مع نفاد اسطوانات الغاز المنزلي من المحلات وارتفاع سعرها في السوق السوداء ﻟﺠﺄﺕ آلاف الأسر في محافظات عدن ولحج والضالع، بالجنوب اليمني، إلى احتطاب الشجر واستخدامه في الطبخ كبديل للاسطوانة.
وقال عدد من سكان مدينة الضالع لـ«الشرق الأوسط» إن ندرة الغاز وانعدامه في السوق أدي إلى أزمة خانقة لم يعرفها سكان المدينة من قبل. وأضافوا أن تهافت السكان على الغاز، في ظل الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبد الله صالح، من ناحيتي العند جنوبا وقعطبة شمالا، نتج عنه في الأخير ارتفاع جنوني في سعر اسطوانة الغاز المنزلي. وأشاروا إلى أن سعر الأسطوانة ارتفع من 1500 ريال يمني (7 دولارات تقريبا) إلى 5500 ريال (25 دولار تقريبا). ويبقى السعر دائمًا مرشحًا للزيادة بسبب تدخل السماسرة. ولفت السكان إلى أن سعر الاسطوانة يزيد في الريف، إذ وصل سعر الاسطوانة في الريف إلى ما بين 8 آلاف و10 آلاف ريال، أي عشرة أضعاف سعرها الحقيقي تقريبا.
وفي مدينة عدن يقول السكان إن هذه الأزمة جديدة عليهم ولم يعهدوا مثلها على الإطلاق، إذ على الرغم من الأحداث والصراعات التي شهدتها المدينة خلال حقب من تاريخها، فإن السكان لم يصل بهم الحال إلى احتطاب الشجر أو الموت جوعًا. ومنذ باتت مادة الغاز نادرة، لجأ بعض السكان إلى استخدام الخشب ومخلفات الورق وأحيانا المجلات والكتب لإعداد الوجبات الساخنة للطعام.
ويعاني سكان المحافظات الجنوبية التي يحتدم فيها القتال بين المقاومة والمتمردين الحوثيين، من آثار المعارك والقصف مما تسبب في أزمة بيئية كبيرة. وأمام هذا الوضع، بدأ سكان في مدينة الضالع خلال الأيام القليلة الماضية حملة رش ضبابي لمكافحة انتشار البعوض في أحياء وشوارع المدينة. وجاءت هذه الحملة بتنسيق من «مكاتب التنسيق الإغاثي والأشغال العامة والطرق» و«صندوق النظافة والتحسين» و«جمعية أبناء مدينة الضالع الخيرية».
وتسببت الأعمال القتالية أيضا في تضرر مجرى الصرف الصحي في أحياء بمدينة عدن مما أثار استياء السكان. وأمام هذا الوضع، أعلن «ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية» أن عناصره تواصلوا مع متخصصين لحل المشكلات البيئية وقرروا التوجه إلى الأحياء المتضررة من أجل إصلاح محطات الصرف الصحي وخصوصًا في ضاحية المنصورة.
وتشهد ضاحية المنصورة أزمة إنسانية بسبب نزوح الكثير من العائلات إليها هربا من القتال. وأمام هذا الوضع، أعلن «ائتلاف عدن للإغاثة الشعبية» عن حملة لتوزيع آلاف الأفرشة على الأسر التي نزحت إلى مدرسة البنيان في المنصورة.
سكان الجنوب اليمني يلجأون للحطب بعد نفاد غاز الطبخ
مشكلات بيئية كبيرة جراء العمليات القتالية

سكان الجنوب اليمني يلجأون للحطب بعد نفاد غاز الطبخ

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة