوريا وانتشار المجموعات المتطرفة فيها ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم، مما يتطلب إيجاد حل سياسي انتقالي شامل وسريع لهذه الأزمة لإنهاء معاناة الشعب السوري، وتلبية طموحاتهم بالتوافق مع جميع الأطراف، بما يحفظ وحدة أراضي سوريا واستقلالها السياسي، وإطلاق إصلاحات داخلية تضمن التعددية والديمقراطية وتؤدي إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. وأكد الملك عبد الله ضرورة دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وتعزيز قدراتها وإمكانياتها، إضافة إلى تقديم الدعم للمجتمعات المحلية المتأثرة من تدفق اللاجئين في دول الجوار، وكذلك تحسين الظروف الإنسانية داخل سوريا.
وأكد الملك عبد الله الثاني التزام بلاده بمبدأ الوسطية والاعتدال والتصدي بكل حزم لجميع أشكال الفرز الديني والعرقي والمذهبي ومظاهر التطرف والإرهاب وأسبابها.
ومن جهته، طرح الرئيس المصري عدلي منصور، في خطابه، عدة مبادرات لتفعيل شعار القمة وتنفيذه بالعمل معا لمستقبل أفضل، أولاها اعتبار 2014 عاما لمحو الأمية في المنطقة العربية، والدعوة إلى اجتماع لوزراء التعليم العرب، ودعم مقترح مصر بعقد اجتماع لوزراء العدل والداخلية قبل شهر يونيو (حزيران) المقبل، في إطار تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، والبناء على ما تحقق في مراكش. كما دعا إلى إقرار استراتيجية عربية موحدة من خلال استضافة مصر لمؤتمر يعقد في مكتبة الإسكندرية لمراجعة الفكر المتطرف حرصا على مستقبل الشباب.
وتحدث منصور عن المنعطفات التي مرت بها المنطقة، وقال «واهم من يتصور أن الأمة فاترة ولا تتفاعل مع الأحداث، مشيرا إلى أن مصر تدعم شعار القمة، وتتصدى لأي محاولة للوقيعة بين الشعوب. وطالب بضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ودعم الخيارات الوطنية، وتجنب الانجرار للتدخل بحثا عن نفوذ أو دور، مشيرا إلى أن هذا كله لن يشق الصف العربي.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إسرائيل تسعى للاستفراد بالشعب الفلسطيني وسط محاولاتها تغييب أي مرجعية معتمدة لعملية السلام. وأشار عباس، في كلمته أمام قمة الكويت، إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم توفر فرصة إلا واستغلتها لإفشال الجهود الأميركية. وأضاف أن إسرائيل تطرح علنا قناعتها بأن ما يواجهه الوطن العربي من تحديات يفقده القدرة على الرد والتصدي، مما يفتح المجال أمامها للاستفراد بالشعب الفلسطيني مجددا.
واتهم إسرائيل بمحاولة التنصل من التزاماتها خاصة في ما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى ووقف الاستيطان، بجانب مواصلة تهويد القدس في مسعى لمحو الهوية الإسلامية والمسيحية منها. وحذر أبو مازن من تسريع عمليات الاستيطان والقتل والهدم في الأراضي الفلسطينية والتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود كما جرى في المسجد الإبراهيمي الشريف. ولفت إلى المواقف الإسرائيلية الرسمية الرافضة لإنهاء الاحتلال، وسعيها لتكريسه وإدامته بصور شتى. وقال إن «إسرائيل بدأت في ابتداع شروط جديدة لم يسبق طرحها سابقا، كالاعتراف بها كدولة يهودية، وهو أمر نرفض مجرد مناقشته».
وحدد الموقف الفلسطيني بمطالب واضحة أولها قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي المحتلة عام 1967، وثانيا حل قضية اللاجئين الفلسطينيين حلا عادلا ومتفقا عليه وفق القرار 194، وكما نصت عليه مبادرة السلام العربية. وشدد عباس على أن الحل السياسي لا يزال هو الأمثل لإنهاء الأزمة في منطقة الشرق الأوسط. ودعا القادة العرب إلى بذل جهود من أجل تحقيق توافق بشأن تصور موحد يقدم إجابات موحدة على التحديات الماثلة ولتقديم رؤية عربية متماسكة تفرض حضورها في النقاش الدولي، ولجعل المواطن العربي يثق في مؤسسة القمة وفي قدرتها على تشخيص الواقع بكل تعقيداته غير المسبوقة.
وتقدم الرئيس الفلسطيني كذلك بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على الدعم المالي الاستثنائي بقيمة مائتي مليون دولار لدعم مدينة القدس وجميع المدن الفلسطينية. واستدرك بالقول «ونثمن عاليا وفاء المملكة العربية السعودية بجميع التزاماتها تجاه دعم دولة فلسطين وفق قرارات القمم العربية، بل إناه قامت بمبادرات مشكورة بتقديم دعم إضافي في إطار شبكة الأمان المالي». وتقدم بالشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر على تقديم مساهمات مالية استثنائية لدعم الاقتصاد الفلسطيني، مضيفا «والشكر موصول لجميع الدول العربية الشقيقة على كل ما تقدمه من دعم مالي لدعم صمود الشعب الفلسطيني».
وعلى صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية، جدد الرئيس عباس التأكيد على التزام الجانب الفلسطيني بالاستمرار في بذل جهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية وتنفيذ الاتفاقات الداعية إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات، مبينا أنه في انتظار نتائج الاتصالات الجارية. وأكد أن السلطة الفلسطينية تبذل أقصى ما تستطيعه لتوفير الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة المحاصر وتذليل العقبات التي تحول دون ذلك.
من جهته، أشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بما قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من دعم لليمن، كما تحدث عن تطورات الوضع في بلاده، مؤكدا على أهمية مكافحة الإرهاب وإدانته.
ومن جانبه، أشاد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بدور خادم الحرمين في تبني مبادرة الأمن الغذائي، وتحدث عن أهمية تطوير وتفعيل دور الجامعة العربية لقيادة العمل العربي المشترك، وتحقيق تطلعات الشعوب في الأمن والاستقرار.
وأكد تمسك السودان بميثاق الجامعة العربية في تحقيق التكامل والأمن وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول ومحاربة الإرهاب والتطرف.
أما رئيس لبنان فقد دعا إلى تفعيل لجنة مبادرة السلام العربية، ودعا إلى حل الأزمة السورية، وتشجيع الحل السياسي. وأشاد بالمنحة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لدعم الجيش اللبناني بمبلغ قدره ثلاثة مليارات دولار، وطالب بتقديم الدعم إلى لبنان كما أشار إلى توصل القوى السياسية في لبنان إلى توافق حول تداول السلطة في الموعد المحدد وفقا للدستور. واستخدم الرئيس التونسي المنصف المرزوقي كلمات المخاطر والتهديد الذي يتعرض له العالم العربي أكثر من 30 مرة، فقال أمام الجلسة الثانية للقمة العربية: «إن هناك خطورة على الجميع تدفعني للحديث بصراحة، منها التهديد بعودة الطائفية وفشل دور الدولة في تحقيق المواطنة، وكذلك هناك تهديدات بين الفقر والبطالة، وتهديد قادم من الصراع بين الشباب والشيوخ».
ودعا المرزوقي إلى تشكيل لجنة عربية للمصالحة ومعالجة الخطر الذي يهدد دول المنطقة، ودعا أيضا إلى تنفيذ القرارات التي تصدر عن القمم العربية، وتحدث عن استضافة تونس لمؤتمر القمة الاقتصادية التنموية الرابعة.
فيما تحدث الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز عن تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تؤثر على مناطق في كل أنحاء العالم، وشدد على أهمية الدور الذي يقوم به الأخضر الإبراهيمي في سوريا، ودعا إلى تضامن عربي للقضاء على الإرهاب، خاصة ما يحدث في العراق ولبنان، كما تحدث عن الجريمة المنظمة في منطقة الساحل، وطالب بالوقوف في وجه الجماعات المتطرفة التي تحاول تبرير أفعالها وتأويل الدين والإسلام واستغلاله في قتل الأبرياء ونشر الغلو والتطرف، وقال إن بلاده اعتمدت استراتيجية لمكافحة الفقر والانفتاح على الشباب والتصدي للمجموعات المسلحة، مشيرا إلى أن منطقة الساحل تعاني من الأزمات على مدار عقد من الزمن، وتواجه أزمات اقتصادية وأمنية.
ودعا الرئيس الموريتاني إلى إطلاق مبادرة عربية لدعم دول الساحل الخمس موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو انطلاقا من التداخل والشركة الاستراتيجية العربية - الأفريقية خاصة بعد القمة التي انعقدت في الكويت أخيرا. واقترح استضافة بلاده منتدى اقتصاديا عربيا - أفريقيا لتحقيق مصالح حيوية للطرفين العربي والأفريقي.
ومن جهته أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس في كلمة ألقاها نيابة عنه رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران أمام القمة، أن مبادرة السلام العربية لا تزال مقترحا واقعيا من أجل تحقيق السلام الشامل لما فيه خير المنطقة.
وقال ابن كيران، إن الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي حرص على عقد الدورة الـ20 للجنة القدس بمدينة مراكش تحت رئاسته الفعلية.
ولفت إلى أن هذه الدورة شهدت حضورا متميزا لأول مرة من جانب ممثلين عن الأمين العام للأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن بجانب الاتحاد الأوروبي والفاتيكان.
فيما طالب رئيس المجلس الوطني الليبي نوري أبو سهمين بدعم الشرعية في بلاده، ومعاقبة كل من يسرق النفط الليبي حتى لو كان ذلك في أعالي البحار.
وأشار أبو سهمين إلى وضع ليبيا لخارطة طريق محددة بتوقيت زمني لإجراء انتخابات للمجلس الوطني بعد الانتهاء من وضع قانون الانتخابات.



السعودية تدين قصف إسرائيل مخيم النصيرات وسط غزة

فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)
فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)
TT

السعودية تدين قصف إسرائيل مخيم النصيرات وسط غزة

فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)
فلسطينية تسير بين أنقاض مبانٍ دمرتها الغارات الإسرائيلية على مخيم النصيرات (إ.ب.أ)

أعربت السعودية، الجمعة، عن إدانتها واستنكارها قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية لمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وأكدت في بيان لوزارة خارجيتها، أن إمعان قوات الاحتلال في انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي والإنساني، واستهدافاتها المستمرة للمدنيين الأبرياء «ما هي إلا نتيجة حتمية لغياب تفعيل آليات المحاسبة الدولية».

وجدّدت السعودية مطالبتها للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الجاد والفعّال لوضع حد لهذه الانتهاكات الصارخة والمتكررة «حفاظاً على أرواح المدنيين، وما تبقى من مصداقية الشرعية الدولية».