مصدر فرنسي لـ {الشرق الأوسط}: لا نريد أن تتحول ليبيا إلى ميدان للداعشيين قبالة سواحلنا

مشاركة باريس مرهونة بمدى قدرتها على توفير الإمكانيات المادية والعسكرية

مصدر فرنسي لـ {الشرق الأوسط}: لا نريد أن تتحول ليبيا إلى ميدان للداعشيين قبالة سواحلنا
TT

مصدر فرنسي لـ {الشرق الأوسط}: لا نريد أن تتحول ليبيا إلى ميدان للداعشيين قبالة سواحلنا

مصدر فرنسي لـ {الشرق الأوسط}: لا نريد أن تتحول ليبيا إلى ميدان للداعشيين قبالة سواحلنا

لعل أوضح كلام فرنسي عن الحاجة لعمل عسكري في ليبيا جاء على لسان رئيس الحكومة مانويل فالس الذي أعلن في 11 الشهر الحالي ما يلي: «نحن في حالة حرب ولدينا عدو اسمه (داعش) وعلينا أن نحاربه ونقضي عليه في العراق وسوريا وغدا بلا شك في ليبيا». وما قاله فالس بلغة مباشرة، عبر عنه وزير الخارجية لوران فابيوس أول من أمس في اتصال هاتفي برئيس حكومة الاتحاد الوطني فايز السراج.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن فرنسا تقف إلى جانب الشعب الليبي للتغلب على التحديات التي تواجهها البلاد بدءا بتوفير الأمن في العاصمة والعودة إلى الاستقرار والحرب على الإرهاب. وما يقوله رئيس الحكومة ووزير الخارجية تشدد عليه المصادر الدفاعية الفرنسية منذ شهور وهي تنظر بقلق لما يجري في الشريط الساحلي المتوسطي في ليبيا وتمدد «داعش» على عدة مئات من الكيلومترات وسيطرتها على مدينة سرت مسقط رأس العقيد القذافي.
من جانبه، نبه وزير الدفاع جان إيف لودريان مؤخرا من أن «داعش» أخذ يمد سيطرته باتجاه الداخل والخوف، وفق الوزير الفرنسي، من أن يتمكن من التواصل مع الجماعات المتطرفة أو الإرهابية في بلدان الساحل «بفضل» تدفق جهاديين أجانب يتكاثر عددهم يوما بعد يوم، نظرا للضغوط العسكرية الكبيرة التي يتعرض لها «داعش» في سوريا والعراق. ويلخص مصدر فرنسي مخاوف بلاده بجملة واحدة: «لا نريد أن تتحول ليبيا إلى قطب جاذب للمتطرفين أو إلى ميدان الجهاد المفضل للداعشيين على بعد مئات الأميال فقط من الشواطئ الأوروبية». وأفادت صحيفة «لو فيغارو» اليمينية في عددها الصادر أمس أن لودريان أبلغ مجلس الدفاع المصغر برئاسة فرنسوا هولاند أن طلعات قامت بها الطائرات الفرنسية أكدت وجود مخيم تدريب لمتطرفين فرنسيين قائم على بعد 250 كلم جنوب العاصمة طرابلس.
إزاء هذا الواقع، ترى باريس أن ليبيا لن تستطيع الخروج بنفسها من الحالة الإرهابية التي تواجهها خصوصا في ظل الانقسامات التي تعاني منها والتناحرات السياسية والقبلية والصراع على الموارد. كذلك، فإنها تعتبر أن الحكومة الجديدة ستواجه صعوبات سياسية بالغة بالنظر إلى الرفض الذي تلاقيه من بعض أطراف الحكومتين والبرلمانين القائمين حاليا في طرابلس وطبرق ومن تفتت النسيج السياسي وتناحر الميليشيات ورفضها عودة الدولة. وقبل العمل العسكري، تعتبر باريس أنه يتعين توفير الدعم السياسي المباشر للحكومة للمبعوث الدولي مارتن كوبلر حتى تنجح رعاية ولادة الحكومة وتمكينها من الاستقرار في طرابلس وتوفير الحماية لها داخليا وخارجيا وهو الأمر الذي أشار إليه الوزير فابيوس خلال اتصاله المشار إليه مع السراج.
يعود القلق الفرنسي بالدرجة الأولى إلى الخوف من تسلل الجهاديين مع المهاجرين أو اللاجئين الذين يمرون عبر الأراضي والموانئ الليبية. وجاء عثور الأجهزة الأمنية الفرنسية على بطاقتي هوية سوريتين مسروقتين قرب جثتي انتحاريين فجرا نفسيهما ليلة الثالث عشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، الماضي ليضاعف قلق السلطات من عودة الجهاديين المحليين إلى فرنسا بين صفوف اللاجئين أو وصول إرهابيين جدد منتحلين صفة لاجئين. لكن خوف باريس قائم أيضا من زعزعة استقرار بلدان المغرب العربي وعلى رأسها تونس وعلى أمن بلدان الساحل. وينتاب باريس القلق من تسرب «داعش» باتجاه الجنوب وإقامة التواصل مع بوكو حرام الناشطة خصوصا في نيجيريا.
تقول «لو فيغارو»: إن العمل العسكري نقلا عن مصادرها أن العمل العسكري يفترض أن يتم خلال ستة أشهر، وربما حصل قبل ذلك في الربيع القادم، مما يدل على أنه ليس هناك قرار جدي متخذ، خصوصا أن أيا من البلدان التي يمكن أن تشارك فيه لن تقوم بذلك منفردة، وهو شرط فرنسي رئيسي. أما الشرطان الآخران فهما قيام حكومة اتحاد وطني تطلب رسميا المساعدة العسكرية من الأمم المتحدة أو مباشرة من الدول الغربية القادرة والراغبة في التدخل وصدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يسمح بشكل لا لبس فيه بالتدخل العسكري لتجنب الجدل الذي ثار سابقا عندما أرسلت فرنسا وبريطانيا ولاحقا الولايات المتحدة الأميركية طائراتها فوق بنغازي استنادا إلى قرارين دوليين غامضين. وحتى الآن، تبدو إيطاليا الأكثر استعدادا للعب دور «ريادي» في ليبيا تليها بالطبع فرنسا وبريطانيا. أما الولايات المتحدة الأميركية فما زال موقفها غير واضح.
بيد أن المصادر الفرنسية تريد أن تلعب دول المنطقة دورا حقيقيا من أجل دمجها في عملية إنقاذ ليبيا من براثن الفوضى والإرهاب ومن أجل انخراطها في الجهد الجماعي الدبلوماسي والسياسي والعسكري. وتبدو مصر الأكثر تأهيلا للعب دور عسكري بسبب ثقلها في المنطقة وقدراتها البشرية والعسكرية. أما بالنسبة لفرنسا الضالعة في أكثر من مواجهة في أفريقيا والشرق الأوسط، فإن إمكانياتها العسكرية محدودة وبالتالي فإن دورها سيكون وفق ما تستطيع توفيره من قدرات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.