غارة لطائرة «درون» تقتل 5 من مقاتلي حركة الشباب في الصومال

استهدفت قاعدة لمسلحي الحركة التابعة لتنظيم القاعدة في الجنوب

غارة لطائرة «درون» تقتل 5 من مقاتلي حركة الشباب في الصومال
TT

غارة لطائرة «درون» تقتل 5 من مقاتلي حركة الشباب في الصومال

غارة لطائرة «درون» تقتل 5 من مقاتلي حركة الشباب في الصومال

قالت الشرطة وسكان، أمس، إن طائرة يشتبه بأنها دون طيار استهدفت قاعدة لمسلحي حركة الشاب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة في جنوب الصومال وقتلت 5 منهم على الأقل.
ولم يعرف من الذي نفذ الغارة الجوية، لكن الولايات المتحدة استهدفت في السابق مقاتلي الحركة. ونفذت حركة الشباب الكثير من الهجمات بالقنابل والأسلحة في العاصمة مقديشو في إطار سعيها لإسقاط الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وضربت أيضًا أهدافًا في كينيا المجاورة منذ انضمام نيروبي لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال. وقالت الشرطة وسكان إن هجومًا شنته طائرة من دون طيار فيما يبدو على مدينة بلد أمين الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترًا إلى الشرق من وانلاوين في منطقة شبيلي السفلى مساء أول من أمس (السبت).
وقال أحد سكان المنطقة ويدعى أدن أحمد لـ«رويترز»: «سمعنا دوي 3 انفجارات هائلة في قاعدة للشباب في بلد أمين الليلة الماضية (ليلة الأحد). يبدو أنها طائرة دون طيار، لكن لا نعرف شيئًا عن سقوط ضحايا».
وقال الرائد عبد القادر أحمد وهو ضابط شرطة في وانلاوين لـ«رويترز»: «استهدفت طائرة من دون طيار قاعدة للشباب الليلة الماضية. حتى الآن لدينا معلومات تفيد بأن 5 مقاتلين بينهم زعيم (الشباب) المسؤول عن منطقة شبيلي السفلى ماتوا في الغارة». وفي مارس (آذار) الماضي قالت وزارة الدفاع الأميركية، إن غارة نفذتها طائرة من دون طيار في جنوب الصومال قتلت عدنان جرير القيادي بحركة الشباب الذي يعتقد أنه مدبر الهجوم على مركز تجاري في نيروبي عام 2013، والذي أدى إلى مقتل 67 شخصًا.
وفي وقت سابق أعلن مسؤولون وشهود عيان، أن ما لا يقل عن 22 شخصًا، بينهم مسلحون من جماعة الشباب المتشددة، قتلوا في هجمات منفصلة في جنوب ووسط الصومال. وقال شهود عيان وكبار شيوخ القبائل، إن 14 شخصًا على الأقل قتلوا وأصيب 13 آخرون في اشتباكات بين الجنود من ولايتين اتحاديتين تتمتعان بحكم ذاتي في وسط الصومال. ويخوض الجنود المسلحون من جونتلاند وجالمودوج قتالاً للسيطرة على مدينة جالكايو، الواقعة على الحدود بين الولايتين. وتدير المدينة حاليًا حكومتان متنافسان. وقال مسؤول بالاستخبارات الصومالية لوكالة الأنباء الألمانية في وقت مبكر من أمس، إن 8 على الأقل من أفراد حركة الشباب قتلوا، وأصيب 5 آخرون في هجوم جوي على معسكر للإرهابيين بجنوب الصومال.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.