بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* قلوب «السكريات» في خطر
- من الملاحظات التي تسجل على النساء عدم التزامهن الجيد بتطبيق النصائح الطبية، وخصوصا فيما يتعلق بتناول أدوية محددة بشكل منتظم كالأدوية التي تخفض من احتمالات خطر الإصابة بأمراض القلب الشرايين التاجية للقلب أو النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية، ومنها أدوية خفض كولسترول الدم وخفض معدل ضغط الدم وأدوية السيولة الدموية وكذلك أدوية السكري.
وقد وجد أن النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني، هن أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من الرجال الذين هم أيضًا يعانون من نفس المرض.
قام علماء من الولايات المتحدة، بدراسة هذه الحقيقة وتسليط الضوء عليها في تقرير علمي نشر في مجلة «الدورة الدموية Circulation». ومن المؤلم أنهم وجدوا أن المرأة ليست فقط أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض فحسب، وإنما هذه الأمراض تكون أيضًا أكثر فتكًا بالنساء كونهن مصابات بداء السكري.
وبالرجوع إلى الإحصائيات العالمية، نجد أن النساء اللاتي يعانين من داء السكري معرضات للإصابة بالنوبات القلبية في سن مبكرة عن الرجال، وهن أيضًا أكثر عرضة للموت بعد أول نوبة قلبية عن الرجال، وفي نفس الوقت هن أقل عرضة للخضوع لعمليات جراحية بسبب انسداد الشرايين. كما وجد أن النساء عادة يكن أقل انتظامًا لتناول الأدوية الموصوفة لهن مثل «ستاتين»، والأسبرين وأدوية خفض ضغط الدم عن الرجال، وبالتالي فهن أكثر عرضة لعدم السيطرة الجيدة على مستويات السكر في الدم أو معدل ضغط الدم. وعلاوة على ذلك، فإنه في كثير من الأحيان تصاب النساء بداء السكري لأسباب أخرى مبنية على الفروق بين الجنسين مثل سكري الحمل أو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات.
عموما، ووفقا لتصريح رئيسة فريق البحث الدكتورة جوديث ريغينشتاينر Judith G. Regensteiner من جامعة كولورادو (دنفر)، فإن النساء والرجال هم على قدم المساواة من حيث التأثر بداء السكري من النوع الثاني. وتضيف أنه ومع ذلك، فإن النساء المصابات بالسكري يعانين من ضِعْف مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من الرجال. وشددت د. ريغينشتاينر على ضرورة فهم مدى الحاجة إلى تحسين كلٍ من الأسباب البيولوجية لأوجه التفاوت بين الجنسين وأيضًا التحكم في عوامل الخطر القلبية الوعائية على قدم المساواة في كل من النساء والرجال من أجل تحسين العدالة الصحية في النساء والرجال المصابين بداء السكري. ومن ذلك العناية بنمط الحياة، ومعرفة التاريخ المرضي العائلي، والاهتمام بالوضع الصحي العام. ومن إيجابيات ذلك مساعدة الطبيب في تقييم مستوى خطر الإصابة بأمراض القلب، ووضع خطة لتفادي مشكلات محتملة في القلب. ومن المهم ملاحظة ضغط الدم ومستويات الكولسترول بشكل دوري والحفاظ على وزن سليم بممارسة النشاط الرياضي بانتظام والحفاظ على نظام غذائي منخفض الدهون.
* «ارتفاع ضغط الدم الرئوي»
- يعتبر ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانسدادي التجلطي المزمن، وارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي من الأنواع النادرة لمرض ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وهو من الأمراض الخطيرة التي تصيب الرئتين والقلب وتتطور لتُغير حياة المريض وتهدد بالوفاة أيضًا. وتشير التقديرات إلى أن ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانسدادي التجلطي المزمن يصيب 1500 - 2000 شخص في السعودية، بينما يصيب ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي 1000 - 1500 شخص، حيث يصاب المرضى بارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة، مما يسبب لهم صعوبة التنفس والتعب الشديد ويعيق قدرتهم على العمل وممارسة الأنشطة اليومية مثل المشي لمسافات قصيرة أو صعود الدَرَجْ.
وكشف استشاري الأمراض الصدرية ورئيس الجمعية السعودية لأمراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي الدكتور مجدي محمد إدريس عن نتائج الدراسة الإكلينيكية الهامة «CHEST - 1» التي أوضحت بأن دواء جديدا قد تمكن العلماء من اكتشافه وتمت تجربته وثبتت فعاليته وهو ريوسيغوات Adempas (riociguat) الذي حقق تحسنًا إكلينيكيًا ملموسًا لمرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانسدادي التجلطي المزمن Chronic Thromboembolic Pulmonary Hypertension الذي لا يمكن علاجه جراحيًا أو الذي تتكرر إصابة المريض به أو تستمر بعد الجراحة.
وقد اعتمدت إدارة الغذاء والدواء السعودية هذا العقار «ريوسيغوات» باعتباره الدواء الأول لعلاج نوعين من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، هما ضغط الدم الرئوي الانسدادي التجلطي المزمن وارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي والذي يعد نوعًا آخر من ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى نجاح العقار الجديد في تحسين قدرة المرضى على تحمل التمرينات الرياضية، والذي تجلى من خلال تقييم اختبار المشي لمدة ست دقائق، كاشفًا عن تحسن قدرتهم على المشي لمسافة أطول.
وعلق د. مجدي محمد إدريس بأن مرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي الشرياني سوف يرحبون بتوافر عقار كهذا، وبالأخص مرضى ارتفاع ضغط الدم الرئوي الانسدادي التجلطي المزمن الذين لا توجد أمامهم أي خيارات علاجية دوائية حتى الآن إذا كانت إصابتهم لا يمكن علاجها بالتدخل الجراحي أو إذا تكررت أو استمرت الإصابة بعد الجراحة. إن ارتفاع ضغط الدم الرئوي يعد تشخيصًا مدمرًا، وتتسبب أعراضه المتمثلة في صعوبة التنفس والدوار والإغماء في إضعاف جسم المريض، لذلك فإن توفر خيارات علاجية جديدة تحقق تحسنًا إكلينيكيًا كبيرًا وتُمكن المرضى من أداء الأنشطة اليومية التي تمارس بشكل تلقائي، يعد خطوة كبيرة للأمام.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».