الذهب يتجه لتحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية مع نزول الأسهم والدولار

الخام الأميركي في طريقه لتسجيل أطول موجة خسائر أسبوعية في 29 عامًا

الذهب يتجه لتحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية مع نزول الأسهم والدولار
TT

الذهب يتجه لتحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية مع نزول الأسهم والدولار

الذهب يتجه لتحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية مع نزول الأسهم والدولار

استقر سعر الذهب أمس الجمعة بعد انحسار موجة صعود دفعته لأعلى مستوياته في ستة أسابيع، لكنه يظل متجها إلى تحقيق أكبر مكاسبه الأسبوعية منذ منتصف يناير (كانون الثاني) مع صدور المزيد من البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين التي عصفت بالأسواق المالية.
وهبطت الأسهم العالمية متجهة نحو تحقيق أضعف أداء أسبوعي لها منذ بداية العام، بينما انخفض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في نحو ثمانية أسابيع بعدما زاد تقرير عن نشاط المصانع الصينية الشكوك في أن يرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وتعافى الذهب بالفعل هذا الأسبوع من أدنى مستوياته في خمس سنوات ونصف السنة الذي سجله في يوليو (تموز) مدعوما بمحاضر اجتماع لجنة السياسة النقدية بالمركزي الأميركي التي قلصت التوقعات برفع أسعار الفائدة قريبا.
وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 40.‏1168 دولار للأوقية (الأونصة) واستقر سعره عند 42.‏1153 دولار دون تغير يذكر عن مستواه أول من أمس الخميس، لكنه صعد 5.‏3 في المائة منذ بداية الأسبوع.
وانخفض سعر الذهب في العقود الأميركية الآجلة تسليم ديسمبر (كانون الأول) 30 سنتا إلى 90.‏1152 دولار للأوقية.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى هبطت الفضة 2.‏1 في المائة إلى 73.‏15 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 9.‏0 في المائة إلى 75.‏1019 دولار للأوقية، بينما نزل البلاديوم 5.‏2 في المائة إلى 25.‏602 دولار للأوقية.
وانخفضت الأسهم الأميركية في مستهل التعاملات أمس الجمعة مع صدور بيانات ضعيفة عن نشاط المصانع في الصين أججت مخاوف المستثمرين بشأن النمو العالمي.
ونزل المؤشر داو جونز الصناعي 13.‏123 نقطة توازي 72.‏0 في المائة إلى 56.‏16867 نقطة.
وهبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 94.‏13 نقطة تعادل 68.‏0 في المائة إلى 79.‏2021 نقطة.
وخسر المؤشر ناسداك المجمع 26.‏76 نقطة أو 56.‏1 في المائة ليصل إلى 23.‏4801 نقطة.
واتجهت أسعار الخام الأميركي أمس الجمعة نحو الهبوط للأسبوع الثامن على التوالي في أطول موجة خسائر من نوعها منذ عام 1986 بعد أن عزز الهبوط الحاد في نشاط المصانع الصينية المخاوف بشأن متانة اقتصاد أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم.
وانكمش نشاط قطاع الصناعات الصيني في أغسطس (آب) بأسرع وتيرة في نحو ست سنوات ونصف السنة مع تراجع الطلب المحلي والخارجي، وهو ما يزيد المخاوف بشأن تراجع استهلاك الخام في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وهبطت الأسهم الآسيوية لتحذو حذو نظيرتها الأميركية مع تزايد المخاوف من تباطؤ للنمو العالمي تقوده الصين.
ويجري تداول خامي القياس العالميين قرب أدنى مستوياتهما في ستة أعوام ونصف العام ويتجه الخام الأميركي إلى تسجيل أطول موجة خسائر أسبوعية في 29 عاما.
وفي أواخر 1985 هوت أسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل من نحو 30 دولارا على مدى خمسة أشهر مع رفع أوبك إنتاجها لاستعادة حصتها في السوق في أعقاب زيادة في الإنتاج خارجها.
وانخفضت عقود الخام الأميركي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) 25 سنتا إلى 07.‏41 دولار للبرميل بحلول الساعة 1005 بتوقيت غرينتش. وكانت عقود سبتمبر (أيلول) انخفضت إلى أدنى مستوى لها أثناء الجلسة منذ مارس (آذار) 2009 إلى 21.‏40 دولار للبرميل أول من أمس الخميس قبل انقضاء تداولها عند إغلاق السوق.
ويتجه خام برنت لتكبد سابع خسارة أسبوعية في ثمانية أسابيع، حيث تراجع 30 سنتا إلى 32.‏46 دولار للبرميل بعد أن أنهى الجلسة السابقة منخفضا 54 سنتا.
وانخفض الدولار مع انحسار التوقعات برفع أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر، وهو ما يقدم بعض الدعم لأسعار النفط.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.