أكد خبراء أمنيون أن معركة تحرير الموصل لن تنجز قبل تطهير محافظة الأنبار بالكامل، نظرا لحاجة القطعات العسكرية إلى تأمين المواقع الخلفية، وسط ترجيحات بأن تشترك قوات برية أجنبية فيها، فيما يتوقع الخبراء أن تبدأ من جهة مخمور والكوير أو من جنوب نينوى باتجاه الشرقاط نحو القيارة.
وتحدثت مصادر أمنية وسياسيون عن حشد قوات عسكرية كبيرة، حيث ينتظر ما يربو على 4200 مقاتل في أربيل، إضافة إلى متطوعين آخرين في القطاعين المذكورين إشارة انطلاق العمليات. في وقت شدد نواب عن نينوى أنها بحاجة إلى «قرار سياسي» من حكومتي بغداد وأربيل، معتبرين أن تحرير سنجار، في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أدى إلى «السيطرة على خاصرة الموصل، وعلى شبكة مهمة من الطرق التي تسهل وتمرر التمويل لتنظيم داعش في الموصل».
وأكد الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن القوات الأمنية العراقية تمسك بزمام المبادرة تماما في جميع قواطع العمليات العسكرية، وهي من تباغت بالهجوم، وتتحكم في توقيت تحريك المعركة وخيوطها، ووضع الاستراتيجية المناسبة، مشددا على أن المتبقي من جماعات التنظيم المتطرف باتت مطوقة ومحاصرة من جميع الجوانب.
وقال رسول في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستعدادات لتحرير الموصل تجري على قدم وساق، حيث شكلت غرف عمليات لهذا الغرض في أربيل ومخمور، وهناك آلاف المقاتلين من أبناء القوات المسلحة وأكثر من 4200 مقاتل من قوات البيشمركة و5000 متطوع من أبناء العشائر في محافظة نينوى مستعدين لمعركة التحرير، بمساندة فاعلة من طيران التحالف الدولي وسلاح الجو العراقي الذي بدأ بشكل فعلي في شن كثير من الطلعات الجوية التي استهدفت مقارا وتجمعات لقيادات (داعش) ومراكز القوى لديه داخل الموصل».
من جانبه، استبعد الخبير الاستراتيجي والمختص في شؤون الجماعات المسلحة هاشم الهاشمي أن تكون عملية تحرير سنجار مدخلا لتحرير الموصل. وقال إن «معركة الموصل لن تكون سهلة، لأن التنظيم يعتبرها عاصمة له، ولا أعتقد أن الأميركيين وقوات التحالف الدولي يسعون إلى أن يغامروا بإشراك قوات برية في العراق». ورأى أن «مشاركة قوات العشائر العراقية ستكون لها أهمية كبيرة في معارك جنوب الموصل حتى منطقة القيارة، أو ما سيتفق عليه لاحقًا». وعزا تأخر المعركة إلى «الظرف المناخي وعدم وجود عدد كاف من القوات الخاصة المهيأة للاقتحام»، لكنه يرى أن إعلان تطهيرها بات وشيكا».
من جانبه، قال الخبير والمحلل العسكري اللواء الركن عبد الكريم خلف إن «معركة الموصل لن تبدأ قبل تحرير الأنبار»، عازيا ذلك إلى أنها «تحتاج إلى تأمين خلفيات القطعات المهاجمة، وهذا لن يكون إلا بعد تأمين الأنبار وقطع خطوط إمدادات (داعش)».
ميدانيًا، كشف مصدر أمني في قيادة العمليات المشتركة أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير شمالي بيجي بالكامل وتحرير قرية مسعود. وقال إن «القوات الأمنية المشتركة تمكنت من تحقيق انتصارات كبيرة وخصوصا بعد تحرير قرية مسعود شمالي بيجي، وتمكنت من صد محاولات إرهابية بالهجوم على جبال مكحول، وهي الآن تسيطر على منطقة الـ600 والحي العسكري والجراد».
وفي مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «دخول الأسلحة المتطورة والحديثة إلى العمليات العسكرية له أثر إيجابي على ساحة المعركة». وأشار إلى أن «القوات الأمنية تحاول جاهدة تفادي حدوث خسائر بشرية بين المدنيين»، مؤكدا أنه سيتم «تحرير المدينة بالكامل في غضون أيام قليلة».
في غضون ذلك، أعلن عضو مجلس قضاء الرمادي إبراهيم الجنابي أن «مصادرنا الخاصة أفادت بوجود أكثر من مائتي عائلة داخل مركز المدينة يحتجزها (داعش) ويتخذها دروعا بشرية، ويمنع خروجها من المدينة لأي سبب كان». وأكد أن القوات الأمنية تحاول وبشتى الوسائل المتاحة إلى توفير ممرات آمنة للعوائل التي يحتجزها التنظيم لضمان تجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
إلى ذلك، أكد الناطق الرسمي باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان تقدم القوات المشتركة نحو مركز الرمادي من عدة محاور، بعد نجاحها في تطبيق خطة «العزل» و«التقدم المسبق» المشابهة إلى خطة تحرير قضاء بيجي، لافتا إلى أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب حققت طفرة نوعية في العمليات من حيث تنفيذ الأهداف بأعلى المستويات.
عمليات تحرير الموصل تقترب.. وترجيحات بمشاركة قوات برية أجنبية
مع تسارع عملية تطهير محافظة الأنبار بالكامل
عمليات تحرير الموصل تقترب.. وترجيحات بمشاركة قوات برية أجنبية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة