الخارجية الأميركية تفرج عن آلاف أخرى من رسائل إلكترونية خاصة بكلينتون

استخدامها بريدها الخاص أثناء عملها وزيرة للخارجية يطارد حملتها الانتخابية

الخارجية الأميركية تفرج عن آلاف أخرى من رسائل إلكترونية خاصة بكلينتون
TT

الخارجية الأميركية تفرج عن آلاف أخرى من رسائل إلكترونية خاصة بكلينتون

الخارجية الأميركية تفرج عن آلاف أخرى من رسائل إلكترونية خاصة بكلينتون

نشرت وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، دفعة جديدة تضم نحو 5500 صفحة إضافية من رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها واستقبلتها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، لكنها لم تكشف عن معظم مراسلاتها بحلول نهاية العام. وقالت وزارة الخارجية، إنها تكشف عن تلك الرسائل «قبل انتهاء الأعمال عشية العام الجديد، سعيًا من الحكومة نحو الوفاء بالموعد النهائي من دون معلومات كاملة تجعل من السهل البحث في تلك الوثائق».
وذكرت وزارة الخارجية في بيان: «لقد عملنا بجد للاقتراب من الهدف قدر المستطاع، لكن مع العدد الكبير للوثائق والعطلة المقررة لم نتمكن من الوفاء بالهدف هذا الشهر».
وأضافت: «لتضييق الفجوة، ستقوم وزارة الخارجية بنشر آخر لرسائل البريد الإلكتروني للوزيرة السابقة كلينتون في وقت ما خلال الأسبوع المقبل».
وذكرت الوزارة، أن «1274 رسالة بريد إلكتروني لكلينتون صُنفت بأثر رجعي على أنها محظورة منذ أن بدأت الوزارة فحصها تمهيدًا لنشرها على الجمهور. واعتبرت اثنتان من تلك الرسائل في الدرجة الثانية من السرية، وهو تصنيف ينطبق على المعلومات التي قد تتسبب في أضرار فادحة للأمن القومي الأميركي إذا ما نُشرت للعلن. ومعظم رسائل البريد الإلكتروني هذه صُنِّفت على أنها (محظورة)، وهي أدنى درجات السرية».
وكانت محكمة قد أمرت الوزارة بالإفراج عن 82 في المائة من رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون بحلول نهاية 2015 وقد بدأت الوزارة في نشر تلك الرسائل علنًا في مايو (أيار) بعدما تم الكشف عن أن كلينتون استخدمت بريدًا إلكترونيًا خاصًا بدلاً من الحساب الحكومي لإرسال البريد الإلكتروني أثناء عملها وزيرة للخارجية.
وقالت كلينتون، الأوفر حظًا للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة 2016، إن استخدام بريد إلكتروني خاص كان «خطأ»، وذلك فيما أصبحت تلك القضية عائقًا في حملتها الانتخابية، حيث أثارت تساؤلات تتعلق بالشفافية والأمن الفني والتعامل مع بريد إلكتروني حساس يتعلق بالهجوم المميت الذي تم تنفيذه في 2012 على مجمع دبلوماسي أميركي في مدينة بنغازي الليبية. وما زالت مسألة استخدام كلينتون بريدها الإلكتروني الخاص أثناء عملها وزيرة للخارجية تطارد حملتها الانتخابية، حيث يذكّر هذا الأمر الناخبين بالفضائح والسرية التي عانى منها زوجها بيل كلينتون كثيرًا خلال السنوات التي قضاها في البيت الأبيض في الفترة من 1993 إلى 2001.
ويعد أرشيف رسائل البريد الإلكتروني لكلينتون أثناء عملها وزيرة للخارجية والمؤلف من 55 ألف صفحة محلاً لعدة دعاوى قضائية تطالب بالإفراج عنها في ظل قوانين السجلات المفتوحة في الولايات المتحدة.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.