بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

* جرعات مفرطة من حمض الفوليك
من الأخطاء الشائعة تجاوز البعض من الناس جرعة الدواء الموصوف لهم إما بتخفيض الجرعة خوفا من مضاعفات الدواء أو زيادتها حبا في الحصول على المزيد من فوائد هذا الدواء. وهذا السلوك ينطبق تماما على النساء الحوامل وحمض الفوليك.
لا شك أن تناول مكملات حمض الفوليك خلال فترة الحمل، أمر مهم للغاية من الوجهة الطبية، خصوصا بعد أن أظهرت الدراسات التي أجريت في مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها CDC أن 50 في المائة إلى 70 في المائة من عيوب الأنبوبة العصبية التي تسبب عيوبا خلقية عصبية خطيرة، قد تكون قاتلة أحيانا، يمكن الوقاية منها بواسطة التشديد على أن تحصل المرأة على كمية كافية من حمض الفوليك يوميا قبل مشروع الحمل. ولقد أوصت CDC أن تبدأ المرأة التي تخطط للحمل بتناول مكمل يحتوي على 400 ميكروغرام من حمض الفوليك قبل الحمل يوميا، ويفضل البدء في تناوله قبل شهر واحد على الأقل وأن تستمر بتناوله خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وينصح بعدم تجاوز الجرعة الموصوفة من قبل الطبيب تلافيا للمضاعفات المستقبلية.
هناك دراسة برتغالية تشير إلى أن أخذ كميات زائدة من حمض الفوليك قد تضر بالأطفال المواليد، وقد تؤدي إلى مرض السكري والسمنة، وخصوصا لدى الفتيات. ونشرت الدراسة في «مجلة الغدد الصماء Journal of Endocrinology». قام بالدراسة علماء من جامعة بورتو والجامعة الكاثوليكية في البرتغال على مجموعة من الفئران، أعطوها جرعة زائدة 20 ضعفا عن الكمية الموصى بها من حمض الفوليك طوال وقت التزاوج والحمل والرضاعة.
وجدت الدراسة أن الأطفال، في مرحلة البلوغ، كانوا يعانون من زيادة الوزن، مقاومة الإنسولين، ونقص أديبونيكتين Adiponectin (وهو البروتين المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم وتكسير الأحماض الدهنية)، بالإضافة إلى ملاحظة سلوك غذائي غير منتظم. وكانت هذه الآثار أكثر انتشارا بين إناث الفئران. وفي المقابل، نما أطفال الفئران أصحاء في «مجموعة التحكيم» التي تلقت أمهاتهم الجرعة الموصى بها من حمض الفوليك.
هذه الدراسة تؤكد أن تناول ما لا يقل عن 0.4 ملغم من حمض الفوليك يوميا أمر ضروري عند الحوامل، للوقاية من العيوب الخلقية العصبية وكذلك من حدوث الشفة الأرنبية وشق سقف الحلق عند الأطفال، إضافة إلى فوائد أخرى. ويمكن الحصول على هذا الحمض من الأطعمة المدعمة والمحصنة، وحبوب الفيتامينات والمكملات الغذائية. ويجب تجنب الإفراط في تناول حمض الفوليك والالتزام بالجرعة التي يصفها الطبيب لتجنب ما قد يحدث مستقبلا عند الأطفال ومنها «حالة مقاومة الإنسولين».

* الزئبق وأمراض المناعة الذاتية
يموت في كل عام أكثر من 3 ملايين طفل دون الخامسة لأسباب وظروف تتعلق بتلوث البيئة ويمكن أن يبدأ التعرض لمخاطر البيئة المهلكة للصحة من قبل الولادة فالرصاص الموجود في الجو والزئبق الموجود في الطعام والمواد الكيميائية الأخرى يمكن أن تفضي على المدى الطويل إلى آثار غير صحية في أغلب الأحيان ومنها العقم والإجهاض وعيوب الولادة.
إن حدوث اضطرابات المناعة الذاتية، الذي يعتبر أكثر شيوعا في النساء أكثر من الرجال، لا يمكن إرجاعه دائما إلى عوامل وراثية بحتة، فلقد وجد باحثون أميركيون علاقة لهذه الاضطرابات مع عوامل بيئية محتملة، وذلك من خلال دراسة أجروها لأكثر من 4 سنوات ونشرت نتائجها أخيرا في مجلة «آفاق الصحة البيئية Environmental Health Perspectives»، وتوصلوا فيها إلى أن التعرض للزئبق (وهو أحد ملوثات البيئة) بمختلف الطرق - مثل الإفراط في تناول الأسماك أو المأكولات البحرية بشكل عام أو استخدام حشوات الأسنان المحتوية على الزئبق dental amalgams - قد تشكل عامل خطر في المستقبل.
وحلل علماء من جامعة ميتشيغان بيانات أخذت من نساء تراوحت أعمارهن بين 16 و49 من مجموعة النساء اللاتي شاركن في الدراسة العالمية الموسعة بعنوان «الصحة الوطنية وفحص التغذية» (National Health and Nutrition Examination Survey، NHANES) بين عامي 1999 و2004. ووجد الباحثون أنه كلما زاد التعرض للزئبق ارتفعت العلاقة والارتباط مع ارتفاع مستويات الأجسام المضادة.
ومن المعروف أن الأجسام المضادة هي مؤشرات مبكرة تنذر بحدوث اضطرابات في المناعة الذاتية. والأجسام المضادة هي بروتينات يصنعها جهاز المناعة عندما يواجه حالة عدم قدرته على التمييز بين أنسجة وخلايا الجسم والخلايا التي يمكن أن تكون ضارة. ووجود هذه الخلايا ليس بالشرط أنه يعني بشكل تلقائي وجود أحد أمراض المناعة الذاتية الآن، ولكنه يمكن أن يكون مؤشرا مهما قد يسبق حدوث المرض أو الاضطراب قبل سنوات. بالنسبة للأسماك، فإن استهلاكها يعتبر، بشكل عام، سلوكا صحيا وهو اتباع نظام غذائي صحي يوصي به الأطباء والمتخصصون، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل أو أثناء الرضاعة الطبيعية ولفئة الأطفال. وأكد الباحثون أن العناصر الغذائية التي تحتويها الأسماك مهمة جدا لصحة الجسم. ومع ذلك، فإن النساء (في سن الإنجاب) المعرضات بشكل كبير لمخاطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، يجب أن يضعن في اعتبارهن أهمية صحية خاصة عند اختيار نوع الأسماك التي يمكنهن تناولها، فعليهن تجنب أكل الأسماك التالية على سبيل المثال: سمك أبو سيف، الماكريل والتايلفيش، التي تحتوي على مستويات عالية جدا من الزئبق، في حين يمكنهن أكل المأكولات التالية: الروبيان، التونة المعلبة وسمك السلمون، فهي تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق. كما ينصح بالابتعاد عن استخدام حشوات الأملغم amalgam التي تحتوي على الزئبق وإن كان بنسب ضئيلة جدا وتعتبر آمنة عند الكثيرين.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.