انفتاح من إقليم كردستان على المعارضة السورية

بارزاني ناقش مع حجاب دور أكراد سوريا.. ومحاربة «داعش» والإرهاب

انفتاح من إقليم كردستان على المعارضة السورية
TT

انفتاح من إقليم كردستان على المعارضة السورية

انفتاح من إقليم كردستان على المعارضة السورية

كشف قيادي كردي سوري معارض أن رئيس المعارضة السورية ورئيس هيئتها التفاوضية العليا، رياض حجاب بحث مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الحل السياسي في سوريا والشأن الكردي خلال لقائه الأخير في أربيل، فيما أعلنت رئاسة إقليم كردستان، أن رئيس الإقليم مسعود بارزاني بحث مع حجاب مجموعة من القضايا المتعلقة بالشأن السوري، منها الأوضاع على الساحة السورية والمشاركة في مؤتمر جنيف والدور الكردي في المؤتمر.
وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط» إن أربيل عاصمة إقليم كردستان تحتضن دوما اجتماعات وزيارات مهمة لأقطاب المعارضة السورية، سواء أكانت كردية أو غير كردية، فقد زارها خلال السنوات الماضية معظم قادة المعارضة السورية الكردية والعربية.
بدوره بيّن المنسق العام لحركة الشباب الكردي في سوريا عماد يوسف أسباب الزيارة بالقول: «هي الأولى من نوعها لرياض حجاب بعد توليه رئاسة المعارضة السورية، وقد بحث مع رئيس الإقليم القضايا الإقليمية والشأن الكردي الخاص في سوريا، أما الجانب الآخر من الزيارة فتأتي من أجل التنسيق وتضافر الجهود في محاربة «داعش» والإرهاب»، مشيرا إلى أن حجاب بحث مع رئيس الإقليم موضوع الحل السياسي في سوريا، ودعم رئيس الإقليم للحل السلمي هناك.
من جانبه قال عضو اللجنة المركزية في الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري نوري بريمو، لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الزيارة تندرج في إطار العلاقات الثنائية بين إقليم كردستان والمعارضة السورية، واهتمام الإقليم ورئيس الإقليم مسعود بارزاني بمستقبل الشعب السوري والبحث عن مخارج وحلول للأزمة السورية العالقة منذ أكثر من خمسة أعوام». وتابع بريمو: «نحن في المجلس الوطني الكردي لنا رؤيتنا لسوريا المستقبل، فالجانب الكردي يريد سوريا المستقبل أن تكون اتحادية فيدرالية، ونحن اليوم نشارك في جنيف 3. وبما أننا منخرطون في عملية المفاوضات الحالية في سوريا والمنطقة، لذا نحن مؤمنون بما تفضي إليه هذه المفاوضات».
وتزامنا مع هذه الزيارة ذكر مصدر مسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا (بي واي دي) القريب من حزب العمال الكردستاني التركي المعارض، أن وفدا مؤلفا من قيادات سياسية من مقاطعة كوباني كان متوجها إلى روسيا لكن لم يُسمح له بدخول الإقليم، وأوضح النائب السابق لرئيس هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة كوباني والمسؤول في حزب الاتحاد الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط»، أسباب منع الوفد من اجتياز الحدود، بالقول: «الأمر متعلق بإغلاق معبر سيمالكا، لأن المعبر قبل حلول عيد نوروز وحتى الآن مغلق، ودائما ما يُغلق المعبر خلال عيد نوروز».
وتشهد العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا بعض التوترات، على خلفية سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي على السلطة في كردستان سوريا وعدم فسحه المجال للأحزاب الكردية الأخرى للمشاركة في إدارة المناطق الكردية وعدم فسح المجال أمام قوات بيشمركة غرب كردستان للمشاركة في حماية المناطق الكردية في سوريا، رغم توقيع اتفاق الأحزاب الكردية بما فيها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا، في دهوك في أكتوبر من عام 2014 برعاية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، فإن الاتفاق لم ينفذ حتى الآن.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».